صحيفة إسرائيلية: الظروف أصبحت مواتية لضرب المنشآت النووية الإيرانية
كتبت صحيفة "إسرائيل هيوم" في تقرير لها أن عوامل مثل إضعاف حزب الله في لبنان، وتدمير دفاعات النظام الإيراني الجوية، والتنسيق بين إدارة دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، وضعت إسرائيل على أعتاب فرصة ذهبية وقرار مصيري لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
يأتي هذا في وقت تمت فيه ملاحظة تطورات مقلقة في مختلف جوانب البرنامج النووي الإيراني.
وأشارت "إسرائيل هيوم"، في عددها الصادر اليوم الخميس 27 فبراير (شباط)، إلى أن استعداد إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية قد تعزز حتى أثناء الحرب مع حماس، حيث وفرت الهجمات على إيران والحوثيين في اليمن فرصة للتدريب العملي على المهام المعقدة.
ومع ذلك، فإن أي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية سيكون أكثر تعقيدًا من حيث حجم الطائرات والأسلحة المستخدمة، بالإضافة إلى التنسيق المعقد المطلوب بين إسرائيل والجهات الخارجية.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت في 12 فبراير (شباط) أن تقارير استخباراتية أميركية أعدت في بداية رئاسة ترامب تشير إلى أن إسرائيل تدرس خطة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
كما أفادت "واشنطن بوست" في 12 فبراير بأن إسرائيل قد تستهدف في الأشهر المقبلة منشآت "فردو" و"نطنز" في هجوم استباقي لتأخير المشروع النووي الإيراني لعدة أسابيع أو حتى أشهر.
ضربات قوية
ووفقًا لـ"إسرائيل هيوم"، فإن الضربات القوية التي تعرض لها حزب الله في لبنان، والذي كان يعمل كدرع دفاعي لمنع الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، هي أحد العوامل التي زادت من إمكانية تنفيذ هجوم على هذه المنشآت.
كما أن تدمير أربع أنظمة دفاع صاروخي إيرانية من نوع "إس-300" في هجوم إسرائيلي في أكتوبر (شرين الأول) الماضي، قد وفر فرصة أخرى لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن استبدال هذه الأنظمة قد يستغرق حوالي 9 إلى 12 شهرًا.
عودة ترامب.. عامل رئيسي
عامل رئيسي آخر في اتخاذ قرار بشأن ضرب المنشآت النووية الإيرانية هو إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
وترامب، الذي تم اختياره كشخصية العام لمجلة "تايم"، لم يستبعد احتمال الهجوم العسكري على إيران في مقابلة مع المجلة قبل بدء ولايته الرسمية.
وفي الوقت نفسه، قال في مقابلة مع "نيويورك بوست"، التي نُشرت في 9 فبراير (شباط)، إنه يفضل التوصل إلى اتفاق مع إيران على قصف إيران "بشكل جهنمي".
كما قال مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي، في 23 فبراير (شباط)، إن جميع الخيارات لا تزال مطروحة في مواجهة طهران، وأضاف أن واشنطن لن ترضى بأقل من تفكيك "البرنامج النووي الإيراني بالكامل".
في الوقت نفسه، أظهرت نتائج استطلاع أجرته جامعة "هارفارد" ومعهد "هيريس" للأبحاث أن الأغلبية الساحقة من المشاركين يؤيدون تنفيذ هجمات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وطرد حماس بشكل دائم من غزة، ودعم العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المجموعة.
تطورات مقلقة في البرنامج النووي الإيراني
وكتبت "إسرائيل هيوم" في تقريرها أن الهجوم المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية يأتي في وقت تم فيه ملاحظة تطورات مقلقة في مختلف جوانب البرنامج النووي الإيراني.
وحذر جيدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" في بروكسل يوم 26 فبراير (شباط) من أن الوقت ينفد لوقف البرنامج النووي الإيراني، وقد تكون هناك حاجة لاستخدام "الخيار العسكري" لمنع تسلح إيران.
وقال إن إسرائيل تسعى الآن لكسب دعم ترامب لزيادة الضغط على إيران.
في نفس اليوم، حذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من التقدم المتزايد للبرنامج النووي الإيراني، قائلًا إن المشكلة "لن تصبح أصغر بل أكبر".
ونفى غروسي وجود أي مفاوضات سرية بين طهران وواشنطن، قائلًا إن انطباعه الجاد هو أنه "لا توجد قنوات سرية" نشطة بين الجانبين.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الجديد الذي صدر في 26 فبراير (شباط) من أن إيران قد زادت بشكل كبير من مخزوناتها من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأن هذه المخزونات يمكن أن تكفي نظريًا لصنع ست قنابل نووية إذا استمر هذا الاتجاه.