صحف إيران:

وساطة بوتين.. وتصاعد التوتر مع تركيا.. وانهيار "الوفاق الوطني"

كان لخبر وكالة "بلومبورغ" حول وساطة الرئيس الروسي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية صدى كبير في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 5 مارس (آذار).

الصحف الإصلاحية كانت متفائلة ومرحبة بهذا الخبر، حيث رأت أن الرئيس الروسي بما لديه من مكانة لدى إيران وكذلك لدى الإدارة الأميركية الجديدة قادر على أن يجري هذه الوساطة، التي قد تكون أكثر إغراءً وتشجيعا لطهران التي تعتبر بوتين حليفا لها.

صحيفة "سازندكي" احتفت بهذا الخبر، وعنونت في المانشيت: "بويتن يتدخل"، وقالت إنه سيجري وساطة بين أميركا وإيران حول الملف النووي وموضوع الجماعات الوكيلة في المنطقة.

في شأن آخر سلطت صحف أخرى مثل "آرمان أمروز" الضوء على التوتر المتزايد بين إيران وتركيا على خلفية تصريحات وزير الخارجية التركي حول السياسات الإقليمية للنظام الإيراني، حيث قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد علي خامنئي، إن طهران لن تصمت أمام "التهويل"، كما استدعت الخارجية الإيرانية سفير أنقرة لإجراء محادثات.

ونقلت وكالة "رويترز"، أمس الثلاثاء 4 مارس، أن الخارجية التركية قامت أيضا باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني في أنقرة ردًا على الانتقادات العلنية من طهران لسياسات تركيا.

وطالب ولايتي، المسؤولين الأتراك بمراعاة "أدب الدبلوماسية" وتجنب "تكرار الادعاءات غير المبررة وغير الواقعية والتدخلية".

في شان داخلي تناولت الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم تداعيات عزل وزير الاقتصاد الإيراني، وإجبار مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف على الاستقالة بعد نحو 6 أشهر من بدء عمل الحكومة، وذكرت بعض هذه الصحف- مثل "هم ميهن"- أن هذه النتائج سوف تشجع المتشددين على مزيد من الضغوط والإجراءات ضد الحكومة.

وتساءلت الصحيفة عن ماهية الخطوات القادمة لهؤلاء الأطراف بعد نجاح جهودهم الرامية في التخلص من همتي وظريف، وأشارت إلى "قانون الحجاب" الذي يعمل عليه هؤلاء المتشددون، ورأت أنهم سيبدؤون قريبا بتصعيد حملتهم للمضي قدما في هذا القانون المثير للجدل.

صحف أخرى تناولت الوضع الاقتصادي في الوقت الراهن، حيث ذكرت الصحف الإصلاحية مثل "شرق" أن كثيرا من المشكلات والأزمات الاقتصادية التي تواجهها الحكومة اليوم هو نتيجة سياسات الحكومة الأصولية السابقة بقيادة إبراهيم رئيسي.

صحف أخرى مثل "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، رفضت هذه القراءات، وأكدت أن حكومة رئيسي سلمت الحكومة الحالية "حصانا أليفا وهادئا"، لكن حكومة بزشكيان لا تعرف "الركوب".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"هم ميهن": سبب استقالة ظريف وعزل همتي هو انتقادهما حكومة رئيسي

قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن الجميع تقريبا يدرك أن السبب الرئيسي وراء عزل وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، والضغوط على ظريف وإجباره على الاستقالة هي مواقفهما الانتقادية من حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وتساءلت بالقول: "لماذا لا يطيق أنصار رئيسي انتقاد حكومته وسياساتها؟".

وكتبت الصحيفة: "لنكن صادقين مع أنفسنا. الكل يعرف أن سبب استقالة ظريف وعزل همتي هو مواقفهما الانتقادية لحكومة رئيسي السابقة".

كما ذكرت الصحيفة أن التضخم الذي يعتبره بعض المتشددين السبب وراء إقالة همتي، كان له وضع مشابه وأسوأ في حكومة رئيسي، إذ وعد رئيسي أن يجعل التضخم أقل من 10 بالمائة، لكنه رحل والتضخم كان فوق 40 في المائة.

كما لفتت الصحيفة أن قضية ظريف أيضا لها مسار مشابه، فالمواقف من وضعه القانوني وقصة أبنائه كانت ذريعة للممارسة الضغط عليه، وإجباره على الاستقالة في النهاية.

"اعتماد": عزل وزير الاقتصاد كان تشييعا لجنازة مشروع "الوفاق الوطني"

قال الكاتب والمحلل السياسي عباس عبدي في مقال نشرته صحيفة "اعتماد" إن إقالة همتي كانت بمثابة تشييع جنازة مشروع "الوفاق الوطني" الذي بدأه الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، بأمل خلق وحدة داخلية أمام الأزمات والضغوط التي تمر بها إيران.

وأوضح الكاتب أن خطوة عزل وزير بزشكيان الأبرز ستكون لها تبعات كثيرة، معتقدا أن مسار هذه التبعات سيعتمد على كيفية رد الحكومة وتعاملها مع القضية.

وشدد عبدي على أنه من الواضح أن عزل الوزير عبد الناصر همتي كان عزلا سياسيا، ولم يكن لأسباب ودوافع فنية أو بسبب وجود إشكاليات في طريقة إدارة الملف الاقتصادي.

"أرمان ملی": روسيا ستكون وسيطا محايدا بين إيران وأميركا

أشارت صحیفة "آرمان ملي" إلى تقرير "بلومبورغ" عن وساطة روسية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بتدخل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى صمت المسؤولين الإيرانيين على هذا التقرير حتى الآن، حيث لم يصرحوا سلبا أو إيجابا حول الموضوع.

ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا وعلى الرغم من علاقاتها الجيدة مع طهران، إلا أنه يتوقع أن تقوم بدور الوسيط المحايد، وتكتفي بتسهيل عملية التواصل والتفاوض بين الطرفين الأميركي والإيراني.

الصحيفة أشارت كذلك إلى ارتفاع صوت معارضي المفاوضات بعد تقرير "بلومبرغ" والجدل بين ترامب وزيلنسكي، وأكدت الصحيفة في المقابل على أن إيران مختلفة عن أوكرانيا من حيث امتلاكها الورقة النووية، وهو ما يعطيها مساحة أوسع من كييف للتفاوض مع واشنطن.