الشرطة السويدية: إيران تلاحق معارضيها بشبكات إجرامية.. وتسعى للحصول على "تقنيات حساسة"
حذرت الشرطة السويدية، اليوم الثلاثاء، من أن البلاد تواجه تهديدًا أمنيًا متصاعدًا من إيران، التي كثفت أنشطتها الاستخباراتية واستخدامها لشبكات إجرامية داخل البلاد.
وفي تقييمها السنوي للتهديدات، أبرزت الشرطة السويدية مساعي إيران لمراقبة وقمع حركات المعارضة لنظام طهران في الخارج، واستغلال نقاط الضعف داخل الجالية الإيرانية في السويد، والحصول على تقنيات حساسة لتجاوز العقوبات الدولية.
وجاء في بيان الشرطة السويدية: "الهدف الرئيسي لإيران هو تأمين وتعزيز نظامها، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحماية البلاد من التهديدات الخارجية المزعومة وتجاوز العقوبات. هذه الأولويات تؤثر على الأنشطة التي تشكل تهديدًا أمنيًا وتنفذها أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية ضد السويد".
وأفاد بيان الشرطة بزيادة الأنشطة الإيرانية خلال العام الماضي، بما في ذلك محاولات ممارسة الضغط على شخصيات المعارضة وعائلاتهم. ووفقًا للتقارير، فقد استخدمت أجهزة الاستخبارات الإيرانية شبكات إجرامية لتنفيذ أعمال عنف تستهدف المصالح الإسرائيلية ومجموعات تُعتبر تهديدًا.
وأضافت الشرطة: "استخدام الجهات الإجرامية ليس أمرًا جديدًا أو حصريًا لإيران، ولكنه حدث بدرجة أكبر خلال العام الماضي، مع مشاركة ملحوظة لجهات أصغر سنًا خلال عام 2024".
كما كانت السويد هدفًا لمحاولات إيران للحصول على تقنيات متقدمة لتجاوز العقوبات الدولية. حيث حذرت الشرطة السويدية من أن إيران تبحث بنشاط عن منتجات ذات استخدام مزدوج، بما في ذلك تلك التي يمكن أن تدعم برامجها للأسلحة.
وجاء في التقرير: "تركز إيران بشكل كبير على الحصول على المعرفة والمنتجات لتطوير أسلحة الدمار الشامل أو أنظمة تحمل هذه الأنظمة. وذلك عبر عدة صناعات. على سبيل المثال، يمكن استخدام الآلات المخصصة للاستخدام المدني أيضًا في تطوير مثل هذه الأسلحة".
يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات بين السويد وإيران. ففي الشهر الماضي، اتهمت الحكومة السويدية طهران باستخدام مسجد شيعي في استكهولم للتجسس على السويد والجالية الإيرانية هناك.
وقالت شارلوت فون إيسن، رئيسة الجهاز الأمني السويدي: "هناك خطر ملموس بأن الوضع الأمني قد يتدهور أكثر، وقد يحدث ذلك بطريقة يصعب التنبؤ بها".
ويُسلط تقييم شرطة الأمن السويدية الضوء على التهديد المتزايد الذي تشكله الأنشطة الاستخباراتية الإيرانية وعمليات التأثير الأجنبي في السويد، بينما تعمل السلطات على مواجهة التهديدات الهجينة من الدول المعادية، بما في ذلك روسيا والصين.
وفي العام الماضي، وصلت العلاقة بين البلدين إلى أزمة دبلوماسية أدت إلى تبادل أسرى بين الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس ومواطن سويدي آخر، سعيد عزيزي، مقابل إطلاق سراح إيراني أدين في استكهولم بارتكاب جرائم حرب بسبب مشاركته في عمليات الإعدام الجماعي عام 1988 في إيران.