المرشد الإيراني: "خطط أميركا الغبية" بشأن غزة لن تنجح.. و"انتصار" المقاومة "عظيم جدا"

بالتزامن مع تصاعد الضغوط الأميركية علي إيران والجماعات التابعة لها، قال المرشد الإيراني علي خامنئي في لقاء مع زياد النخالة، الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، إن "خطط أميركا الغبية" فيما يتعلق بغزة لن تُفضي إلى نتيجة.
وخلال لقائه بالنخالة والوفد المرافق له في طهران، اليوم الثلاثاء 18 فبراير (شباط)، أشار خامنئي إلى بعض الخطط الأميركية وبعض الخطط الأخرى المتعلقة بغزة وفلسطين، قائلاً: "هذه الخطط لن تذهب إلى أي مكان، أولئك الذين ادعوا قبل عام ونصف أنهم سيقضون على المقاومة في فترة قصيرة، أصبحوا الآن يستلمون أسرى من مجموعات صغيرة من مقاتلي المقاومة، بينما يطلقون سراح العديد من الأسرى الفلسطينيين".
ووصف خامنئي "انتصار" المقاتلين الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل بأنه "عظيم جدًا"، وقال: "هذا الانتصار قد أحدث معيارًا جديدًا في معارك المقاومة".
من جانبه، قدم زياد النخالة تقريرًا عن آخر تطورات غزة والضفة الغربية ومسار مفاوضات الهدنة، مهنئًا خامنئي بـ"الانتصار الكبير للمقاومة في غزة"، مشيرًا إلى أن ذلك تحقق بفضل دعم إيران وإرشادات حسن نصرالله.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد قتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في حرب غزة، كما تم تهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وهم الآن يواجهون أزمة غذائية.
في هذه الأثناء، ومع تصاعد العنف في الضفة الغربية وتوسع المستوطنات اليهودية، تضاءلت آمال الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة.
وسبق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التصريح بأن على الولايات المتحدة أن تتولى السيطرة على غزة، وأن يتم نقل نحو مليوني نسمة إلى البلدان المجاورة.
وقال ترامب في البيت الأبيض للصحافيين إنه بعد مناقشاته مع الدول الإقليمية، سيوافقون على استقبال سكان غزة.
وسبق وأن قال خامنئي أيضًا في لقاء مع رئيس وأعضاء المجلس القيادي لحركة حماس إن تهديدات أميركا ليست ذات تأثير على إيران، مشيرًا إلى أن مسألة الدفاع عن فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني "غير قابلة للنقاش" في أذهان الشعب الإيراني.
وأضاف خامنئي أيضًا أن اتفاق الهدنة في غزة هو "إنجاز كبير" بفضل مفاوضات حركة حماس.
تراجع وصول إيران إلى الجماعات التابعة لها
جاءت هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الاقتصاد الإيراني تدهورًا ملحوظًا، حيث ارتفعت أسعار الدولار والذهب بشكل ملحوظ بعد مراسم تنصيب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وفي ظل ارتفاع الأسعار المتواصل بعد إعلان خامنئي رفضه للتفاوض مع أميركا، ارتفعت أسعار الدولار في السوق الحرة بنحو ألف تومان لتصل إلى 92,400 تومان.
وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين على "انتصار" الجماعات التابعة لها، إلا أن هذه الجماعات تعرضت لضغوط شديدة بسبب الهجمات الإسرائيلية والضغوط الأميركية لوقف النفوذ الإيراني الإقليمي، مما قلل بشكل كبير من إمكانية وصول إيران إلى هذه الجماعات.
في الوقت نفسه، بينما أعلنت إيران عن مشاركتها "على أعلى مستوى" في جنازة حسن نصرالله، فقد قررت الحكومة اللبنانية تمديد تعليق الرحلات الجوية من وإلى إيران لمدة غير محددة.
وفي الأسبوع الماضي، وبعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي طهران باستخدام الطائرات المدنية لتهريب الأموال إلى بيروت لدعم حزب الله، أوقفت الحكومة اللبنانية الرحلات الجوية الإيرانية إلى بيروت.
وفي رد فعل على هذا القرار، أعلنت إيران أنها لن تسمح للطائرات اللبنانية بالهبوط في أراضيها حتى يتم السماح لطائراتها بالهبوط في بيروت.
وبعد تعليق رحلات الخطوط الجوية "ماهان" من طهران إلى بيروت، قام مؤيدو حزب الله في لبنان بإغلاق الطرق المؤدية إلى مطار بيروت وإشعال الإطارات.
وفي إيران أيضًا، عبر المؤيدون للحكومة عن احتجاجهم، مطالبين بترتيب عشرات الرحلات إلى بيروت للمشاركة في جنازة حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي قتل في هجوم إسرائيلي.
ومن المقرر أن تُقام جنازة نصر الله وهاشم صفي الدين، خليفته الذي قتل أيضًا في الهجوم الإسرائيلي، في 23 فبراير (شباط) الجاري.
وعلى الرغم من تعليق الرحلات الجوية بين طهران وبيروت وغياب العلاقات بين حكومة دمشق الجديدة وإيران، لم يكشف المسؤولون الإيرانيون عن الطريقة التي سيذهبون بها إلى بيروت.