قائد بالحرس الثوري الإيراني يهدد بـ"إشعال الشرق الأوسط" إذا تم قصف منشآت بلاده النووية

أشار قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، إلى التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قائلا: "لا داعي للقلق فلن يتمكنوا من فعل شيء". وأضاف: "إن نارا ستشتعل في الشرق الأوسط" إذا تم هذا الهجوم.

وقال القائد بالحرس الثوري الإيراني إن " عملية الوعد الصادق-3 ستتم حتمًا".

تجدر الإشارة إلى أنه منذ أن رفض علي خامنئي التفاوض مع الولايات المتحدة، عاد الخطاب الرسمي للنظام الإيراني ليصبح أكثر حدة، حيث يتحدث المسؤولون عن هجوم محتمل آخر على إسرائيل.

وأشار حاجي زاده، مساء الثلاثاء 18 فبراير (شباط)، على التلفزيون الرسمي الإيراني، إلى احتمال فشل المفاوضات، قائلا: "البعض يقول إننا إذا لم نتفاوض، قد يهاجموننا، ولكن لا داعي للقلق، فهم لن يتمكنوا من فعل أي شيء".

وأضاف: "لا داعي لأن يقلق الناس من التهديدات، فلن يحدث شيء. يجب أن نتحرك جميعًا لإصلاح الاقتصاد".

وتابع حاجي زاده قائلًا: "إذا تم الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فإن نارًا ستشتعل في المنطقة، ولن يكون من الممكن حساب أبعادها ومداها".

وكان المرشد الإيراني وقادة الحرس الثوري قد امتنعوا في الأشهر الأخيرة عن تكرار هذه التهديدات، ولكن بعد رفض خامنئي التفاوض مع الولايات المتحدة وتقارير عن زيادة احتمال الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، عاد الخطاب الرسمي ليصبح أكثر حدة.

وأشار حاجي زاده إلى فعالية الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي نفذتها إيران ضد إسرائيل في عام 2024، والمعروفة باسم "الوعد الصادق 1 و2"، ووعد بتنفيذ عملية "الوعد الصادق-3" حتمًا.

وقال: "هذه العملية ستتم بإذن الله. لن نضيع هذه الفرصة التي بين أيدينا، وكما تم تنفيذ الوعد الصادق 1 و2، فإن الوعد الصادق 3 سيتم تنفيذه أيضًا. بالطبع، هناك توقعات من المسؤولين، ويجب أن نستخدم هذه الفرصة في الوقت المناسب".

وأضاف قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري، مشيرًا بشكل غير مباشر إلى تهديدات الولايات المتحدة باحتمال قيام إسرائيل بهجوم عسكري على إيران بدعم أميركي: "إذا دخلنا في مواجهة مع الولايات المتحدة، فإن لدينا أهدافًا كافية في المنطقة يمكننا ضربها بصواريخ منخفضة التكلفة".

وهدد قائلًا: "إذا استخدمنا 500 أو 1000 طائرة مسيرة بدلًا من 150، فماذا سيفعلون؟".

وأشار حاجي زاده إلى الهجمات السابقة للنظام الإيراني على إسرائيل، ووصفها بأنها أكبر عمليات صاروخية بالستية في العالم، قائلًا: "عملية الوعد الصادق-3 ستتم حتمًا".

وأضاف قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، الذي حصل على أعلى وسام عسكري من علي خامنئي بسبب الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على إسرائيل: "بعض نماذج الطائرات المسيرة هي اختراع إيراني، وقام الأميركيون ودول أخرى بتطويرها واقتبسوا من نمط الطائرات المسيرة الانتحارية".

وفي وصفه لاتساع البرنامج الصاروخي الإيراني، قال: "إذا كنا سنكشف عن مدن صاروخية كل أسبوع، فلن تنتهي حتى بعد عامين. كما أننا لا نواجه أي مشاكل فنية في زيادة مدى الصواريخ".

وأضاف حاجي زاده: "في عملية الوعد الصادق-2، استهدفنا قوات إسرائيل في نتساريم وسط غزة".

ولم يتطرق قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري إلى تفاصيل الخسائر التي تكبدتها إيران في الهجمات الإسرائيلية، قائلًا: "في الحرب، لا يمكن أن نكون ضاربين فقط، بل يجب أن نكون مستعدين لاستقبال الضربات أيضًا. في الواقع، هذه الضربات لم تكن سيئة بالنسبة لنا، لأنها جعلت المسؤولين يهتمون أكثر ويزيدون من التمويل والإمكانيات المقدمة لنا".

وقال حاجي زاده إن المرشد كان يتابع بشكل متكرر "معالجة أوجه القصور في الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية".

وأضاف: "لقد عملنا على مشروع الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية لمدة ثلاث سنوات، وسيصبح جاهزًا للاستخدام قريبًا".

جولة جديدة من التهديدات

في الوقت نفسه، أكد حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، في خطاب له: "نحن نعرف جيدًا كيفية التعامل مع الأعداء".

وفي وقت سابق، قال علي فدوي، نائب القائد العام للحرس الثوري، يوم الاثنين الموافق 17 فبراير: "الوعد الصادق-3 سيتم تنفيذه في وقته. لقد عملنا بشكل جيد لمدة 46 عامًا، وسنستمر في العمل بشكل صحيح من الآن فصاعدًا".

وأضاف: "في كل مكان ذهبنا إليه للقيام بأي عمل، نجحنا بفضل الله، وإذا لم ننجح في شيء ما، فهذا يعني أننا لم نهتم كثيراً".

جاءت هذه التصريحات بعد تهديدات المرشد علي خامنئي الذي قال في 17 فبراير، بعد أيام من تصريحات دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، الذي هدد إيران بشكل غير مباشر بالقصف، إن طهران مستعدة للتعامل مع "التهديدات على أعلى مستوى".

وقال خامنئي في خطاب عام: "اليوم، من حيث الدفاع الصلب، ومن حيث التهديدات الصلبة للعدو، ليس لدينا قلق أو مشكلة".

وأضاف: "اليوم، نحن نعرف، وأصدقاؤنا يعرفون، وأعداؤنا يعرفون أن إيران تقف على مستوى عالٍ من حيث القدرات على مواجهة التهديدات. لذلك، فإن التهديد الصلب للعدو ليس هو قضيتنا اليوم".