روسيا: طهران قد تقبل قيودًا على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو لا تستبعد احتمال موافقة إيران على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الغربية.
في مقابلة مكتوبة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية يوم الأحد 9 مارس، صرّحت زاخاروفا بأن على روسيا والولايات المتحدة استغلال “نفوذهما” لحل “المشاكل الإقليمية، بما في ذلك في الشرق الأوسط”.
وأشارت إلى أن تبنّي نهج مشابه لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) قد يكون “مفيدًا لتحقيق الاستقرار في الوضع الحالي”.
وأكدت زاخاروفا: “نحن مستعدون للتعاون الوثيق مع طهران والأطراف الأخرى المعنية من أجل خفض التوترات والتوصل إلى حلول مستدامة تتيح التوصل إلى اتفاق فعّال وطويل الأمد”.
في 4 مارس، نقلت وكالة “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق، بناءً على طلب نظيره الأمريكي دونالد ترامب، على التوسط في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وقد أكدت وسائل إعلام حكومية روسية، من بينها قناة “زفيزدا”، ومستشار بوتين للسياسة الخارجية هذه الأنباء، إلا أن وكالة “رويترز” ذكرت أن اقتراح الوساطة في الملف النووي جاء من موسكو نفسها.
ويعد تصريح زاخاروفا أول تأكيد من مسؤول في الكرملين على احتمال قبول إيران فرض قيود على برنامجها النووي، وذلك بعد تقرير “بلومبرغ”.
يأتي هذا في أعقاب تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي جدد رفضه لأي مفاوضات بين طهران وواشنطن.
وفي 8 مارس، قال خامنئي إن “إصرار بعض القوى المتغطرسة على التفاوض لا يهدف إلى حل القضايا”، بل هو “مسار لفرض مطالب جديدة”، لا تقتصر على البرنامج النووي، بل تشمل أيضًا “القدرات الدفاعية”، و”مدى الصواريخ”، و”النفوذ الدولي” للجمهورية الإسلامية.
وفي سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن موسكو تخطط لإجراء محادثات منفصلة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
كما انتقدت زاخاروفا موقف الغرب تجاه الملف النووي الإيراني، معتبرة أنه “يعرقل التقدم في المفاوضات”.
وأوضحت أن البرنامج النووي الإيراني “سلمي”، مؤكدة أن طهران “لا تنوي امتلاك أسلحة نووية”.
وكان المدير العام العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد وصف التطورات في البرنامج النووي الإيراني بأنها “مصدر قلق جدي”، وأعلن أن تقريرًا شاملاً عن الانتهاكات الإيرانية سيتم إعداده وتقديمه. وقد يمهد هذا التقرير الطريق لإحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي.
وفي 7 مارس، قال ترامب في مقابلة مع شبكة “فوكس بيزنس” إنه أعرب في رسالة إلى خامنئي عن استعداده للتفاوض بشأن الملف النووي الإيراني بدلًا من اللجوء إلى الخيار العسكري.
وأضاف الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض في اليوم نفسه، أن التصدي لتهديدات إيران “وصل إلى مراحله الأخيرة”، مؤكدًا أن الأمر سيتم “إما من خلال المفاوضات أو عبر إجراء عسكري”.
وفي 9 مارس، أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أن طهران “منفتحة على إجراء مفاوضات لحل المخاوف بشأن الطابع العسكري لبرنامجها النووي”.