صحف إيران: رفض خامنئي الجديد للمفاوضات.. وحرب "ترامب".. و"حمام الدم" في سوريا

تصدرت التطورات في سوريا، والمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، بعد عرض الرئيس الأميركي الأخير، دونالد ترامب، عناوين الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 9 مارس (آذار).

فبعد يوم من حديث ترامب وتصريحه بأنه بعث برسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، يوصيه بقبول المفاوضات، لتجنب الحلول والخيارات الأخرى، التي قد تتضمن الخيار العسكري للتعامل مع ملف طهران النووي، ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية، ظهر خامنئي في لقاء جمع معظم المسؤولين الكبار في النظام الحاكم، أكد فيه أنه لن يقبل بالمفاوضات مع ترامب؛ لأنها ليست مفاوضات حقيقية، وإنما "تحميلية"، الهدف منها "الهيمنة" على إيران.

وأشادت الصحف الأصولية برفض خامنئي من جديد خيار المفاوضات، متجاهلة التبعات الكبيرة، التي قد تترتب على إيران سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وعنونت صحيفة "هشمهري" بمضمون كلام خامنئي، وكتبت: "لن نتفاوض مع المتغطرسين"، فيما استخدمت صحيفة "فرهيختكان" عنوان: "لا ثانية في وجه من يبسّطون الأمور"، ونقلت عن خامنئي قوله: "إن بعض الدول تحاول تبسيط الأمور من خلال الدعوة إلى المفاوضات، وهي غافلة عن أن هذه ليست مفاوضات، بل محاولة للسيطرة والهيمنة على القرار الإيراني".

وفي شأن غير بعيد أشارت صحيفة "خراسان" الأصولية إلى أن الرئيس الأميركي ينفذ خطته ضد إيران على قدم وساق، مشيرة إلى قراره بعدم تمديد الإعفاءات على العراق لاستيراد الكهرباء من إيران.

وزعمت الصحيفة أن خطة ترامب هذه تواجه تحديات تطبيقية كثيرة، فالمعادلات الإقليمية قد تغيرت، والمقاومة الداخلية في العراق قد زادت والقوى المنافسة لأميركا قد اتسع نطاقها، وكل هذه أسباب ستؤدي بسياسة ترامب تجاه إيران إلى الفشل والهزيمة.

وفي سياق منفصل استمرت الصحف الإيرانية في تغطية الأحداث في سوريا، حيث وصفتها لليوم التالي على التوالي بـ "الانتفاضة ضد نظام الجولاني".

وذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن "نظام الجولاني ارتكب مذابح بحق العلويين، وقام بحمام دم وسط صمت دولي وعربي ما يعد تشجيعًا له على الاستمرار في هذه الأعمال".

وعنونت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية أيضًا حول أحداث سوريا وكتبت: "إبادة الشيعة في الشام"، وقالت إن 430 متظاهرًا تم قتلهم على يد قوات هيئة تحرير الشام.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"همشهري": هل سيشن ترامب حربًا عسكرية على إيران؟
تساءلت صحيفة "همشهري" عما إذا كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يخطط فعلاً لشن ضربات عسكرية على مواقع إيران النووية، وخلصت إلى أن ترامب لن يشن مثل هذه الحرب العسكرية على إيران، ما لم يتلقَ رسائل من داخل إيران تشجعه على القيام بمثل هذه الهجمات.

وأوضحت الصحيفة أن تهديدات ترامب الضمنية بشن هجمات عسكرية على إيران، في حال فشل مسار المفاوضات، ليست حقيقية، وتأتي في إطار محاولاته كسب امتيازات جديدة من إيران في موضوع ملفها النووي.

وتابعت: "ترامب في الواقع يتحدث عن رغبته واستعداده للتفاوض، لكي يرمي الكرة في ملعب إيران؛ ليمهد الطريق إلى اتفاق يجني منه ما يريده من أهداف وغايات".

وختمت الصحيفة: "هناك فخان في هذا السياق، فخ الحرب وفخ عدم الحرب، وكلاهما خطر بالدرجة نفسها، ومن الضروري لإيران أن تخلق نوعًا من التوازن في هذا الخصوص. فمن أجل عدم الحرب يجب الاستعداد للحرب".

"جمهوري إسلامي": "الجولاني" يكشف عن وجهه ويرتكب "حمام دم" في الساحل السوري
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" الرئيس السوري، أحمد الشرع، وذكرت أنه كشف عن "وجهه الداعشي" في الأحداث والتطورات الأخيرة، التي شهدتها سوريا، خصوصًا المناطق الساحلية للعلويين.

واتبعت الصحيفة نهج وسائل الإعلام الإيرانية في وصف ما قامت به فلول النظام السوري السابق من أعمال وتصرفات بـ "الانتفاضة"، وقالت إن هذه الانتفاضة كشفت عن وجه أبومحمد الجولاني، الذي أسدله على وجهه منذ أن استولى على دمشق نهاية العام الماضي.

كما استنكرت الصحيفة ما سمته "صمت الغرب والدول العربية" تجاه "حمام الدم" الذي قامت به قوات الجولاني في الساحل الغربي لسوريا.

"جوان": مشكلة المعارضة الإيرانية اليوم هي غياب القيادة الموحدة
نشرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، ما سمته اعترافات فائزة هاشمي، نجلة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، والمنتقدة لسياسات النظام الداخلية والخارجية؛ بعدما كشفت أن أكبر مشكلة يواجهها معارضو النظام الحالي هي غياب قيادة موحدة وقوية.

وأشارت هاشمي رفسنجاني، في مقابلة صحافية مؤخرًا، إلى مساعي وجهود التيار الرامي لإسقاط النظام الحالي، وقالت: "لدينا مشكلة في هذا الاتجاه أيضًا. وأول مشكلة هي غياب قيادة موحدة، مقارنة بما كان الوضع عليه في الثورة الإيرانية؛ حيث توحدت جميع الأطراف من اليسار واليمين والمجاهدين وأهل البازار تحت قيادة الخميني ما سهّل انتصار الثورة وسقوط النظام البهلوي السابق".

وذكرت رفسنجاني، حسبما جاء في الصحيفة الإيرانية، أن المعارضة الحالية للنظام تفتقد لمثل هذه القيادة، التي تستطيع تمثيل جميع الأطراف والتوجهات الفكرية والسياسية، وهي حاجة أساسية لكل تحول وتغيير مطلوب.