صحف إيران:

نصائح روسيا.. وتقليص النفوذ الإيراني في العراق.. والانهيار الاقتصادي غير المسبوق

تفاعلت الصحف الإصلاحية الصادرة في إيران، اليوم الأربعاء 26 فبراير (شباط)، مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران، ورحبت بتصريحاته التي "أوصى" فيها إيران ببعض الملفات المتعلقة بالملف النووي.

وأكد لافروف، خلال لقائه بنظيره الإيراني عباس عراقجي، على أهمية استغلال الطاقات والإمكانات الدبلوماسية.

صحيفة "دنياي اقتصاد" كانت متفائلة تجاه زيارة لافروف، وعنونت في صفحتها الأولى: "رسالة حول الاتفاق النووي في طهران"، فيما كتبت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية: "النصيحة الروسية"، وأشارت إلى تصريح لافروف، لكنها أرفقت كذلك كلام عراقجي الذي قال إن طهران لن ترضخ لضغوط واشنطن، ولن تتفاوض معها في ظل هذه الحالة.

صحيفة "هم ميهن" قالت أيضا إن زيارة وزير الخارجية الروسي هذه المرة أهم بكثير من زيارته السابقة قبل عام ونصف تقريبا، حيث من المحتمل أن يكون لافروف جاء هذه المرة ليوضح أن العالم اليوم بات يعيش واقعا جديدا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وأن على طهران أن تنسجم وتتطبع مع هذا الواقع والشكل الجديد من العلاقات بين الدول.

وأوضحت الصحيفة أن زيارة لافروف تضمنت نصائح روسية لإيران حول ضرورة إظهار مرونة أكثر، وقبول التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية لحل المعضلة النووية الإيرانية.

في شان آخر أشارت صحيفة "اعتماد" إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الذي قال إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو شدد على "تقليص النفوذ الإيراني في العراق"، و"ضرورة أن يكون العراق مستقلا عن إيران في مجال الطاقة".

صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، أشارت إلى موضوع استجواب وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي في الأيام القادمة، وأوضحت أن العلاقة بين الحكومة والبرلمان ستأخذ طابعا مختلفا بعد هذا الاستجواب.

أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي والمدافعة عن إقالة وزير الاقتصاد، قالت إن الرئيس مسعود بزشكيان كان ينبغي عليه الإبقاء على وزير الاقتصاد في حكومة رئيسي إذا كان فعلا يريد تطبيق مبدأ الوفاق والوحدة الداخلية.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"جوان": لا شيء إيجابيا يتوقع من زيارة لافروف إلى إيران حول الملف النووي والمفاوضات

قالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري تعليقا على زيارة لافروف إلى طهران والحديث عن وساطة روسيا بين إيران والولايات المتحدة، إنه ليس من المستبعد أن تكون طهران طلبت من لافروف أن ينقل رسالتها إلى أميركا، التي تؤكد على ضرورة أن تتخلى واشنطن عن سياسة الضغوط القصوى لكي تشرع إيران بالمفاوضات، لكن غير ذلك فإن على أميركا أن تنسى موضوع المفاوضات!

الصحيفة- وخلافا لقراءات الصحف الإصلاحية المتفائلة تجاه الموضوع وزيارة الوزير الروسي- لم تتوقع تطورا ملحوظا من وراء هذه الزيارة، وكتبت: "يمكننا أن نتكهن أن إيران وعراقجي لم يسمعا أو يقولا كلاما ذا شأن حول المفاوضات خلال زيارة لافروف إلى طهران".

وتابعت جوان الأصولية: "وضع الملف النووي سيئ للغاية وبعيد عن أي تفاهم أو اتفاق قريب، ومن المحتمل أننا لن نشهد سوى بعض المجاملات الدبلوماسية في مثل هذه الزيارات".

"اعتماد": الحكومة تفقد السيطرة على قطاع السكن والمستأجرون تركوا وسط الأزمة

قالت صحيفة "اعتماد" إن وضع المستأجرين في إيران اليوم هو الأسوأ خلال السنوات الـ13 الأخيرة، مشيرة إلى تجاوز نسبة التضخم في قطاع السكن 41 في المائة.

وكتبت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان: "المستأجرون تُركوا في الأزمة"، أن 6 ملايين عائلة إيرانية هذا العام باتت تواجه ضغطا متراكما بسبب أزمة الطاقة، وأن هذه العوائل تخلت عن الكثير من حاجاتها الأساسية في سبيل تأمين الإيجارات اللازمة لأمان سكنها.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الارتفاع الكبير في قطاع السكن، والذي قد يتجاوز في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان هذه النسبة، لم يتزامن مع ارتفاع في الرواتب، ما خلق شرخا كبيرا بين الدخل والنفقات للأسر الإيرانية.

وقال الخبير في قطاع السكن مجيد غودرزي للصحيفة إنه ووفقا للمادة 7 و8 من قانون تنظيم سوق السكن فإن على الحكومة أن تتدخل عندما يتجاوز التضخم في هذا القطاع 30 في المائة، لكننا اليوم نرى إحجام الحكومة عن التدخل وتنظيم السوق بسبب عجزها، ما يعني أن سوق السكن بات خارج سيطرة الحكومة، وأن المستأجرين تُركوا بحالهم وسط هذه الأزمة المتفاقمة.

"شرق": حكومة بزشكيان هي أسوأ حكومة بعد الثورة

دعت صحيفة "شرق" الإصلاحية حكومة بزشكيان والمسؤولين فيها إلى التخلي وترك سياسة الوعود الفارغة وغير القابلة للتطبيق، مشيرة إلى أن الانهيار الاقتصادي في فترة حكم بزشكيان لم يسبق له مثيل في تاريخ الحكومات الإيرانية بعد الثورة.

وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار العملة الإيرانية في عهد بزشكيان وكتبت: "مع بدء تسلم بزشكيان لسدة الحكم في إيران كان الدولار الأميركي يباع بـ48 ألف تومان، لكن اليوم فإن الدولار الواحد تجاوز 92 ألف تومان".

وذكرت الصحيفة أن حجم الانهيار هذا غير مسبوق في إيران، وعلى الحكومة أن تستعين بالخبراء والمتخصصين للوصول إلى إجماع داخلي والخروج من الأزمة، وتجنب إعطاء الوعود الفارغة فيما يتعلق بحل الأزمات والمشكلات التي تعصف بإيران.