دبلوماسي روسي: الاتفاق النووي مع إيران "غير قابل للاستبدال" ويمكن التوصل إلى "اتفاق معدل"
أعلن الممثل الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن هناك إمكانية لإعادة النظر في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) خلال المفاوضات المحتملة المستقبلية حول البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن الاتفاق في المرحلة الحالية "غير قابل للاستبدال".
وقال أوليانوف، يوم الاثنين 10 مارس (آذار) في مقابلة مع صحيفة "إيزفستيا" الروسية إن خطة العمل الشاملة المشتركة لا تزال "أساسًا للمفاوضات الجديدة حول البرنامج النووي الإيراني"، ولكن إذا لزم الأمر، يمكن للأطراف التفاوضية التوصل إلى "اتفاق معدل".
وأقر بأن الاتفاق النووي "قد تلاشى إلى حد ما"، بالإضافة إلى أنه سينتهي مفعوله في 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2025.
ومع ذلك، وصف أوليانوف الاتفاق النووي في المرحلة الحالية بأنه "غير قابل للاستبدال"، مضيفًا: "لهذا السبب، ستكون المحادثات الآن حول اتفاق معدل؛ بشرط أن تتفق الدول المعنية على ضرورة صياغة مثل هذه الوثيقة".
جاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من إعلان ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن طهران قد توافق على تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الغربية.
وأضافت زاخاروفا أن تبني نهج مشابه للاتفاق النووي يمكن أن يكون "مفيدًا لتحقيق الاستقرار في الوضع الراهن".
يشار إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتخذ خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض بين عامي 2017 و2021، سياسة الضغط الأقصى ضد إيران وانسحب من الاتفاق النووي.
وترافق هذه السياسة مع انخفاض كبير في صادرات النفط الإيرانية، مما أثر بشدة على الاقتصاد الإيراني.
واتهم المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 8 مارس (آذار)، ترامب بـ"الاستبداد"، منتقدًا مواقف الدول الأوروبية تجاه الملف النووي الإيراني، قائلًا: "تقولون إن إيران لم تلتزم بالتزاماتها في الاتفاق النووي؛ حسنًا، هل أنتم التزمتم بتعهداتكم في هذا الاتفاق؟ أنتم لم تلتزموا منذ اليوم الأول. في النهاية، الوقاحة لها حدود".
"تقليل" أهمية زيادة مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني
وفي سياق المقابلة، أكد الممثل الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا أن إيران زادت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
ومع ذلك، قال أوليانوف إن هذا الإجراء "ليس مهمًا" لأن تخصيب اليورانيوم في منشآت النظام الإيراني يخضع لـ"مراقبة دائمة" من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف: "نحن نعتقد أن التهديد الرئيسي لعدم انتشار الأسلحة النووية ليس تخصيب اليورانيوم، بل عدم قدرة الأطراف الرئيسية على إيجاد أرضية مشتركة، والانتقال من الدبلوماسية الدعائية إلى الدبلوماسية الحقيقية".
كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في فبراير (شباط) الماضي في آخر تقرير لها أن طهران زادت بشكل ملحوظ مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأنه في حال استمرار هذا الاتجاه، يمكن أن يكون مخزون إيران نظريا كافيًا لصنع 6 قنابل نووية.
ووفقًا للتقرير، تمتلك إيران حوالي 274.8 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، بزيادة قدرها 92.5 كيلوغرامًا مقارنة بنوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وانتقد أوليانوف إجراءات مجلس المحافظين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي الذي أقر قرارًا ضد إيران، قائلًا إن هذا الحدث أضعف الاتفاقات السابقة وعطل التعاون بين طهران والوكالة الدولية.
ودعا إلى عودة "اللاعبين الرئيسيين" في الملف النووي الإيراني إلى طاولة المفاوضات، مضيفًا: "من الضروري أن تحدد الإدارة الأميركية الجديدة موقفها بوضوح وتظهر استعدادها للمشاركة في عملية التفاوض".
من جانبه، كرر إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين 10 مارس (آذار) المواقف السابقة لمسؤولي النظام الإيراني، بأن طهران مستعدة لـ"مفاوضات حقيقية"، لكنها لن تتفاوض تحت "الضغط والتهديد".
وأكد ترامب في 7 مارس (آذار) أن مواجهة تهديدات إيران وصلت إلى "مراحلها الأخيرة"، وأن هذه القضية سيتم حلها إما عبر المفاوضات أو من خلال إجراء عسكري.
كما أعلن آدم بوهلر، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الرهائن، في 9 مارس عن احتمال تعاون الولايات المتحدة وإسرائيل لتدمير البرنامج النووي الإيراني.