تصاعد التوتر بين إيران وتركيا.. ومستشار خامنئي يؤكد أن بلاده لن تصمت أمام "التهويل"
تصاعد التوتر بين إيران وتركيا على خلفية تصريحات وزير الخارجية التركي حول السياسات الإقليمية للنظام الإيراني، حيث قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد علي خامنئي، إن طهران لن تصمت أمام "التهويل"، كما استدعت الخارجية الإيرانية سفير أنقرة لإجراء محادثات.
ونقلت وكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء 4 مارس (آذار)، أن الخارجية التركية قامت أيضا باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني في أنقرة ردًا على الانتقادات العلنية من طهران لسياسات تركيا.
وطالب ولايتي، اليوم الثلاثاء 4 مارس (آذار)، المسؤولين الأتراك بمراعاة "أدب الدبلوماسية" وتجنب "تكرار الادعاءات غير المبررة وغير الواقعية والتدخلية".
وأكد أن مسؤولي أنقرة لا يمكنهم إضعاف مكانة إيران في المنطقة، قائلًا: "إيران تؤمن بالحوار لكنها لن تصمت أبدًا أمام التهويل وسترد على أي إساءة برد مناسب".
وأشار ولايتي إلى مقابلة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع قناة "الجزيرة" وتحذيره من دعم إيران للقوات الكردية المسلحة في سوريا، قائلًا: "إذا كنت لا تريد أن يُرمى حجر على زجاج منزلك، فلا ترمِ الحجارة على الآخرين".
كما قال فيدان إن المنطقة يجب أن تتحرر من "ثقافة هيمنة دولة على أخرى"، مؤكدًا أنه لا ينبغي للعرب ولا للأتراك ولا للأكراد ولا للإيرانيين السعي إلى "الهيمنة على الآخرين أو الإزعاج أو التهديد".
استدعاء سفير تركيا في إيران
وبعد أيام من هذه التصريحات، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية حجابي كارلانكيج، سفير تركيا في طهران، وأجرى محمود حيدري، مساعد وزير الخارجية ومدير عام منطقة البحر المتوسط وشرق أوروبا، محادثات معه.
ونشرت قناة "برس تي في"، الناطقة بالإنجليزية التابعة للنظام الإيراني، الخبر باستخدام عبارة "استدعاء سفير تركيا".
وفي وقت سابق، وصف إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، تصريحات فيدان الأخيرة بأنها "غير بناءة"، مشيرًا إلى وجود خلافات قديمة بين طهران وأنقرة حول القضايا الإقليمية.
ووصف بقائي تصريحات فيدان بأنها "غير بناءة للغاية"، مؤكدًا أن هذه التصريحات تتطلب "موقفًا واضحًا وحازمًا" من إيران.
ووفقًا لتقرير وزارة الخارجية الإيرانية، قال حيدري في لقائه مع كارلانكيج إن المسؤولين الأتراك يجب أن يتجنبوا "التصريحات غير المناسبة والتحليلات غير الواقعية" التي قد تؤدي إلى خلافات وتوترات، وذلك مراعاة للمصالح المشتركة للبلدين وحساسية الوضع الإقليمي.
وأضاف التقرير أن كارلانكيج أكد على ضرورة "التعاون الوثيق" بين طهران وأنقرة، ووعد بنقل وجهات نظر وزارة الخارجية الإيرانية إلى نظيرتها التركية.
وكان وزير الخارجية التركي قد صرح سابقًا لقناة "الحدث" أن إيران ستتعلم من الوضع الجديد.
وقد وصفت وسائل الإعلام الحكومية في إيران، مثل صحيفة "كيهان" ووكالة "تسنيم"، هذه التصريحات بأنها "تهويل" و"تهكم".
كما فسرت بعض وسائل الإعلام الداخلية التصريحات الأخيرة لفيدان على أنها تهديد بالرد من خلال تحريض القوات الكردية المعارضة لنظام في إيران.
وتتصاعد التوترات بين طهران وأنقرة في وقت زار فيه رئيس جهاز الأمن التركي طهران في فبراير (شباط) والتقى بوزير الاستخبارات في حكومة بزشكيان ومسؤولين آخرين، وناقشوا قضايا مثل الوضع في سوريا وحزب العمال الكردستاني.