السلطات الإيرانية تشدد حملتها ضد المغنيات وتحظر حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي
قامت السلطات الإيرانية بتكثيف جهودها للسيطرة على المغنيات، حيث قامت بحظر حسابات "إنستغرام" الخاصة بعدد من الفنانات في الأيام الأخيرة بناءً على أوامر قضائية.
وكانت آخر المتأثرات بهذه الإجراءات المغنية الإيرانية جولسا رحيم زماني، المعروفة بمشاركة عروضها الغنائية عبر الإنترنت.
وتحظر إيران على النساء الغناء في الأماكن العامة وتفرض الحجاب الإسلامي عليهن.
كما تم إغلاق حسابات مغنيتين أخريين، هما ريحانو وباريسا باقري (التي تؤدي تحت اسم "بيبي دراجون")، مع إزالة جميع المحتويات المنشورة.
وتأتي هذه الإجراءات كجزء من جهود أوسع للحد من ظهور المغنيات، حيث تم حظر عروضهن في الأماكن العامة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وبدأت الموجة الأخيرة من القيود مع اعتقال المغنية والموسيقية هيوا سيفي زاده في فبراير (شباط) الماضي.
ووفقًا لتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت زاده تغني في حفل موسيقي بوسط طهران عندما قامت قوات أمنية بملابس مدنية بقطع الحفل واعتقالها.
وبعد يومين، ذكرت وكالة أنباء "إسنا" أن سيفي زاده قد أُفرج عنها بكفالة، لكن لم يتضح بعد الجهاز الأمني المسؤول عن اعتقالها.
وفي 2 مارس (آذار) الجاري، وهو اليوم نفسه الذي ظهرت فيه أخبار إطلاق سراحها المشروط، تم حظر صفحة "إنستغرام" الخاصة بها، مع ظهور رسالة تشير إلى أن الإجراء تم من قبل الشرطة الإلكترونية الإيرانية.
وانتقد ناشط إيراني مقيم في المملكة المتحدة شركة "ميتا"، الشركة الأم لإنستغرام، وكتب على منصة "إكس": "من المحبط حقًا أن موسري وإنستغرام وميتا غير قادرين على التصدي لأنشطة النظام الإيراني على إنستغرام، حيث يعمل كقوة شرطية ضد الشعب، ويهدد المستخدمين ويستولي على حساباتهم".
كما علق المعارض الإيراني البارز حسين رونقي على إغلاق الحسابات، قائلاً على تطبيق "تلغرام": "إذا كنا قد ارتكبنا جريمة، يجب على مؤسسة أمنية إحالتنا إلى المحكمة. قبل ذلك، لا يمكنهم الاستيلاء على حسابات إنستغرام بحجة أنك إذا سلمت صفحتك، سيتم إغلاق ملفك".
يشار إلى أنه على الرغم من الحظر الرسمي، تواصل المغنيات الإيرانيات إيجاد طرق لمشاركة موسيقاهن، سواء في التجمعات الخاصة أو العروض السرية أو عبر الإنترنت.
ومن بين هؤلاء الفنانات، زارا إسماعيلي، التي لفتت الانتباه العام الماضي عندما انتشر مقطع فيديو لها وهي تغني أغنية "باك تو بلاك" لأيمي واينهاوس.
ومع ذلك، وبعد فترة وجيزة من انتشار الفيديو في يوليو (تموز)، تم اعتقال إسماعيلي في أغسطس (آب).
ومنذ ذلك الحين، لم تظهر أي تحديثات حول مصيرها، مما أثار مخاوف نشطاء حقوق المرأة. كما تم حذف حسابها على "إنستغرام" بعد اعتقالها.
وقمع المغنيات ليس شيئًا جديدًا في النظام الإيراني؛ ففي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اعتقلت السلطات برستو أحمدي وفرقتها بعد أدائهم في موقع "كاروانسراي" دون الالتزام بقواعد الحجاب الإجباري في إيران.
وتصاعدت القيود على الفنانات منذ الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني في عام 2022 بسبب الحجاب، حيث دعمت العديد من المغنيات هذه الاحتجاجات. وتم اعتقال أو منع عدة فنانات من ممارسة أنشطتهن المهنية.
وأصبح التحدي الفني سمة مميزة لحركات الاحتجاج الإيرانية، حيث تعرض عدد من المغنيين مثل شيرفين حاجي بور وسامان ياسين وتوماج صالحي للاعتقال لدورهم في تحريك المعارضة.