"إيران إنترناشيونال" تكشف: نجل قائد القوة الجوية بالحرس الثوري يحاول الانتحار مرتين
كشفت قناة "إيران إنترناشيونال" أن نجل قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا حاجي زاده، نُقل قبل شهر ونصف الشهر إلى مستشفى "بقیة الله الأعظم" في طهران، إثر محاولته الانتحار.
ووفقًا لمصدر استخباراتي غربي، فإن حاجي زاده، البالغ من العمر 24 عامًا، حاول الانتحار بتناول جرعة زائدة من المهدئات، لكن أحد أقاربه أنقذه، وهو ما أكدته أيضًا مصادر مقربة من الحرس الثوري.
وكان علي رضا قد حاول الانتحار قبل ذلك بأسابيع، لكن تم إنقاذه، ولم تتضح بعد دوافعه لمحاولتي الانتحار، بحسب "إيران إنترناشيونال".
من المشاركة في سوريا إلى المحسوبية في السينما والتلفزيون
قبل خمس سنوات، وبعد قيادته الهجوم الصاروخي على قاعدة "عين الأسد" التي تضم قوات أميركية في العراق، صرّح قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، بأنه أرسل نجله، البالغ حينها 17 عامًا، إلى سوريا لمدة 15 يومًا كمقاتل ضمن ما يُسمى "مدافعي الحرم". ويُطلِق النظام الإيراني هذا اللقب على من كان يرسلهم لقمع معارضي نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد.
وبعد عودته من سوريا، استغل علي رضا حاجي زاده نفوذ والده لدخول صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني في إيران؛ حيث شارك في إنتاج مسلسلات وأفلام ذات طابع دعائي.
وقد أكد في حسابه على "إنستغرام" أنه كان ضمن فريق إنتاج الموسم الثاني من مسلسل "نجلاء"، الذي بُث خلال عيد النوروز عام 2024، وتناول مسيرة "أربعينية" ذات طابع دعائي للنظام.
مع ذلك، لم يرد اسمه إلا ضمن طاقم الموسم الرابع من مسلسل "الولد المهندس" بصفته مستشارًا في شؤون القوة الجوفضائية، وهو مسلسل يروي قصة استحواذ إيران على طائرة التجسس الأميركية RQ-170"".
كما صرّح حاجي زاده بنفسه بأنه كان ضمن فريق إنتاج فيلم "ابلق" للمخرجة نرگس آبیار، وفيلم "سماء الغرب"، الذي أنتجته مؤسسة فارابي السينمائية.
وفي وقت سابق، انتشرت صور تُظهر أمير علي حاجي زاده، وهو يزور مواقع تصوير مسلسلي "خط مقدم والولد المهندس". وقد أشاد قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري بهذه الأعمال؛ باعتبارها دعمًا للإنتاج المحلي، وتجسيدًا لما يُعرف بـ "الخطوة الثانية للثورة"، وهو بيان صادر عن علي خامنئي لتوجيه سياسات النظام بعد أربعة عقود من ثورة 1979.
وبعد مقابلته الإعلامية قبل خمس سنوات حول نجله، أطلقت وسائل الإعلام الحكومية حملة دعائية ضخمة، تضمنت سرديات زائفة عن أسرته. ومن بين ذلك، نشر صور زُعم أنها توثق "زفافًا بسيطًا" لنجل حاجي زاده، لكن تبيّن لاحقًا أنها مأخوذة من حفل زفاف شقيقة مجيد قربانخاني، أحد قتلى الحرس الثوري في خان طومان بسوريا عام 2016، حيث كان علي خامنئي قد ألقى خطبة عقد قرانها.
كما نُشرت لاحقًا صورٌ قيل إنها تُظهر حاجي زاده وزوجته على قبر ابنه "الشهيد"، لكن اتضح أنها تعود إلى رضا حاجي زاده، وهو أحد قتلى الحرس الثوري في سوريا، دون أي صلة عائلية بقائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عاد الجدل حول حياة أمير علي حاجي زاده العائلية إلى الواجهة، عندما نشر مهدي فضائلي، أحد مسؤولي مكتب حفظ ونشر أعمال خامنئي، تصريحات للمرشد الإيراني تشيد بزوجة حاجي زاده. لكن لم يتضح أي فرد من عائلته كان محل هذا المديح، إذ كشف مصدر مقرب من مكتبه لـ "إيران إنترناشيونال" أنه يقيّم حياتين منفصلتين؛ واحدة في "مدينة الشهيد محلاتي" بين عائلات قادة مثل القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية على بغداد قبل 5 سنوات، ورئيس البرلمان الإيراني الحالي، محمد باقر قاليباف، والأخرى في "مجمع الشهيد دقایقي" بمنطقة لويزان في طهران.
ويتولى أمير علي حاجي زاده قيادة القوة الجوفضائية للحرس الثوري منذ عام 2009، لكن اسمه لم يُطرح رسميًا في أي محاكمة، على الرغم من أن عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية، التي أسقطها الدفاع الجوي للحرس الثوري، تعتبره المتهم الأول في الجريمة.
كما كان حاجي زاده مسؤولاً عن قيادتين مباشرتين لهجومين شنتهما إيران بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، ضد إسرائيل، في 19 إبريل (نيسان) والأول من أكتوبر 2024. وبعد هذه العمليات، منحه خامنئي "وسام الفتح" في 6 أكتوبر الماضي أيضًا تكريمًا لدوره.
وفي 19 فبراير (شباط) الماضي، صرّح حاجي زاده، خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني، بأن الهجمات الإسرائيلية على إيران لم تكن "سيئة" بالنسبة للحرس الثوري، لأنها دفعت المسؤولين إلى زيادة التمويل لهذا القطاع، على حد قوله.