المتطرفون "جنود ترامب" في طهران.. و"رسالة" ضرب الحوثيين.. وشروط واشنطن للتفاوض
ملف الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، ومصير رسالة ترامب إلى المرشد علي خامنئي، والهجمات الأميركية على مواقع وأهداف الحوثيين، كانت محاور رئيسية في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 17 مارس (آذار).
بعض الصحف الإصلاحية رأت في هذه الهجمات الأميركية تصعيدا خطيرا، وأنه يحمل رسالة خاصة لإيران، مشيدة ببعض التصريحات التي صدرت من مسؤولين إيرانيين بالتزامن مع الهجمات، أكدوا خلالها بأن إيران لا تملي تعليمات وأوامر على الحوثيين، وأن قرارهم بمهاجمة السفن أخذوه بشكل مستقل عن طهران.
صحف أصولية مثل "كيهان" و"جوان" دعت الحوثيين إلى التصعيد وعدم المبالاة بالتهديدات الأميركية، مؤكدة أن الهجمات الأميركية لا ينبغي أن توقف "اليمنيين" عن مساندة أهل غزة.
من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام واسع في تغطية الصحف، خصوصا الإصلاحية منها، هو موضوع تأييد "مجمع تشخيص مصلحة النظام" انضمام إيران إلى مجموعة العامل المالي الدولي "FATF"، بعد أكثر من 6 سنوات من تعطيل الملف وعرقلته.
صحيفة "ستاره صبح" أشارت إلى الموضوع، وقالت إن مليارات الدولارات كانت تخسرها طهران من عدم الانضمام إلى هذه المنظمة، التي بموجبه تمتنع الدول الأخرى من التبادل المصرفي مع إيران، وأن تحريك هذا الملف من قبل "مجمع تشخيص مصلحة النظام" يعتبر بمثابة "الخروج من حالة الإغماء".
صحف أخرى مثل صحيفة "خوب" أشارت إلى الانعكاسات الإيجابية لهذا الخبر على الأسواق ووضع العملات الأجنبية، حيث شهد التومان الإيراني تحسنا طفيفا بعد انتشار خبر موافقة اللجنة الخاصة في "مجمع تشخيص مصلحة النظام" بالانضمام إلى "FATF"، شرط أن يحصل القرار على موافقة من "مجلس صيانة الدستور" الذي يعتبر أكثر تشددا في معارضته لهذا الموضوع.
في شأن آخر توقعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، بسقوط النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، وكتبت: "حكم الإرهابيين التكفيريين في سوريا لن يدوم طويلا، ولا يفترض أن يدوم حكمهم على سوريا".
في سياق منفصل أشار الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي إلى قضية الفساد الكبير في قطاع الشاي، والذي يقدر بثلاثة مليارات و 700 مليون دولار، وقال نظرا لحجم هذا الفساد الكبير فمن المستبعد جدا أن لا يكون هناك تأييد وتورط لأطراف سياسية عليا في هذا الملف.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"ستاره صبح": شروط ترامب في رسالته إلى خامنئي.. تصحيح العلاقة مع العراق ولبنان واليمن
تطرقت صحيفة "ستاره صبح" إلى محتوى رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، والتي تم تسريب بعض تفاصيلها في التلفزيون الإيراني، حيث تضمنت هذه الرسالة شرطا مسبقا بأن تقوم إيران بتصحيح علاقاتها مع لبنان والعراق واليمن، أي دول محور المقاومة، وأن تنفذ ما تطلبه أميركا منها.
الصحيفة انتقدت هذا الشرط، ورأت فيه أنه يفسد نجاح المفاوضات، لأن وضع شروط مسبقة من هذا النوع كفيل بأن يمنع إمكانية التفاهم والتوصل إلى حلول وسط بين الطرفين.
كما تساءلت الصحيفة عن سر قيام الإمارات بتسليم هذه الرسالة، رغم أنه كانت هناك إمكانية في إيصالها إلى إيران من خلال البعثة الدبلوماسية بالأمم المتحدة بنيويورك أو من خلال السفارة السويسرية باعتبارها راعية المصالح الأميركية في طهران.
"مهد تمدن": المتطرفون في إيران هم "جنود ترامب"
قال الكاتب والمحلل السياسي حسن بيكي لصحيفة "مهد تمدن" إن المتطرفين في الداخل الإيراني هم "جنود" الرئيس الأميركي من الناحية العملية، لأنه من خلال مواقفهم والسير على خطى تفريق وحدة الصف، وإثارتهم للملفات الجدلية والمختلف عليها، يساعدون خصوم إيران في تحقيق مآربهم وأهدافهم.
ولفت الكاتب إلى أن زيادة الخلافات الداخلية في الداخل هي أكبر خطر يهدد إيران، وهو ما يحذر منه الخبراء والحريصون على تماسك البلد ووحدة صفها باستمرار، لتجاوز هذه العقبة الصعبة.
وأشارت بيكي إلى أن المتطرفين هم من تسببوا في استقالة ظريف وعزل وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، وأنهم في الأيام الأخيرة يصرون على تنفيذ قانون الحجاب الإجباري المثير للجدل، زعما منهم أن ذلك هو ما تحتاجه إيران اليوم والكفيل لتحقيق أهداف ومطالب الشعب.
ورأى الكاتب أن هؤلاء المتطرفين يعملون عكس المصالح القومية لإيران، معتقدا ضرورة أن يتدخل القضاء لمواجهة هؤلاء الأفراد والشخصيات التي تتجاهل المصالح العليا للبلد، وتركز على مصالحها السياسية الضيقة.
"هم ميهن": العام الإيراني المنتهي هو أسوأ عام على إيران في العقود الأخيرة
قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، إن العام 1403 الإيراني (ينتهي في 19 مارس/آذار الجاري) كان أسوأ وأغرب عام عاشته إيران في العقود الأخيرة، من حيث كثرة الأحداث السيئة التي شهدتها، معددة قائمة بهذه الأحداث مثل سقوط مروحية الرئيس ومقتله مع مجموعة آخرين من المسؤولين، وكذلك قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، والهجمات المتبادلة مع إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أنه وبالنظر إلى هذه الأحداث والظروف، ظهرت الحاجة الماسة إلى القيام بتغييرات جذرية من أجل تعزيز الجبهة الداخلية، وخلق الانسجام بين الفرقاء السياسيين، لكي تتمكن إيران من مواجهة التحديات القادمة من الخارج.