قمة جنيف تسلط الضوء على نضال الإيرانيين ضد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران

ألقى ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، كلمة في قمة جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية، تناول فيها القمع الذي يتعرض له المتظاهرون والمناضلون من أجل الديمقراطية في إيران.
يذكر أن قمة جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية تُعقد سنويًا منذ 17 عامًا، وهي منظمة من قبل تحالف يضم 25 منظمة غير حكومية، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي الدولي بقضايا حقوق الإنسان قبل انعقاد الجلسة الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وفي خطابه الرئيسي بعنوان "النضال من أجل الحرية في إيران"، دعا رضا بهلوي إلى دعم دولي لمواجهة القيادة الإيرانية، واصفًا حكمها بأنه مبني على القمع.
وقال: "لقد تحمل الشعب الإيراني أكثر من أربعة عقود من المعاناة، لكن روحه لا تزال صامدة.
إنهم يناضلون ليس فقط من أجل أنفسهم، ولكن من أجل قيم الحرية والعدالة وكرامة الإنسان".
وانتقد بهلوي ما وصفه بتقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة النظام الإيراني، قائلاً: "أقف هنا نيابةً عن مواطنيّ الذين ظلوا لفترة طويلة صامتين، ليس فقط بسبب الحكومة الاستبدادية التي تحتل بلدنا، ولكن أيضًا بسبب التحيز الأيديولوجي الذي يشوه الحقيقة عن إيران".
كما حذر من أن القمع الذي تمارسه القيادة الإيرانية يمتد خارج حدودها، حيث تستخدم "سفاراتها ومراكزها الثقافية المزعومة كقواعد للتجسس والإرهاب في جميع أنحاء أوروبا".
وأضاف: "إلى أولئك الذين يسعون لإسكاتنا أو إعاقة طريقنا، أقول: نحن لا ننتظر إذنكم".
شهادات مؤلمة عن القمع في إيران
شهدت القمة أيضًا جلسة أخرى سلطت الضوء على قمع النظام الإيراني للمتظاهرين خلال الاحتجاجات الوطنية "المرأة، الحياة، الحرية" التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في عام 2022.
وقدمت الجلسة شهادات مباشرة من ضحايا القمع، وأدارتها الناشطة الإيرانية-الكندية نازنين أفشين-جم، وشارك فيها:
- ماهان مهرابي، شقيق السجين السياسي محمود مهرابي.
- مريم ديور، والدة الشاب أبوالفضل أمير-عطائي، البالغ من العمر 16 عامًا، الذي قُتل أثناء احتجاجه.
- سامان بوريغما، الذي أصيب بطلق ناري في عينه خلال المظاهرات ما أدى إلى فقدانه جزئيًا للبصر.
وقالت أفشين-جم خلال الجلسة: "ليُسجل التاريخ أن هذا النظام لا يكتفي باعتقال المحتجين السلميين، بل يعتقل أيضًا المحامين الذين يدافعون عنهم والصحافيين الذين ينقلون أخبارهم. لا يقتصر الأمر على إعدام السجناء السياسيين، بل يصل إلى ملاحقة أفراد عائلاتهم الذين يحاولون الحداد عليهم".
وخلال كلمته، دعا ماهان مهرابي المجتمع الدولي إلى التحرك الفعلي بدلاً من مجرد التعبير عن القلق، قائلًا: "سيحكم علينا التاريخ بأفعالنا، وليس بكلماتنا".
وأضاف: "من أجل الأمهات اللواتي ينعين أبناءهن، من أجل السجناء الذين يعانون في الزنازين، ومن أجل الإيرانيين الذين يُقتلون بصمت، أرجوكم: انظروا إلى معاناة إيران، ولا تكونوا شركاء في هذه الجرائم، كونوا صوتًا للحرية".
من جانبها، روت مريم ديور مأساة ابنها، قائلة: "في صباح 21 سبتمبر (أيلول)، نشر ابني قصة على إنستغرام احتجاجًا. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، خرج إلى الشوارع. في فترة ما بعد الظهر، أطلقت قوات النظام الإيراني قنبلة غاز مسيل للدموع مباشرة على رأس ابني البالغ من العمر 16 عامًا، ما أدى إلى مقتله".
أما سامان بوريغما فأكد: "شعب إيران لا يعترف بالنظام الإيراني كحكومة شرعية. هذا النظام لا يمثلنا".
وخاطب المجتمع الدولي قائلًا: "اقطعوا علاقاتكم الدبلوماسية مع نظام طهران، واتخذوا إجراءات فورية للإفراج عن جميع السجناء السياسيين، وافرضوا أقصى الضغوط على هذا النظام لوقف الإعدامات".
وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تظهر مئات الإيرانيين يتجمعون خارج مقر انعقاد القمة، وهم يلوحون بالأعلام ويهتفون دعمًا لرضا بهلوي ولأجندة القمة.
تكريم "إيران إنترناشيونال"
وقد حصلت قناة "إيران إنترناشيونال" على جائزة الشجاعة لعام 2024 التي تمنحها قمة جنيف، تكريمًا لما وصفه المنظمون بتغطيتها الشجاعة للانتهاكات اليومية التي يرتكبها النظام الإيراني.