"فخ" رسالة ترامب.. وعودة العقوبات الأممية.. ودعم روسيا والصين

لا يزال مصير رسالة ترامب إلى إيران يشكل محورًا رئيسيا في تغطية الصحف الإيرانية اليومية؛ حيث تكاد تجمع الصحف الصادرة اليوم السبت 15 مارس (آذار)، على النظرة المتشائمة تجاه هذه الرسالة ومآلاتها.

ودعت الصحف الإصلاحية النظام إلى الرد على هذه الرسالة؛ كونها وصلت إلى إيران، وأعلن المسؤولون في طهران استلامها، ومِن ثمّ فإن عدم الرد يعتبر إجراءً غير دبلوماسي، بعد أن أصبحت الكرة في ملعب إيران.

وأشارت صحيفة "سازندكي" إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول فحوى الرسالة؛ حيث قال إن ترامب طالب إيران في رسالته بالتوصل إلى اتفاق سياسي جديد مع شروط دبلوماسية جديدة، وهو أمر يدعو للقلق، مؤكدًا موقف موسكو الثابت الذي يشدد على ضرورة إحياء الاتفاق السابق بين إيران والقوى الكبرى.

وأشارت الصحف الأصولية والمقربة من النظام إلى المفاوضات، التي أُجريت بين إيران وكل من روسيا والصين حول مستقبل الاتفاق النووي، والتوتر الحالي مع الغرب؛ حيث حذرت هذه الدول من تبعات تفعيل آلية الزناد ضد إيران، خلال الأشهر المقبلة، وسط احتمالية وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، في ظل الموقف الإيراني المتصلب من التفاوض مع إدارة ترامب.

وعنونت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري حول هذه المفاوضات في بكين، وكتبت: "دعم روسيا والصين لإيران بعد رسالة ترامب".

أما صحيفة "خراسان" الأصولية فرأت أن رسالة ترامب إلى إيران عبارة عن "فخ"، وتساءلت عن استراتيجية إيران لمواجهة هذا الفخ، وكيفية تعامل النظام مع الأزمة والضغوط الاقتصادية، إذا اتخذت طهران قرارًا نهائيًا برفض المفاوضات.

وذكرت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية أيضًا أن رسالة ترامب إلى إيران كانت سلاحًا ذا حدين؛ إذ يمكن لإيران استثمارها لصالحها، كما يمكن أن تتحول هذه الرسالة إلى مأزق جديد لطهران، بعد أن تصبح في أعين المجتمع الدولي الطرف الرافض للمفاوضات والحلول الدبلوماسية.

وفي شأن آخر، قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إن 4 من وعود الرئيس بزشكيان التي قطعها للناخبين الإيرانيين لا تزال غير محققة، ويبدو أن أحد هذه الوعود الرئيسية سيصعب على بزشكيان تطبيقه؛ إذ إنه وعد برفع العقوبات عن البلاد، لكن من الواضح أن هذه العقوبات باقية، ولن يكون بزشكيان قادرًا على رفعها.

أما الوعود الثلاثة الأخرى، فهي: الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، ورفع الحجب عن الإنترنت، ورفض تنفيذ قانون الحجاب المثير للجدل، ويبدو أن بزشكيان متورط أمام التيار المتشدد، الذي يصر على تنفيذ توجهاته في السياسات الداخلية والخارجية للبلاد.

وأضافت الصحيفة: "السيد بزشكيان لديه موقف واضح تجاه قضية الحجاب؛ حيث يرفض تنفيذ هذا القانون، لكن بالنسبة للملفين الآخرين فإنه استسلم أمام المتشددين، ما خلق حالة إحباط تجاهه لدى أنصار التيار الإصلاحي في إيران".

وحاولت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، تبرير بقاء العقوبات على إيران، زاعمة أن جل مشاكل إيران ليست بسبب العقوبات؛ لأن الغلاء والتضخم كانا موجودين حتى قبل فرض العقوبات.

