البيت الأبيض ردًّا على خامنئي: أمامكم إما الاتفاق أو الخيار العسكري

بعد ساعات من رفض المرشد الإيراني علي خامنئي عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، أكد البيت الأبيض مجددًا أن طهران تواجه خيارين: الاتفاق أو المواجهة العسكرية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، مساء السبت 8 مارس، إن “كما أوضح دونالد ترامب بصراحة، هناك خياران للتعامل مع إيران: الحل العسكري أو التوصل إلى اتفاق.”

وأضاف برايان هيوز: “نأمل أن يضع النظام الإيراني مصالح شعبه وأفضل خياراته فوق دعمه للإرهاب.”

وفي الوقت نفسه، تحدث رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران، كمال خرازي، حول المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة: "لا ينبغي أن نكون سطحيين في التعامل مع مشاكل العقوبات؛ أي لا نعتقد أن الابتسامة أو المصافحة أو الاجتماع ستحل كل شيء؛ فالأمور ليست بهذه البساطة".

وأضاف: "بالطبع يجب أن نكون حاضرين بشكل فعال في الساحة السياسية الخارجية، وأن نسعى لحل القضايا بناءً على مصالح وأسس بلدنا".

كما قال سفير إيران في لبنان، مجتبى أماني، مشيرًا إلى التهديدات الإسرائيلية والأميركية ضد طهران: "إن تهديدات ترامب بمساعدة نتنياهو هي فقط لخلق حرب نفسية ولن تحقق أي نتيجة عملية".

وأضاف: "نتنياهو سيُصاب بخيبة أمل قريبًا من ترامب؛ لأنه لن ينفذ تلك التهديدات، مثل مهاجمة مصالح إيران في المنطقة أو أي عمل عسكري أميركي ضد إيران".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن يوم الجمعة 7 مارس، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس"، أنه أرسل رسالة إلى خامنئي، معبرًا فيها عن رغبته في التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، بدلاً من اتخاذ إجراءات عسكرية ضد طهران.

ووفقًا لقول ترامب، فقد أُرسلت هذه الرسالة في 5 مارس الجاري إلى المرشد الإيراني.

كما أكد الرئيس الأميركي، خلال حديثه مع الصحافيين في البيت الأبيض، أمس الأول، أن مواجهة تهديدات النظام الإيراني وصلت إلى "مراحلها الأخيرة"، وأن هذه القضية ستُحل إما عبر التفاوض أو عبر إجراء عسكري.

لكن خامنئي رفض مرة أخرى التفاوض بين طهران وواشنطن.

وقال المرشد الإيراني، خلال لقائه مسؤولي النظام، يوم السبت 8 مارس: "إن إصرار بعض الحكومات المتغطرسة على التفاوض ليس بهدف حل القضايا، بل لفرض مطالبها وإملاءاتها ولن تقبل إيران ذلك بالتأكيد".

وأضاف: "التفاوض بالنسبة لهم هو وسيلة لطرح توقعات جديدة" تتجاوز البرنامج النووي الإيراني وتشمل "القدرات الدفاعية"، و"مدى الصواريخ"، و"القدرات الدولية" للنظام.

وتابع خامنئي: "يكررون كلمة التفاوض لخلق ضغط على الرأي العام.. هذا ليس تفاوضًا، بل فرض وإملاء".

كما قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ردًا على سؤال صحافي حول رسالة دونالد ترامب إلى علي خامنئي: "لم نستلم أي شيء. الرسالة لم تصل بعد".

وأشار عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، إلى رسالة ترامب لخامنئي، قائلًا: "المرشد قال إنه لن تكون هناك أي مفاوضات مع أميركا، وممثلية إيران في الأمم المتحدة نفت هذا الموضوع، وأصبح واضحًا أن رسالة ترامب هي جزء من حرب نفسية وسياسية".

وبعد رفض طهران لعرض ترامب للتفاوض وتأكيد خامنئي مرة أخرى على عدم التفاوض مع واشنطن، ارتفع سعر الدولار الأميركي في السوق الحرة.

ووفقًا لموقع "بن ‌بست"، المختص بمجال معاملات سوق العملات، فقد بلغ سعر الدولار الأميركي في السوق الحرة بإيران، يوم السبت 8 مارس، نحو 90 ألفًا و700 تومان إيراني.

ويُشار إلى أنه منذ تنصيب ترامب رسميًا، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، واستئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، شهدت أسواق العملة والذهب في إيران تقلبات حادة وارتفاعات متعددة في الأسعار.