الحائزة على نوبل نرجس محمدي: المقاومة ليست مجرد رمز للإيرانيات بل نموذج عملي لحياتهن

كتبت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، في مقال نُشر بمجلة "فوغ" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، عن حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، وقالت إن المقاومة ليست فقط رمزًا وشعارًا للناشطات الإيرانيات، بل نموذج عملي في كل لحظات حياتهن.

وبدأت محمدي مقالها، الذي نُشر يوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحل بعد ثلاثة أيام (8 مارس/آذار)، باقتباس من الشاعر الفرنسي رينيه شار يقول: "إرثنا لم يُنقل إلينا بوصية".

وفي سياق حديثها، أشارت إلى أن الأجيال السابقة، من خلال أفعالها وأقوالها والأحداث والوقائع التي خلقتها، وبالترابط الذي أُنشئ جيلًا بعد جيل وعبر الصدور، و"كتبت تاريخًا من نضالات المرأة الشجاعة التي أصبحت دعامة فكرية وعملية لنا"، مضيفة: "نحن الآن من نقف، نحكي القصص، نواصل النضال، ونرسم الآفاق".

وكتبت الحائزة على جائزة نوبل للسلام في مقالها: "عنصر المقاومة في تراثنا التاريخي هو كنز مدفون، ومركز ثقل النضالات الذي صنع المواقف، وحقق الإنجازات، وخلق الآفاق".

وأضافت محمدي: "المقاومة ليست مجرد رمز وشعار، بل هي نموذج عملي في كل لحظة من حياتنا من أجل العيش".

وأجرت نرجس محمدي، التي خرجت من السجن في إجازة علاجية، حوارات مع وسائل إعلام دولية وتفاعلت مع القضايا السياسية والاجتماعية في إيران.

ومن بين ما قالته، أشارت في جلسة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" إلى أن إيران تسعى من خلال هذه العقوبة إلى نشر الرعب في المجتمع.

ووصفت محمدي الحملة ضد الإعدام بأنها "حركة مدنية قابلة للتوسع في البلاد".

وقالت: "إيران، من خلال الإعدامات الواسعة، تسعى لنشر الرعب في المجتمع لإسكات أصوات المحتجين وفرض سلطتها الزائفة على المجتمع".

وفي فبراير (شباط) الماضي، شاركت هذه الناشطة في مجال حقوق الإنسان مع مجموعة من النشطاء المدنيين في الاحتجاج أمام سجن إيفين بالتزامن مع الأسبوع السادس والخمسين لحملة "ثلاثاء لا للإعدام"، حيث رفعوا شعارات مثل "لا للإعدام"، وأحرقوا حبل المشنقة أمام السجن، مطالبين بإلغاء أحكام الإعدام ضد السجناء السياسيين.

وفي الشهر نفسه، طالبت في كلمة عبر الفيديو أمام لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي بدعم نساء إيران في نضالهن ضد الفصل العنصري الجنسي، وقالت إن النظام الإيراني "لا يمكن إصلاحه"، و"هو نظام غير مسؤول بطبيعته ويفتقر إلى القدرة على تحقيق الديمقراطية والحرية والمساواة".

وكتبت في مقالها لـ"فوغ": "اليوم العالمي للمرأة يذكرني بنضالات النساء اللواتي لو استسلمن وتخلين عن القتال، لما كنت اليوم، كامرأة في خضم حرب وعنف وتطرف وأصولية اجتاحت الشرق الأوسط، وكامرأة في إيران تحت نظام يكره النساء ويسجنني، قادرة على الكتابة لكم ولما كان لدي أمل في طريق الحرية".

وأشارت محمدي إلى أهمية نضال نساء إيران ضد النظام الإيراني بوصفه "نظامًا دينيًا استبداديًا"، وكتبت: "نضال نساء إيران ضد سياسات النظام الاستبدادية والقمعية ليس فقط من أجل الحصول على حقوق المرأة، بل هو نضال من أجل الديمقراطية والحرية، وله أهمية مضاعفة".

وفي إشارة إلى حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران، كتبت في مقالها لـ"فوغ": "يمكن للنسويات ونساء العالم، عندما يرون نضالات النساء في إيران، أن يؤمنوا ويتيقنوا أننا نحن النساء نملك القوة لمواجهة أقوى وأصلب أدوات القمع والسيطرة، ولا يجب أن نقلل من شأن أنفسنا. نحن قويات ومقاتلات".

وذكرت محمدي أهمية مكافحة الفصل العنصري الجنسي من خلال تجريمه، وكتبت: "لا توجد طريقة لإنهاء التمييز الجنسي، والظلم، والعنف، والسيطرة على النساء، والخضوع، والتدني، وإذلال النساء سوى هذا السبيل".

وقضت نرجس محمدي حتى اليوم أكثر من 10 سنوات من حياتها في السجن.

ومنذ بدء نشاطها في مجال حقوق الإنسان، حكمت عليها السلطة القضائية في إيران بأكثر من 36 عامًا من السجن و154 جلدة وعقوبات غير عادلة أخرى، ولديها تجربة 135 يومًا في الحبس الانفرادي.

وحصلت هذه الناشطة المدنية في السنوات الأخيرة على العديد من الجوائز الدولية بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام، وجائزة يونسكو العالمية لحرية الصحافة/غييرمو كانو، وجائزة شجاعة الصحافيين من منظمة "مراسلون بلا حدود".