وذكرت الصحيفة أن القسم الأكبر من المشكلات والأزمة الاقتصادية في إيران ناتج عن السياسات الداخلية الخاطئة، التي تقدم عليها الحكومات، وسوء إدارة الملفات الحساسة والثغرات الهيكلية في النظام المالي والإداري لإيران.

وأكدت الصحيفة أن مشاكل كبرى، مثل التضخم والاضطرابات في أسعار العملة والبطالة، ظهرت في إيران منذ عقود، ولا علاقة مباشرة لها بالعقوبات.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"كيهان": لا ينبغي التفاؤل برسالة ترامب إلى المرشد علي خامنئي

أكدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، أنه لا ينبغي التفاؤل بالنسبة لموضوع رسالة ترامب، التي بعث بها إلى خامنئي، والظن أنها ستكون ناجحة، معتقدة أنه لو كان ترامب حقًا يريد النجاح لمثل هذه الرسالة لكان يجب عليه أن يجعل الأمر سريًا من بدايته إلى أن يحصل على الرد من جانب إيران.

وأضافت أنه كان يجب على ترامب أن يجعل الأمر سريا تمامًا، كما فعل الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، الذي تواصل مع إيران عبر الرسائل بشكل سري، حتى أدت تلك التبادلات والاتصالات إلى مفاوضات انتهت بالتوقيع على الاتفاق النووي عام 2015.

وأوضحت الصحيفة الأصولية أنه، ووفقًا للتجارب، كلما خرجت الاتصالات والرسائل المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية عن السرية، يكون مصيرها الفشل، وعدم تحقيق نتائج مطلوبة للطرفين في طهران وواشنطن.

وأشارت إلى أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية كانت دائمًا خاسرة؛ لأن "أميركا دائمًا ترفض الانصياع للحق، وتحاول أن تحقق من المفاوضات ما تريد تحقيقه أحيانًا من الحروب والصراعات العسكرية".

"شرق": بعد رسالة ترامب إلى خامنئي.. الكرة في ملعب إيران

دعت صحيفة "شرق" الإصلاحية النظام وصُنّاع القرار في إيران إلى ضرورة أن يقوموا بالرد على رسالة ترامب، ولا يتركوها دون رد رسمي وواضح، معتقدة أن الرسالة الحالية لترامب تختلف في طبيعتها عن الرسالة، التي سبق أن أرسلها إلى إيران في فترته الأولى برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

وتابعت الصحيفة: "الرسالة السابقة لم تصل إلى إيران عمليًا؛ لأن طهران رفضت استلامها من رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، لكن الرسالة الحالية تم التأكيد على وصولها واستلامها من قِبل إيران، ما يعني أن الكرة الآن في ملعب طهران".

"همدلي": إيران تعيش حالة طوارئ مع عودة ترامب

ذكرت صحيفة "همدلي" أن إيران متأثرة بأحداث العام الماضي، وظروف المنطقة والحرب التراشقية مع إسرائيل وعودة ترامب، وتعيش في وضع يشبه حالة الطوارئ، وأن رؤيتها للعام الإيراني الجديد (يبدأ بعد أسبوع) غامضة وغير متفائلة.

وأعربت الصحيفة عن أملها في نجاح المحاولات الدبلوماسية وجهود الوساطة، التي تقوم بها دول عربية بجانب روسيا، للحيلولة دون تفاقم الوضع مع الولايات المتحدة الأميركية.

وتمنت الصحيفة تحسين العلاقات مع أوروبا؛ باعتبارها الجسر الواصل بين طهران وواشنطن، كما قالت إن أي تحسن في هذا الوضع يستدعي تراجعًا وتخفيفًا من جانب ترامب لسياساته المتبعة تجاه إيران، والمتمثلة بسياسة "الضغط الأقصى"، التي انتهجها منذ عودته إلى البيت الأبيض.