واصفًا الأوضاع بالخطيرة.. روحاني: خامنئي يعارض التفاوض اليوم.. لكنه قد يوافق عليه مستقبلاً
صرّح الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، بأن عدم تنفيذ الاتفاق النووي يكلف إيران خسائر سنوية تصل إلى 100 مليار دولار، مشيرًا إلى أن خامنئي لا يعارض التفاوض بشكل مطلق، بل يتأثر بالظروف، فقد يكون ضد التفاوض اليوم، لكنه قد يوافق عليه بعد بضعة أشهر، إذا تغيرت الأوضاع مستقبلاً.
وفي لقاء جمعه، أمس الخميس 13 مارس (آذار)، بعدد من الوزراء والمساعدين السابقين في حكومته، أكّد روحاني أنّ الرفض المطلق للتفاوض غير موجود، متسائلًا: "ألم نتفاوض مع أميركا بشأن العراق وأفغانستان والاتفاق النووي؟"، وأضاف: "لقد تفاوضنا مع الولايات المتحدة، وكان المرشد الأعلى (خامنئي) مطلعًا على ذلك، بل إنه كتب لي شخصيًا عندما كنت أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، مؤكدًا ضرورة التزام المفاوض بالأصول المحددة خلال المحادثات حول العراق".
يأتي تصريح روحاني في وقت كان قد أعلن فيه علي خامنئي، بعد انتشار خبر رسالة دونالد ترامب إلى إيران، خلال لقاء مع مسؤولي النظام (والذي حضره روحاني)، وفي اجتماع عام آخر، أنّ طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، صرّح خامنئي بأنه حتى لو كانت هناك نية للتفاوض مع واشنطن، فلن يتم ذلك خلال فترة رئاسة ترامب.
وأشار روحاني إلى أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، كلّف إيران خسائر سنوية تُقدّر بـ 100 مليار دولار.
وبحساب الفترة منذ ذلك الانسحاب وحتى الآن (نحو 6 سنوات ونصف السنة)، فإنّ إجمالي الخسائر يصل إلى 650 مليار دولار. ويُقدّر الناتج المحلي الإجمالي لإيران في عام 2023 بنحو 400 مليار دولار، مما يعني أنّ الخسائر تعادل أكثر من 1.5 ضعف الناتج المحلي السنوي.
ووصف روحاني، في بداية اللقاء، الأوضاع في البلاد بأنها "خطيرة"، مشيرًا إلى ضعف قدرة الردع العسكري لدى إيران، وتطرق إلى الخلافات الداخلية بشأن شراء منظومات دفاعية متقدمة.
وقال إنّه عندما كان قائدًا للدفاع الجوي الإيراني بين عامي 1985 و1991، كان بعض القادة العسكريين الكبار يعارضون شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "S-300"، معتبرين ذلك "خيانة وطنية".
كما كشف أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حاول خلال زياراته المتعددة إلى موسكو، في عامي 2009 و2010، إقناع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإلغاء صفقة بيع منظومة S-300"" الدفاعية إلى إيران.
وأكد روحاني أنّ الحصول على هذه المنظومة كان عاملًا رئيسًا في تعزيز قدرة الردع لدى إيران، لكن تقارير دولية تشير إلى أنّ إسرائيل نجحت في استهداف جزء كبير من هذه المنظومة خلال غاراتها الجوية الأخيرة.
بحسب تقرير نشره معهد واشنطن مؤخرًا، فإنّ الضربات الجوية الإسرائيلية الناجحة في إبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) 2024 استهدفت منظومات "S-300" الإيرانية، مما يمهد الطريق لهجمات مستقبلية على المنشآت النووية الإيرانية.
وذكر التقرير أنّ هذه الضربات دمرت أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تحمي منشآت أصفهان ونطنز النووية.
في جانب آخر، تحدث روحاني عن أهمية "امتلاك قاعدة شعبية قوية" لضمان الأمن القومي، مشيرًا إلى نسبة المشاركة المنخفضة في الانتخابات الرئاسية المبكرة في صيف 2024، حيث بلغت رسميًا 40 في المائة فقط.
وأضاف أنّ الناخبين الذين صوتوا في الجولة الثانية من الانتخابات فعلوا ذلك "لتجنب وصول مرشح آخر إلى السلطة"، في إشارة إلى التنافس بين مسعود بزشکیان وسعيد جليلي في الجولة النهائية.
ووفقًا لتقارير مختلفة، فإنّ هناك شكوكًا حول صحة نسبة المشاركة التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية، إلا أنّها تبقى الأدنى في تاريخ إيران.