صحف إيران:

شجار في البيت الأبيض.. واستجواب وزير الاقتصاد.. وتهديدات تركيا

تحولت المشادة الكلامية، التي شهدها البيت الأبيض بين الرئيسين الأميركي والأوكراني، إلى ملف ساخن في وسائل الإعلام والصحف الإيرانية الصادرة يوم الأحد 2 مارس (آذار)، واندلع الجدل بين المؤيدين للمفاوضات والمعارضين لها.

ورأت الصحف الأصولية، مثل "كيهان"، أن مثل هذه الحادثة تكشف عن ضرورة ألا تنجر إيران إلى المفاوضات مع أميركا، التي تتعامل مع حليفتها أوكرانيا بهذا الشكل، وهاجمت الذين يناصرون المفاوضات في إيران ووصفتهم بأنهم إما "خونة" أو "حمقى".

وفي المقابل أشارت صحف إصلاحية، مثل "هم ميهن"، إلى أن هذه القضية، التي شهدها البيت الأبيض، تكشف أهمية الجلوس مع الطرف الأميركي والحديث بشفافية وصراحة عن الملفات المتنازع عليها، منتقدة "عدم جرأة" المسؤولين الإيرانيين في الجلوس مع الأطراف الأخرى، والحديث عن كل الملفات بكل شفافية، كما فعل زيلينسكي.

وفي شأن آخر ذكرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أنه على الشعب الإيراني ألا يأمل خيرًا في المفاوضات مع أميركا، ولا يقبل الذل والاستسلام مقابل الرفاه الاقتصادي، مضيفة: "الأكل القليل خير من العيش الذليل".

وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية لن تستطيع إسقاط النظام في إيران من خلال إحداث بلبلة واضطرابات داخل البلاد.

ومن الملفات الأخرى، التي حظيت باهتمام كبير في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، هو استجواب وزير الاقتصاد والشؤون المالية، عبد الناصر همتي، في البرلمان الإيراني، والذي عُقدت أولى جلساته اليوم.

وأكدت الصحف الإصلاحية أن هذا الاستجواب هو في الأصل تصفية حسابات سياسية، وأوضحت أنه لو كان ينبغي محاسبة ومساءلة شخص على أزمة العملات الصعبة وانهيار التومان، فهذا الشخص هو الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وليس وزير الاقتصاد؛ لأن بزشكيان "هو المسؤول عن بقاء العقوبات على إيران"، حسب تعبير الصحيفة، والذي أدى إلى تفاقم العملة الإيرانية وانهيارها إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ الاقتصاد الإيراني.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"هم ميهن": الأفضل أن يصوّت نواب البرلمان ضد وزير الاقتصاد لكي يدرك بزشكيان أن "الوفاق الوطني" مجرد خيال
ذكرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية أن من إيجابيات استجواب وزير الاقتصاد، عبد الناصر همتي، في البرلمان، هو أن يتيقن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن قضية الوفاق لم تكن سوى وهم خالص.

وهاجمت الصحيفة التيار الأصولي، الذي يجمد الحكومة، ويمنعها من التحرك على مستوى العلاقات الخارجية، مشيرة إلى الاجتماع بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظير الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وقالت: "أن يجلس الطرفان ويتحدثا بصراحة وشفافية فهذه تُحسب خطوة إلى الأمام، وهي أعمال لا يجرؤ الساسة الإيرانيون على القيام بها ويتجنبون ممارستها".

"كيهان": على الداعين للمفاوضات أن يخجلوا من أنفسهم
قالت صحيفة "كيهان" المتشددة والمقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، إنه بعد الشجار الكلامي، الذي اندلع بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، يجب على أنصار المفاوضات مع الولايات المتحدة من الإصلاحيين أن يخلجوا من أنفسهم، ولا يتحدثوا بعد الآن عن هذه القضية، لكن بمتابعة بعض التصريحات التي تصدر من هؤلاء الإصلاحيين تكشف أنهم لا يزالون يؤمنون بضرورة المفاوضات، مهما كانت النتائج والظروف.

وتابعت الصحيفة: "إن إصرار بعض هؤلاء الأفراد والشخصيات على المفاوضات تكشف عن أبعاد خيانة من قِبل هؤلاء الأفراد الذين لا يتوقفون عن الدعوة للمفاوضات".

وذكرت "كيهان" أن هؤلاء الأفراد يعجزون عن ذكر نقطة إيجابية واحدة عن المفاوضات، ويلتزمون الصمت عندما يُطلب منهم ذلك.

"خراسان": استجواب وزير الاقتصاد لن يحل مشكلة العُملة الإيرانية لهذه الأسباب

أشارت صحيفة "خراسان" الأصولية، إلى أن استجواب وزير الاقتصاد، عبد الناصر همتي، الذي بدأ اليوم في البرلمان، لن يحل مشكلة الاقتصاد الإيراني، ولا يساعد في وقف انهيار التومان مقابل الدولار الأميركي.

وأوضحت أن مسؤولية إدارة أسواق العملات الصعبة تقع على عاتق البنك المركزي، وليس وزارة الاقتصاد، التي يتولاها همتي.

وأردفت الصحيفة: "لا ينبغي أن نتجاهل التحولات الإقليمية والدولية، وعودة ترامب إلى البيت الأبيض، وتأثيرها على انهيار التومان الإيراني".

كما لفتت الصحيفة إلى أن استجواب وزير الاقتصاد مرة أخرى، في فترة لم تتجاوز 6 أشهر، يعد إجراءً غير مسبوق، ويبدو أن همتي لم تُعطَ له الفرصة الكاملة، مؤكدة أن عدم الاستقرار في سوق العملة سيزداد في حال أُقيل همتي واستبداله بمسؤولين آخرين.

"آرمان امروز": تركيا تُحذّر إيران من دعم الأكراد والعلويين في سوريا

أشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، حسن بهشتي بور، في مقال له بصحيفة "آرمان امروز" إلى تصريحات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ضد إيران ومطالبته لها بالتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأضاف:" هذه التصريحات تكشف عن زيادة التوتر بين أنقرة وطهران حول الملف السوري بعد التطورات الأخيرة".

وتابع الكاتب: "كما تكشف هذه التصريحات عن مدى قلق تركيا من احتمالية تعاون إيران مع الأكراد والعلويين في سوريا، ومِن ثمّ طالبت طهران بتغيير سياساتها".

وأوضح بهشتي بور أن فيدان هدد إيران بشكل صريح بأنه في حال أرادت دعم الجماعات المسلحة المعارضة لتركيا، فإن أنقرة ستقوم في المقابل بدعم الجماعات المسلحة المعارضة لطهران.