عام المصير.. وسراب الانفراجة الاقتصادية.. وصخرة العقوبات الصلبة
مع اقتراب نهاية العام الإيراني الحالي وبدء العام الجديد، بعد أيام قليلة، تزداد التحليلات لتقييم العام المنتهي، والتوقعات الخاصة بالعام الجديد، في ظل ظروف بالغة التعقيد تعيشها طهران داخليًا وإقليميًا ودوليًا، وهو ما تناولته الصحف الإيرانية الصادرة يوم الأحد 16 مارس (آذار).
وفي هذا السياق نشرت صحيفة "سازندكي" مقالاً لرئيس حزب "رواد البناء"، حسين مرعشي، بعنوان "عام المصير"، تطرق فيه إلى الوضع الراهن، الذي تمر به إيران، وضرورة إجراءات تغييرات استراتيجية في خططها السياسية وفي علاقاتها مع العام، مؤكدًا أن هذا التغيير يتجاوز الحكومات في إيران، ويجب أن يتم على مستوى النظام بشكل عام.
وسلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء، في تقرير لها، على الوضع المعيشي للمواطنين مع نهاية العام الإيراني وبداية العام الجديد، وعنونت في صفحتها الأولى حول حالة الأسواق، وكتبت: "أسواق مزدحمة بلا مشترين"، مؤكدة أن الغلاء أدى إلى عجز المواطنين عن الشراء، وأن ذهابهم إلى الأسواق يقتصر على التجول فقط في أجواء نهاية العام واقتراب موعد "عيد النيروز" أو شراء البضائع المنخفضة الثمن وقليلة الجودة.
أما صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، فخصصت حديثها عن العام الإيراني المنتهي، من خلال تأكيدها وزعمها أن إيران و"محور المقاومة" في هذا العام أصبحا في موقف أقوى وأفضل، رغم الخسائر والأضرار التي لحقت بهما.
وأشارت الصحيفة إلى كلام خامنئي قبل أيام حول العام المنتهي؛ والذي زعم فيه أن إيران في هذا العام أصبحت أقوى من السابق، وأنها كسبت أشياء لم تكن موجودة في العام الماضي.
أما صحيفة "ابتكار" فرأت أن العام الإيراني المقبل سيكون عام "ترامب" بامتياز، وأن أكبر مشكلة أمام طهران تتمثل في وجود ترامب بالبيت الأبيض والذي يحاول أن يصنع فخًا كبيرًا لإيران يجعلها أمام خيارين لا ثالث لهما؛ فإما الاستسلام والخضوع وإما دفع ثمن كبير وباهظ.
وأما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، والمعروفة بتقاريرها المثيرة للجدل والبعيدة عن الواقع، فقد خلصت في أحد تقاريرها إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت في حالة يُرثى لها، وأن مجيء ترامب وضع أميركا في "منحدر الزوال والأفول".
وعنونت صحيفة "عصر ميهن" عن الوضع الاقتصادي في العام المقبل وعنونت بالقول: "الانفراجة الاقتصادية وهم وسراب"، ورأت أن أكبر معضلة ستواجه إيران في عامها الجديد تتمثل في الحد من قدرتها على بيع النفط والحصول على عائداتها في ظل حملة شرسة تقودها واشنطن لحرمان إيران من عائداتها النفطية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"اطلاعات": يجب إبداء مرونة في سياساتنا الخارجية لتجاوز صخرة العقوبات الصلبة
دعت صحيفة "اطلاعات"، المقربة من الحكومة الإيرانية، النظام إلى إعادة النظر في فكرة رفض المفاوضات، كون الإدارة الأميركية متصلبة تجاه إيران، ورأت أن أي رفض للمفاوضات قد يكون في صالح إسرائيل، التي تحاول جاهدة إبطال أي شكل من أشكال الاتفاق والتفاهم بين واشنطن وطهران.
وكتبت الصحيفة في هذا السياق: "تقتضي المصلحة أن نظهر مرونة في سياساتنا الخارجية، وتهدئة الأجواء الملتهبة، التي تتشكل حول إيران وسياساتها في المنطقة والعالم، وأن نتجاوز صخرة العقوبات الصلبة التي نواجهها".
