إعلام دولي: مناورات إيران والصين وروسيا تعكس "تعاونًا متزايدًا بين قوى الاستبداد"
لاقت المناورات البحرية المشتركة بين إيران والصين وروسيا، التي انطلقت في مياه قريبة من ميناء تشابهار الإيراني، صدى في وسائل الإعلام حول العالم.
وأشارت بعض وسائل الإعلام الغربية إلى استمرار التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، معتبرة أن زيادة التعاون العسكري بين طهران وبكين وموسكو أمر يستحق الاهتمام.
وذكرت قناة "سي إن إن" نقلاً عن محللين أن عقد مثل هذه المناورات يعكس "تعاونًا متزايدًا بين ثلاث قوى استبدادية"، وكتبت أن إيران والصين وروسيا تسعى إلى "موازنة نفوذ الولايات المتحدة [في المنطقة] وتحدي النظام العالمي الذي يقوده الغرب".
وأضافت القناة أن عقد المناورات الأخيرة يكتسب أهمية أكبر في ضوء الظروف الحالية على الساحة الدولية، حيث إن "ترامب، من خلال تقويض التحالف عبر الأطلسي- الذي كان حجر الزاوية في أمن الغرب لعقود- يميل إلى روسيا على حساب أوكرانيا، وفي الوقت نفسه يضغط على الحلفاء الآسيويين لتحمل المزيد من التكاليف مقابل الإجراءات الوقائية الأميركية".
ووفقًا لتقرير "سي إن إن"، فإن المخاوف في واشنطن بشأن تشكيل "شراكة استراتيجية" بين الصين وروسيا و إيران وكوريا الشمالية آخذة في الازدياد. وهي شراكة أطلق عليها المشرعون الأميركيون أسماء مثل "محور الاستبداد"، "محور الطغاة"، و"محور الديكتاتوريين".
وفي الأسابيع الأخيرة، حاول دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، تخفيف التوتر في العلاقات بين موسكو وواشنطن التي شهدت برودة في عهد جو بايدن، الرئيس السابق. كما ضغط بشدة على فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، للتوصل إلى سلام مع روسيا.
وصاحب هذا النهج استياء من الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، مما زاد من المخاوف بشأن الآفاق الأمنية لأوروبا في مواجهة التهديدات من موسكو.
وأعلن رئيس الولايات المتحدة أمس الاثنين أنه ليس قلقًا بشأن المناورات البحرية التي تجريها إيران والصين وروسيا.
وردًا على سؤال حول أسباب عدم قلقه، قال ترامب: "نحن أقوى منهم جميعًا؛ لدينا قوة أكبر، وقد أعيد بناء الجيش".
تعزيز "التحالف المثير للقلق" بين طهران وبكين وموسكو
وذكرت الصحيفة البريطانية "ديلي إكسبريس" اليوم الثلاثاء أن إيران والصين وروسيا تعزز "تحالفها المثير للقلق" من خلال هذه المناورات وتوجه "سهامًا إلى الغرب".
وكتبت "ديلي إكسبريس": "لقد أجرت الصين وروسيا وإيران مناورات بحرية مماثلة في العامين الماضيين حيث يتوسع تعاونها الاستراتيجي".
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران والصين دعمتا الحرب الروسية ضد أوكرانيا، مما مكّن موسكو من مواصلة حملتها رغم العقوبات الغربية.
وبدأت روسيا عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين، استمرت الاشتباكات الدامية بين البلدين. ومنذ بداية الحرب الحالية، سيطرت روسيا على حوالي 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية.
الأهمية الاستراتيجية لبحر عمان
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الثلاثاء، أن الهدف من إجراء المناورات بالقرب من مياه تشابهار هو تقليل نفوذ القوى الإقليمية في المنطقة.
وكتبت الصحيفة أن هذه المناورات تبدأ بعد أيام فقط من رفض المرشد الإيراني، علي خامنئي، اقتراح ترامب بإجراء محادثات حول البرنامج النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: "بحر عمان، حيث تجري هذه المناورات، هو ممر بحري حيوي يربط المحيط الهندي بمضيق هرمز؛ المضيق الذي يمر عبره أكثر من 25 في المائة من تجارة النفط البحرية العالمية".
وأثار موقع إجراء المناورات التي تحمل اسم "حزام الأمن البحري 2025" وأهميتها الاستراتيجية اهتمام وسائل إعلام أخرى، بما في ذلك صحيفة "واشنطن تايمز" وشبكة "دويتشه فيله" الإخبارية.
كما كتبت الصحيفة الباكستانية "إكسبريس تريبيون"، الشريكة الدولية لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن عقد هذه المناورات يكتسب أهمية بسبب تصاعد التوترات في الساحة الجيوسياسية العالمية، وقيام ترامب بتعطيل "التحالف التقليدي" للدول الغربية.