مركز إسرائيلي يكشف: التمويل الإيراني الجديد وصل إلى "حزب الله" خلال جنازة "نصر الله"
أفاد تقرير لمركز دراسات ألما في إسرائيل، بأن بنك القرض الحسن، التابع لحزب الله اللبناني، بدأ دفع بعض التعويضات، التي تصل إلى 1000 دولار، مشيرًا إلى أن هذه الأموال ضُخت من إيران إلى لبنان، خلال جنازة الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، الذي قُتل في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ووفقًا لمركز "ألما"، فقد غيّر بنك القرض الحسن، وهو المؤسسة المالية التابعة لتنظيم حزب الله في لبنان، سياسته السابقة بإصدار تعليمات جديدة تسمح بالمدفوعات الفورية للمبالغ حتى 1000 دولار.
وهذا القرار الذي حلّ محل السياسة السابقة، التي كانت تتضمن تأخير المدفوعات لمدة 20 يومًا، يُعد مؤشرًا على إحياء نسبي لموارد حزب الله المالية، والتساؤل الرئيس هو: هل قامت طهران مجددًا بزيادة التمويل المباشر لهذا الحزب؟
وتشير بعض التقييمات إلى أن جنازة حسن نصرالله، ورئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، في 23 فبراير (شباط) الماضي، كانت فرصة مناسبة لنقل الأموال إلى حزب الله عبر الوفود الأجنبية، التي زارت لبنان.
وبالنظر إلى الأزمة المالية، التي يمر بها هذا الحزب في الأشهر الأخيرة، فإن أي تغيير في سياساته المالية يمكن أن يشير إلى دخول أموال جديدة.
الشبكة المالية لحزب الله ودور بنك القرض الحسن
يُعد بنك القرض الحسن، الذي يُظهر أنه مؤسسة مالية غير مصرفية وخيرية، من الأدوات الرئيسة، التي يدير من خلالها حزب الله موارده المالية.
وكشفت تسريبات معلومات حسابات هذه المؤسسة أن دورها يتجاوز مجرد عمل مؤسسة خيرية.
وتشير بعض التقارير إلى أن هذه المؤسسة لا تقتصر فقط على تلقي الدعم المالي من مصادر خارجية، بل تسهّل أيضًا توزيع الأموال بين القوى التابعة لحزب الله.
وقد نشرت تقارير تفيد بأن القروض المقدمة من هذه المؤسسة هي في الواقع مساعدات غير مستردة تُستخدم لتمويل أنشطة حزب الله.
تحويل الأموال من طهران إلى بيروت
لطالما كانت العلاقات المالية بين طهران وحزب الله جزءًا من استراتيجية إيران للحفاظ على نفوذها الإقليمي، ومنذ تأسيس حزب الله في الثمانينيات، خصصت إيران من خلال الحرس الثوري الإيراني موارد مالية كبيرة لهذه الجماعة.
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية على طهران، أصبحت أساليب نقل هذه الموارد أكثر تعقيدًا. وهناك معلومات تفيد بأن النظام الإيراني قد استخدم الرحلات الجوية المدنية لنقل الأموال النقدية إلى لبنان.
ويُقال إن مطار بيروت كان واحدًا من الطرق الرئيسة لهذه التحويلات، وفي عدة حالات تم نقل الأموال نقدًا عبر الطائرات التجارية والمسافرين إلى هذا البلد.
الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية المالية لحزب الله
في الأشهر الأخيرة، شنّت إسرائيل هجمات على البنية التحتية المالية لحزب الله. وكان استهداف فروع بنك القرض الحسن وبعض المؤسسات المرتبطة به جزءًا من جهود تل أبيب الرامية إلى تعطيل مصادر تمويل هذه الجماعة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن استهداف هذه المؤسسة يمكن أن يلحق ضررًا كبيرًا بالموارد المالية لحزب الله ويمنع استمرار تجهيز قواته.
الضغوط الدولية على حكومة لبنان
في ظل هذه التطورات، تزايدت الضغوط الدولية على حكومة لبنان لإغلاق بنك القرض الحسن.
ويعتقد بعض الدبلوماسيين الغربيين أنه إذا استمرت أنشطة هذه المؤسسة، فإن حزب الله سيظل قادرًا على الاستفادة من المصادر المالية الأجنبية، وستظل العقوبات الحالية ذات تأثير محدود على قدراته المالية.
وقد طالب المسؤولون الأميركيون مرارًا الحكومة اللبنانية، في الأشهر الأخيرة، بوضع هذه المؤسسة تحت الرقابة أو إيقاف نشاطاتها.
ورغم مقاومة المسؤولين اللبنانيين لهذه الضغوط حتى الآن، فإنه في حالة تصاعد العقوبات، قد تضطر بيروت إلى اتخاذ قرار صعب بشأن مستقبل بنك القرض الحسن.