وأضافت الصحيفة أنه إذا كنا نرفض المفاوضات مع أميركا وفقًا لمبدأ "العزة والكرامة"، فيجب وفقًا لمبدأ الحكمة والمصلحة ألا نسمح بأن تنتهي هذه السياسة لصالح إسرائيل.
وأشارت إلى أن إنكار المسؤولين لحقائق البلاد، التي باتت معروفة لكل الإيرانيين، لا يجدي نفعًا، وأوضحت: "إنكار الأزمات الحالية، والتزام الصمت حيالها، بزعم عدم إحباط الشعب، لن يحل عقدة من مشاكل البلد ولا يساعد في الخروج من المأزق الحالي".
"سازندكي": عام صعب أمام إيران ولا بد من اعتماد تغييرات استراتيجية لمعالجة المشكلات المتراكمة
ذكر السياسي الإصلاحي البارز ورئيس حزب "كوادر البناء"، حسين مرعشي، في مقال له بصحيفة "سازندكي"، أن تصريحات مسؤولي حكومة بزشكيان وشخصية الرئيس نفسه، تكشف أن مشاكل إيران اليوم باتت أكثر تعقيدًا، ولا يمكن حلها من خلال قرارات مؤقتة أو من خلال تغيير الحكومات، بل إن هذه المشكلات المتراكمة منذ عقود تتطلب حلولاً جذرية وأساسية.
وأضاف أن "إيران اليوم بحاجة إلى اتخاذ قرارات بعيدة المدى واستراتيجية، من أجل التعامل مع المشكلات الموجودة في القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ لأن النهج الراهن أدى إلى تآكل وتراجع شعبية النظام وإضعاف مؤسساته المختلفة ومضاعفة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية".
ولفت مرعشي إلى ارتفاع نسب التضخم، والنمو الاقتصادي السلبي، وغياب الاستثمار الخارجي، وإضعاف الأسس الثقافية، وزيادة حالات الطلاق، وباقي المشاكل الاجتماعية، معتبرًا ذلك مؤشرًا على هذا المسار النزولي لإيران اليوم.
وقرر الكاتب في مقاله أن تغيير الاستراتيجيات الكبرى، بما فيها نهج إيران وسياساتها الخارجية، يمكن أن يكون أحد الأعمدة الرئيسة في هذا التغيير والتحول المطلوبين.
"ابتكار": إما قبول شروط واشنطن أو دفع ثمن باهظ
أكدت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية أن سياسة ترامب، القائمة على "السلام من خلال القوة"، وضعت إيران في ظرف معقد ومعادلة صعبة للغاية، فإما أن ترضخ مقابل الضغوط الأميركية، أو أنها ستدفع ثمنًا على المستوى الاستراتيجي.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب، ومن خلال الضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية والجهود الدبلوماسية، يسعى لفرض اتفاق على إيران يُقيّد برنامجها النووي والصاروخي ويحد من نفوذها الإقليمي.
كما ذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض يعمل على فرض أقسى وأشد عقوبات في التاريخ على إيران، بجانب العمل على تفعيل آلية الزناد، وإعادة العقوبات الأممية على طهران؛ لوضعها أمام خيار واحد هو قبول شروط واشنطن؛ بهدف تجريد إيران وحرمانها من أسلحتها بشكل كامل، حسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن ترامب يعتقد أن العزلة التي ستُفرض على إيران يجب أن تكون كبيرة لدرجة لا تسمح لها بأي استعراض على الصعيد الدولي، وفي المجال الاقتصادي يجب أن تكون الضغوط واسعة؛ لكي تخلق الاستياء الشعبي في الداخل، وتؤدي إلى أزمات عميقة وغير قابلة للسيطرة من قِبل السلطات في إيران.
وختمت الصحيفة بالقول إن التهديدات العسكرية لأميركا تجاه إيران تريد إيصال رسالة مفادها أن "فشل الدبلوماسية من الممكن أن يؤدي إلى تدمير كامل للبنية التحتية في طهران".