صحف إيران:

استجواب وزير الاقتصاد.. وبزشكيان يغازل المتطرفين.. وغروسي عميلاً لـ"الموساد"

شكّل استمرار انهيار التومان الإيراني، ومحاولات البرلمانيين استجواب، وربما حجب الثقة عن وزير الاقتصاد في حكومة بزشكيان، بجانب ملف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، المحاور الرئيسية لتغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 22 فبراير (شباط).

وأشارت صحيفة "هم ميهن" إلى أن البرلمان قرر رسميًا استدعاء وزير الاقتصاد، عبدالناصر همتي، بعد مطالبة 91 نائبًا في البرلمان؛ ليتقرر حضور همتي، نهاية الشهر الجاري، إلى مبنى البرلمان ليجيب عن أسئلة النواب واستفساراتهم.

ولفتت الصحيفة إلى الانعكاسات السلبية لهذه التحركات؛ حيث ارتفع سعر الدولار أكثر، وشهد التومان تراجعًا جديدًا؛ حيث أصبح الدولار الأميركي يُتداول بنحو 95 ألف تومان إيراني.

ونشرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مقالاً لمساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاجتماعية، علي ربيعي، دعا فيه إلى مساءلة واستجواب المسؤولين الحقيقيين وراء هذه الأزمة، وليس وزير الاقتصاد، الذي يعمل بكل جهده للحد من انهيار العملة الإيرانية.

وذكر ربيعي أن المستفيدين من العقوبات في إيران، وبدل انتقاد ومهاجمة من يفرضون العقوبات على إيران، يصوبون سهام نقدهم إلى الداخل، ومن يحاول جاهدًا رفع العقوبات عن البلاد، مضيفًا أنه يجب استجواب ومساءلة المصرين على بقاء العقوبات واستمرارها.

كما تناولت صحف عدة موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة، والجدل المستمر في الداخل الإيراني بين المؤيدين والمعارضين لهذا الملف، ونقل بعضها عن خبراء قولهم إنه من الصعوبة بمكان على النظام الإيراني أن يغيّر من أيديولوجيته المعتمدة منذ عقود، حول رفض العلاقة مع أميركا والتفاهم معها؛ لأن بناء مفاوضات بناء مع واشنطن يعني التخلي عن هذ الأيديولوجية وتركها.

وعلى الصعيد الاقتصادي سلطت بعض الصحف، ومنها صحيفة "ابتكار"، الضوء على الانعكاسات السلبية للانهيار التاريخي للتومان الإيراني على حياة المواطنين؛ حيث بات الكثيرون منهم عاجزين عن توفير أساسيات الحياة من طعام وشراب وملبس، واعتماد نسبة كبيرة من المواطنين على الشراء بالتقسيط من محال البقالة وسوق الخضراوات والأطعمة، وهي ظاهرة لم يكن لها مثيل في تاريخ إيران الحديث والقديم.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"هم ميهن": بزشكيان "يغازل" المتطرفين برفضه للمفاوضات مع أميركا

تطرقت صحيفة "هم ميهن" إلى مواقف الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، حيال المفاوضات؛ حيث تحدث عن استعداد إيران للمفاوضات، لكن ليس بأي ثمن كان، مستشهدًا بأبيات شعر تؤكد أنه من الأفضل أن يقدّم الإنسان الموت على أن يعيش ذليلاً في ظروف سيئة.

وانتشرت قراءات مختلفة من هذه التصريحات، بعضها يذهب إلى أنها محاولة لتحوير تصريحات المرشد، والتخفيف من حدتها، عبر تأكيد استعداد إيران الضمني للمفاوضات مع أميركا، بعد أن رفضها خامنئي قبل أسبوعين في تصريحات له قال فيها إن المفاوضات مع أميركا ليست شريفة ولا حكيمة، ولا تعتبر قرارًا ذكيًا.

