الوساطة بين طهران وواشنطن.. وتراجع أداء الحكومة.. و"القتل" في جامعة طهران

التوتر في العلاقة بين طهران وواشنطن، وانعكاسات ذلك على الوضع الداخلي والدولي لإيران لا يزال يشكل محورا رئيسيا في موضوعات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 17 فبراير (شباط).
بعض الصحف الإصلاحية والمؤيدة لوجود علاقات مع دول العالم، والخروج من العزلة الإقليمية والدولية، تحاول دائما أن تبرز الأبعاد والجوانب الإيجابية حول الموضوع، حيث تسارع في تغطية الأخبار والتقارير التي تشير إلى انفراجة في هذه العلاقة.
صحيفة "سازندكي" الإصلاحية تناولت اليوم الخبر الذي نشرته قناة "سي إن إن" الأميركية حول جهود الرياض للوساطة بين طهران وواشنطن، وعنونت بخط عريض فوق صورة كبيرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان: "جهود من أجل الوساطة".
صحيفة "آرمان أمروز" احتفت أيضا بهذا الخبر، وعنونت في صفحتها الأولى: "السعودية.. الوسيط الجديد بين إيران وأميركا"، فيما نقلت صحيفة "آرمان ملي" في تناولها لهذا الخبر كلام الخبير في الشؤون الدولية علي بيكدلي، الذي قال للصحيفة إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يسعى إلى تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن مبادرته هذه تأتي من هذا المنطلق.
في شأن غير بعيد أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى منطقة الشرق الأوسط، وقالت إن هناك تحركات "خطيرة" يتم القيام بها ضد إيران، وتحدثت عن أهداف سرية وأخرى معلنة لهذه الزيارة، وهي كلها تكشف عن مدى الخطورة التي باتت تواجهها إيران، مشيرة إلى التصريحات الصريحة للمسؤولين الأميركيين ضد طهران في الأيام الأخيرة.
من القضايا الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف الصادرة اليوم الاثنين هو ملف مقتل طالب جامعي بجامعة طهران في ظروف غامضة، وسط شكوك بأن يكون الأمن متورط في الملف.
كما تناولت الصحف تداعيات هذه الحادثة، حيث هاجمت عناصر بزي مدني طلاب الجامعة، بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية للتنديد بمقتل زميلهم، ودافعت الصحف الإصلاحية عن قرار الجامعة رفع دعوى ضد بعض العناصر الأمنية الذين اقتحموا السكن الطلابي لفض الوقفة الاحتجاجية.
صحيفة "هم ميهن" انتقدت محاولة بعض المسؤولين "الفاسدين" تحويل كل احتجاجات إلى قضية أمنية والتعامل معها من هذه الزاوية، وقالت إنه يجب محاسبة كل المديرين المقصرين في ملف مقتل طالب جامعة طهران بتهمة "التقاعس"، كونهم لم يبادروا بالإجراءات اللازمة التي كانت ستحول أمام مقتل هذا الطالب الجامعي.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": يا سيد بزشكيان كنت قد وعدت أن تكون صوت من لا صوت له
انتقدت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية الرئيس مسعود بزشكيان- المحسوب على الإصلاحيين- بسبب عجزه في معالجة الأزمة الاقتصادية التي وعد بها أثناء حملته الانتخابية.
وكتبت الصحيفة: "يا سيد رئيس الجمهورية.. كان من المقرر أن تكون صوت من لا صوت له.
التضخم وضع الشرائح الفقيرة تحت ضغط شديد. هذا الظلم وغياب العدالة سيكون سببا في إثارة غضب وحفيظة المجتمع، وهو أمر جد خطير".
وأشارت الصحيفة إلى حجم الفساد المستشري في قطاع السيارات، وكتبت: "هناك شركتان الأحرى أن تسمى شركات الفساد وليس صناعة السيارة، هاتان الشركتان تنتج سيارات بلا جودة، ثم تقدمها للوسطاء وليس الشعب، كي يتم بيعها للمواطنين بأسعار مبالغ فيها".
وختمت الصحيفة بالقول: "الشعب الإيراني قد يطيق العقوبات الغربية الظالمة ولغة التهديد والتطاول من طرف ترامب وذلك من أجل وطنهم، لكنهم بكل تأكيد لن يطيقوا الفساد المستشري وغياب العدالة في إيران".
"صبح نور": الإصلاحيون يتجاوزون حكومة بزشكيان
أشارت صحيفة "صبح نو"، المقربة من رئيس البرلمان الأصولي محمد باقر قاليباف، إلى الانتقادات المتزايدة من طرف الإصلاحيين لشخص الرئيس مسعود بزشكيان، وتساءلت بالقول: "هل هذا هو دليل على تجاوز الإصلاحيين لحكومة بزشكيان؟".
وأوضحت الصحيفة أن أحد الشخصيات الإصلاحية التي كثيرا ما كانت تعرف بمواقفه الداعمة لحكومة روحاني هو السيد عباس عبدي؛ قد تحول في الآونة الأخيرة إلى منتقد صريح ضد حكومة بزشكيان.
وتضيف الصحيفة: "على الرغم من أن الانتقاد هو مكون أساسي من مكونات الديمقراطية، إلا أن المواقف والتصريحات الأخيرة تتخطى أكثر من كونها انتقادات بناءة، وتكشف أن هناك أوامر وتعليمات صدرت لهؤلاء النشطاء لتجاوز حكومة بزشكيان"، حسب ما جاء في الصحيفة.
"جمهوري إسلامي": "القتل" في جامعة طهران.. حادث جنائي أم قتل مدبر؟
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن إيران اليوم في أمس الحاجة للهدوء والاستقرار لرصد كافة التطورات والتحركات الإقليمية ومعالجة الأزمة الاقتصادية في الداخل، ومثل هذه الأحداث من شأنها أن تقلب الأمور رأسا على عقب وفي ظرف صعب وحساس".
وأضافت الصحيفة: وقوع حادث في مثل هذه الظروف قد يكون عملا مدبرا لإشغال المسؤولين عن القيام بالأمور الهامة والأساسية".
وتابعت الصحيفة: بعض الأطراف في الداخل يحاول استغلال هذه الأحداث وتضخيم التهديدات والتطورات المحتملة لتحقيق مآرب سياسية وانتقامية من خصومهم السياسيين.