رسائل غروسي الغامضة.. وأزمة الإقالات والاستقالات في الحكومة.. وزيادة الغلاء والتضخم
استقالة مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف وإقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي من قبل البرلمان، هما الموضوعان الرئيسيان اللذان سيطرا على الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 4 مارس (آذار) الجاري.
صحيفة "شرق" الإصلاحية تساءلت عما إذا كانت استقالة ظريف لها علاقة بإقالة عبد الناصر همتي وزير الاقتصاد، وأوضحت أن جميع وزراء حكومة بزشكيان يشعرون بأن مصيرا مشابها لمصير ظريف وهمتي قد يكون في انتظارهم.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يخرج الرئيس بزشكيان من عالمه الخاص، ويدرك أن مقولات مثل "لا نتشاجر" و"نبقى في الوفاق" لا معنى لها في الواقع الفعلي لإيران، ولا مقام لها في السياسة التي هي عبارة عن صدام بين مصالح الأطراف المختلفة.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، قالت إنه لا ينبغي أن نعتبر ملف ظريف قد أغلق، بل إن الجدل حوله سيستمر، لأنه أولا لم يتم بعد إعلان قبول استقالته من قبل الحكومة ورئيس الجمهورية، وثانيا لا يزال هناك الكثير من النشطاء الافتراضيين المثيرين للجدل يحيطون بظريف.
الصحيفة أشارت إلى جزء من تصريح ظريف الذي تضمن قرار استقالته، وقالت إن ظريف ذكر أنه خلال هذه الأشهر مع الحكومة عاش أمرّ الأيام والظروف والإساءات من أطراف داخل الحكومة وخارجها، لكنه قاوم من أجل خدمة إيران، موضحة أن هذا القول يكشف أن ظريف له معارضون داخل الحكومة أيضا.
صحف أخرى مثل "سياست روز" اعتبرت أن استقالة ظريف "إقالة وعزل"، وذلك من أجل تعزيز مقولة "الوفاق الوطني" وعنونت في المانشيت: "تعزيز الوفاق الوطني من خلال عزل ظريف وهمتي".
في شأن آخر أشارت بعض الصحف إلى انتقادات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة رافائيل غروسي من عدم التزام طهران بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الوكالة.
صحيفة "آرمان أمروز" عنونت بالقول: "رسائل غامضة من غروسي لإيران"، وعنونت صحيفة "جمله" بكلام غروسي وقوله: "أريد من إيران أن تنفذ فورا البيان المشترك".
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"شرق": 3 خيارات أمام حكومة بزشكيان بعد استقالة ظريف وعزل همتي
قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية تعليقا على استقالة ظريف وعزل وزير الاقتصاد في يوم واحد، إنه بعد هذه الحادثة يتبين لنا أن أمام الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وحكومته 3 خيارات لا أكثر.
الخيار الأول: "استمرار المسار الحالي الذي يعني فقدان ما تبقى من رأس المال الاجتماعي للحكومة وزيادة ضعف وعدم فاعلية الحكومة التي باتت مسلوبة الاختيار"، على حد تعبير الصحيفة.
أما الخيار الثاني أمام بزشكيان، حسب الصحيفة، فهو التوقف عن الاستمرار في المسير (تقديم استقالته) وتسليم إدارة الحكومة إلى أشخاص يدعون أنهم قادرون على تحسين الوضع المعيشي وحل المشكلات، على الرغم من زيادة الضغوط والعقوبات على إيران.
أما الخيار الثالث فيتمثل في "قيادة الحكومة بنهج جديد يتميز بالقوة وفتح طرق جديدة وبرامج واضحة".
ورأت الصحيفة أن الحكومة تحتاج إلى خطة طارئة في إطار علمي وفكري محدد ومتسق في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تكون مقبولة من قبل منظومة الحكم، وتنطلق في الوقت نفسه من قراءة سليمة للمشكلات والظروف الخاصة التي تمر بها إيران.
"خراسان": الحكومة وصلت إلى طريق مسدود
قالت صحيفة "خراسان" الأصولية إن الخلافات الشديدة بين وزارة الاقتصاد بقيادة عبد الناصر همتي والبنك المركزي الذي يترأسه محمد فرزين، المعين من قبل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، أوصلت حكومة بزشكيان إلى طريق مسدود، متوقعة أن يكون علي طيب نيا المرشح الأقوى لتولي وزارة الاقتصاد بعد رحيل همتي.
كما لفتت الصحيفة إلى الإشكال القانوني لوجود ظريف في الحكومة بسبب أن اثنين من أبنائه ولدا في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يتعارض مع القانون الذي يمنع تولي مثل هؤلاء الأفراد لمناصب داخل الحكومة، وقالت إن الخلافات بين ظريف والتيار الأصولي وأزمة أولاده القانونية هي التي أدت إلى هذه النهاية لظريف ولحكومة بزشكيان.
ونوهت الصحيفة إلى أن ظريف لم يكن شخصا عاديا في الحكومة، بل كان يتمتع بمكانة كبيرة، وأن انسحابه من الحكومة قد يؤدي إلى تراجع شعبية حكومة بزشكيان ورأس مالها الاجتماعي.
ورأت خراسان أن الأسابيع القادمة ستكون "اختبارا صعبا" للحكومة وللشعب الإيراني، وتساءلت بالقول: "هل تستطيع حكومة بزشكيان أن تستفيد من هذه التغييرات لإصلاح وضعها أم أنها ستشهد مزيدا من الاضطراب وعدم الاستقرار؟"
"جوان": على الحكومة إيجاد برنامج جديد لمواجهة التضخم والغلاء
أشارت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى تردي الوضع الاقتصادي في إيران وانعكاسات ذلك على حياة الإيرانيين اليومية، حيث أصبحت "موائد الإيرانيين تشكو من الفراغ، وأن كل طعام بات كماليا وفاخرا على المائدة"، أي إن وجود الطعام بات شحيحا، وأنه بمثابة الشيء الفاخر الذي من الصعب الحصول عليه وامتلاكه.
وقارنت الصحيفة الوضع بعام مضى، وقالت: "في العام الماضي ماذا كنت نقدر أن نتسوق بمبلغ مليون تومان؟ وكيف الحال الآن؟ بعض الأشياء التي كانت أساسية في موائد الإيرانيين تحولت الآن إلى أشياء فاخرة ويصعب الحصول عليها"، مشيرة إلى سلع مثل الأرز واللحم والألبان والحبوب.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الغلاء المستمر في أسعار السلع الغذائية قد أنهك المواطنين الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر.
وذكرت الصحيفة أن الحد الأدنى للأجور لا يتجاوز 15 مليون تومان، لكن التكاليف المعيشية تتطلب 35 مليون تومان شهريا لتسديد الحاجات الأساسية للعوائل من أكل وشرب.
وأكدت الصحيفة أن مسار أسعار السلع والبضائع في تصاعد، وهو ما يعني أن الأسر الإيرانية عليها انتظار مزيد من التحديات الاقتصادية.
وختمت الصحيفة بالقول: إذا لم يكن للحكومة برنامج جديد للسيطرة على التضخم ودعم معيشة المواطنين فإن موائد الشعب الإيراني ستقل أكثر مما هي عليه اليوم، وسيزداد الشرخ الطبقي بين أفراد المجتمع.