ونقلت الصحيفة بعضًا من هذه القراءات لتصريحات بزشكيان الأخيرة؛ حيث قال الخبير في العلاقات الدولية، صادق زيبا كلام، للصحيفة، إن مشكلة إيران ومسؤوليها هي أنهم لا يستطيعون أن ينقلبوا في ليلة وضحاها على الإيديولوجية السائدة للنظام منذ 46 عاماً؛ حيث تنص هذه الأيديولوجية على "الموت لأميركا" وعدم بناء علاقة مع واشنطن.

وتابع زيبا حديثه قائلاً: "حتى لو كان بزشكيان يرغب حقيقة في المفاوضات مع اميركا، فإنه عمليًا لا يستطيع القيام بشيء يتعارض مع أيديولوجية النظام القائمة منذ 46 عامًا".

ولفت زيبا كلام إلى أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يجد نفسه مضطرًا لكي يصرح بأشياء لا يرغب فيها ويقول: "لا نتفاوض مع أميركا"، مضيفًا: "أحد أكبر الأخطاء التي وقعت فيها إيران، خلال 46 من عمر الثورة، هو اعتقاد المسؤولين وصُنّاع القرار فيها أن (المفاوضات تعني الاستسلام)"، متسائلاً: "كيف يمكن للدول الكبرى، مثل الصين وروسيا، التفاوض مع أميركا، دون أن تعتبر ذلك استسلامًا؟".

وختم الكاتب تصريحاته للصحيفة بالقول: "أعتقد أن تصريحات بزشكيان الأخيرة ورفضه للمفاوضات تأتي مسايرة للتيار المتشدد في إيران"، مؤكدًا أنه لا طريق أمام إيران سوى المفاوضات، وأن تقدم طهران مطالبها وشروطها على الطاولة.

"جمهوري إسلامي": حان الوقت لكي تعيد إيران النظر في المفاوضات

ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن التحركات المستمرة لعدد من الدول العربية لتشجيع إيران للتراجع عن موقفها حول المفاوضات، والتغيير الحاصل في نبرة المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم شخص الرئيس دونالد ترامب، تظهر تهيئة الظروف لتشكيل نظرة وموقف إيراني جديد من المفاوضات.

وأضافت الصحيفة أنه حان الوقت للمسؤولين الإيرانيين أن ينظروا بعين حصيفة إلى الوضع الداخلي للبلاد، وكتبت: "اقبلوا هذه الحقيقة، أنكم ومنذ فترة طويلة انشغلتم عن الداخل بالقضايا الخارجية، انشغلتم عن إصلاح وتحسين الوضع المعيشي للإيرانيين".

"كيهان" تتهم غروسي بالعمالة للموساد الإسرائيلي بعد مطالبته طهران بإثبات عدم نيتها امتلاك أسلحة نووية

هاجم رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، متهمًا إياه بالعمالة للموساد الإسرائيلي، وأنه لا يصلح لكي يشغل منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى المسؤولين الإيرانيين أن لا يقبلوا وجوده في هذا المنصب.

وزعمت الصحيفة ورئيس تحريرها أن وفاة المدير العام السابق للوكالة الدولية، يوكيا أمانوا، واستبداله برافائيل غروسي، كان مريبًا.

وأشار الكاتب إلى تصريح لـ "غروسي" قال فيه إنه يجب على إيران إثبات عدم سعيها إلى امتلاك قنبلة نووية، ورد عليه قائلاً: "يا سيد غروسي يجب عليك أن تثبت أنك لست عضوًا في الموساد الإسرائيلي؟".

وادعت الصحيفة أن اتهامها لـ "غروسي" بالعمالة للموساد الإسرائيلي لا يأتي من فراغ، وأنها تمتلك وثائق تثبت علاقة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

وأما عن طبيعة هذه الأدلة فزعمت الصحيفة أن المدير العام السابق للوكالة، يوكيا أمانوا، كان يعارض الضغوط الإسرائيلي لتسيس الوكالة، لكنه مات بعد فترة قصيرة من مواقفه المعارضة لإسرائيل، وعملت تل أبيب وواشنطن بشكل حثيث ليحل محله غروسي، الذي كان معروفًا بخصومته مع إيران عندما كان مساعدًا لـ"أمانوا".