سيناتور أميركي عن النووي الإيراني: إمّا "النموذج الليبي" أو ضربة عسكرية حاسمة

صرح عضو مجلس الشيوخ الأميركي، ليندسي غراهام، الذي يزور إسرائيل برفقة عدد من المشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، بأنه ناقش التحديات الأمنية مع المسؤولين الإسرائيليين.

وأكد السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، أمس الاثنين 17 فبراير (شباط)، خلال حديثه للصحافيين في تل أبيب، أن إسرائيل تُعدّ صديقًا قويًا وحليفًا وثيقًا للولايات المتحدة.

وقال إن العالم سيواجه قريبًا أربع قضايا رئيسية تحتاج إلى قرارات حاسمة، وهي: الملف النووي الإيراني، والقضاء على حماس، ووضع الفلسطينيين في غزة، ووجود القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار غراهام إلى "الطموحات النووية" للنظام الإيراني باعتبارها التحدي الأول، مؤكدًا أن طهران سرعت جهودها لامتلاك سلاح نووي، وتنظر إليه كـ"وثيقة تأمين" لنظامها.

كما حذر من أن إيران قد لا تعتبر السلاح النووي مجرد وسيلة لحل أزماتها، بل قد تستخدمه في المستقبل كأداة حرب. وأضاف أن الجماعات المسلحة التابعة لإيران، مثل حماس وحزب الله، تعرضت لضربات قوية، ما أضعف نفوذ طهران في المنطقة.

وأشار السيناتور الأميركي إلى أنه سأل جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين التقى بهم عمّا إذا كانت إيران ستستخدم السلاح النووي ضد إسرائيل في حال امتلاكه، موضحًا أن جميعهم أجابوا بـ"نعم"، وهو ما قال إنه يتفق معه.

وأضاف أن إدارة ترامب ستحتاج قريبًا إلى اتخاذ قرار بشأن البرنامج النووي الإيراني.

واقترح غراهام مسارين للتعامل مع هذا الملف: الأول هو الخيار العسكري، حيث ستساعد الولايات المتحدة إسرائيل في توجيه ضربة حاسمة للمنشآت النووية الإيرانية، وهو الخيار الذي قال إنه يفضّله، والثاني هو مسار المفاوضات، الذي يهدف إلى إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي.

وشدد على أنه في حال اختيار المسار الدبلوماسي، فيجب تحديد إطار زمني واضح له، ووضع معايير محددة لنجاحه. كما اعتبر أن "النموذج الليبي"، الذي شهد تفكيك البرنامج النووي لنظام معمر القذافي بجهود المجتمع الدولي، يمثل خيارًا دبلوماسيًا مقبولًا.

وقد رافق غراهام في زيارته إلى إسرائيل عدد من السيناتورات الديمقراطيين، هم: شيلدون وايتهاوس، وريتشارد بلومنتال، وآدم شيف، وآندي كيم، بالإضافة إلى السيناتورة الجمهورية جوني إرنست.

"النموذج الليبي" للاتفاق النووي

قبل ذلك أكد السفير الإسرائيلي لدى واشنطن خلال مقابلة تلفزيونية، على أن الحل الوحيد الفعّال لوقف البرنامج النووي الإيراني هو اتفاق مشابه للنموذج الليبي، والذي يتضمن التدمير الكامل للبنية التحتية النووية وجمع اليورانيوم المخصب الموجود في البلاد.

وفي مقابلة مع "فوكس نيوز" بُثت في 12 فبراير (شباط)، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يفضّل التوصل إلى اتفاق مع إيران يؤدي إلى تفكيك برنامجها النووي، بدلاً من اللجوء إلى خيار عسكري لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وأضاف ترامب: "أنا أكثر ميلًا للوصول إلى اتفاق مع إيران، حيث يمكننا الاتفاق والمراقبة والتحقق والتفتيش، ثم إما أن نقوم بتفكيكه بالكامل أو نضمن عدم وجود برنامج نووي على الإطلاق".

جدير بالذكر أن تصريحات ليندسي غراهام، إلى جانب تصريحات السفير الإسرائيلي في واشنطن والرئيس الأميركي، تعكس مدى أهمية الملف النووي الإيراني لدى المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين في الأيام الأخيرة.

وفي سياق متصل، قال السيناتور غراهام أمس الاثنين في تل أبيب إن إسرائيل تدعم بقاء القوات الأميركية في الشرق الأوسط، معتبرةً أنها عنصر استقرار في المنطقة.

أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فقد صرّح بأن الحكومة الإيرانية لم تُظهر أي اهتمام بالتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وفي مقابلة مع شبكة "CBS" يوم الأحد 16 فبراير، أكد روبيو أن واشنطن لم تتلقَ "أي اتصالات" من طهران، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني "لم يُبدِ أي رغبة في التوصل إلى اتفاق ولم يتواصل معنا بهذا الشأن".

وأضاف أن إيران، خلال محاولاتها الدبلوماسية السابقة، كانت تسعى فقط إلى كسب الوقت، بينما تواصل تخصيب اليورانيوم، ودعم الإرهاب، وتطوير أسلحة بعيدة المدى، وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

يأتي هذا في وقتٍ تراجعت فيه قيمة العملة الإيرانية بشكل أكبر، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي 90 ألف تومان. وقد تسارعت وتيرة الانخفاض بعد رفض المرشد الإيراني علي خامنئي إجراء أي مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.