صحيفة نمساوية: اتصالات "مشبوهة" لمحام من أصول إيرانية مع نظام طهران
نشرت صحيفة "ستاندارد" النمساوية تقريرًا عن صلات بين رامين مير فخرائي، المحامي من أصل إيراني، بشركة "بلو ريفر، التي لعبت دورًا في إصدار تأشيرات لمسؤولين كبار في نظام طهران، واتُهمت بالتحايل على العقوبات من خلال إنشاء سلسلة متاجر في إيران.
ووفقًا للتقرير، الذي نُشر اليوم الخميس 13 مارس (آذار)، كانت هذه المؤسسة تخطط أيضًا لتصدير سيارات فاخرة إلى إيران، وأعلن مير فخرائي في رسالة إلى شركة "بنتلي" البريطانية لصناعة السيارات عن إنشاء حساب ائتماني في أوروبا، وأن التمويل اللازم لتنفيذ هذا المشروع متاح.
وقد نفى مير فخرائي هذه الاتهامات، وأعلن أنه لم يعد له أي صلة بشركة "بلو ريفر".
وكانت "ستاندارد" قد أوردت في تقرير سابق أن شركة في فيينا باسم "بلو ريفر" قدمت طلبات للحصول على تأشيرات خاصة لمسؤولين كبار في إيران، وجلبتهم إلى فيينا.
وأحد المساهمين في شركة "بلو ريفر" امرأة من أصل إيراني تُعتبر من أقارب مير فخرائي، وقد تم تنفيذ العديد من أنشطة الشركة تحت غطاء شركة "سبار".
وكانت هذه الشركة تحمل حتى وقت قريب ترخيصًا من "سبار إنترناشيونال" التي تتخذ من أمستردام مقرًا لها، وافتتحت تحت هذا الترخيص عدة متاجر لـ"سبار" في إيران.
متاجر "سبار" والتحايل على العقوبات
وبعد نشر تقارير عن تعاون سلسلة متاجر "سبار" للتحايل على العقوبات ضد إيران، أعلنت شركة "سبار إنترناشيونال" أنها ألغت ترخيص شركة "بلو ريڤر" بعد إجراء تحقيقات.
وقالت الشركة إنه على الرغم من عدم تحديد أي حالة انتهاك للعقوبات ضد إيران، إلا أنه تم ملاحظة بعض الاضطرابات في أنشطة "بلو ريفر" التي تتعارض مع بنود الاتفاقية والترخيص الممنوح.
كانت صحيفة "دي فولكسكرانت" الهولندية قد أوردت أن سلسلة متاجر "سبار" في هولندا ساعدت في التحايل على العقوبات ضد إيران، وتسهيل صفقات مشبوهة، ومنح تأشيرات "شنغن" لأشخاص مرتبطين بالحرس الثوري.
تصدير السيارات الفاخرة إلى أوروبا
في أواخر عام 2021، أطلقت "بلو ريفر" مشروعًا لتصدير السيارات الفاخرة الأوروبية إلى إيران.
ولتحقيق هذا الهدف، دخلت الشركة في مفاوضات مع شركة "بنتلي" البريطانية لصناعة السيارات، التابعة لـ"فولكسفاغن". وكانت الفكرة هي أن تؤسس "بلو ريفر" شركة في بريطانيا وتشترك مع شركة "زر" الإيرانية.
ومالك هذه المجموعة هو مرتضى سلطاني، مدير "زر ماكارون".
وأشار تقرير "ستاندارد" إلى أن آرش سلطاني، ابن مرتضى والمدير التنفيذي لمجموعة "زر" الصناعية، حصل على لقب "أفضل مدير جهادي" لعام 2024.
وأعلن مير فخرائي في رسالة إلى شركة "بنتلي" أنه تم إنشاء حساب ائتماني في أوروبا، وأن التمويل اللازم لتنفيذ هذا المشروع متاح.
والحساب الائتماني يعني أن شخصًا ما يمتلك المال بينما يديره شخص آخر.
وكتبت الصحيفة النمساوية أنه لا يزال من غير الواضح من كان مصدر هذا التمويل، ولكن من الواضح أن هذا المشروع تم بالتعاون مع شركة إيرانية قريبة من النظام وتحت إشراف مير فخرائي.
وردّ مير فخرائي على "ستاندارد" قائلاً إنه لم يقم بأي صفقات غير قانونية أو غير أخلاقية.
وأعلن أيضًا أنه لم يعد يمثل "بلو ريڤر" ولا يمكنه تقديم أي معلومات عن عملائه السابقين.
مشروع الحصول على قرض بـ10 ملايين دولار
وأفاد التقرير بأن مير فخرائي لعب دورًا في الحصول على قرض بقيمة 10 ملايين دولار من البنك لشركة "بلو ريڤر" لتمويل مشروع "إيران سبار".
ووفقًا للتقرير، كانت "بلو ريفر" في عام 2021 بحاجة إلى قرض بنكي لتمويل مشروع "إيران سبار"، وتم الاتصال بهيربرت شيبينر، وزير الدفاع السابق في النمسا، وغيرهارد هابر، النائب السابق في البرلمان، ليكونا وسطاء في الحصول على القرض.
ووفقًا للتقرير، اجتمع هؤلاء الأشخاص في فيلا خاصة، وكان مير فخرئي حاضرًا في الاجتماع عبر مكالمة هاتفية.
وكان هذان السياسيان النمساويان، اللذان كانا يعملان في ذلك الوقت في القطاع الخاص، قد طلبا 500 ألف يورو كأجر لمتابعة هذا الأمر، لكن في النهاية تم إلغاء الموضوع بسبب ارتفاع المبلغ المطلوب.
ونفى مير فخرائي أي صلة بشيبينر وهابر، وقال إنه إذا كان موكله السابق قد استخدمه لمثل هذه الأمور، فإنه لم يكن على علم بذلك، ولم يتخذ أي إجراء في هذا الصدد.
خلفية مير فخرائي
وبرز اسم مير فخرائي في عام 2019 في مقطع فيديو أدى إلى استقالة هاينز كريستيان شتراخه، نائب مستشار النمسا ورئيس حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا.
التقى شتراخه في جزيرة "إيبيزا" الإسبانية مع امرأة روسية قدمت نفسها على أنها ابنة أخ إيغور ماكاروف، رجل الأعمال والثري الروسي وأحد الأوليغارشية في روسيا.
وفي الفيديو، بدا شتراخه في حالة سكر، واقترح خلال حديثه مع المرأة عدة طرق لتقديم الدعم لحزبه، ووعد بالحصول على عقود بعد الفوز.
وبعد يوم واحد من الكشف عن هذا الفيديو، أعلن شتراخه في مؤتمر صحافي أنه استقال من رئاسة حزب الحرية ومن منصب نائب المستشار في النمسا.
وقال إنه أدلى بهذه التصريحات وهو في حالة سكر، لكنه وصف تصرفه بأنه "أحمق وغير مسؤول".
وبعد ذلك، أُعلن أن مير فخرائي هو من دبّر هذا اللقاء مسبقًا ونصب الفخ.