جدل المفاوضات.. وأزمة الطيران الإيراني في لبنان.. وعجز الرئيس بزشكيان

تعثر ملف المفاوضات مع أميركا بعد خطاب خامنئي ودعم باقي المسؤولين له لا يزال يشكل محور اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 15 فبراير (شباط) حيث لا تزال بعض الصحف تحاول تبرير موقف النظام الإيراني والتأكيد على أنه ليس قرارا نهائيا.
رأت صحيفة "جمهوري إسلامي" مثلا أن أسلوب ونهج ترامب في التعامل مع إيران هو العامل الرئيسي في رفض طهران للجلوس مع الإدارة الأميركية والتفاوض معها.
ونشرت صحيفة "اعتماد" أيضا مقالا لوزير الثقافة الأسبق عطاء الله مهاجراني الذي قال إنه كان من المؤيدين الأوائل للمفاوضات مع واشنطن لكن سلوك أميركا في السنوات الأخيرة هو السبب في فقدان إيران للثقة في المفاوضات مع الغرب عموما والولايات المتحدة الأميركية على وجه خاص.
ومن الملفات الأخرى التي تناولتها بعض الصحف اليوم مثل صحيفة "هم ميهن"، موضوع الانقطاع المتكرر للكهرباء والغاز مشيرة إلى الجدل والمعارك الكلامية بين وزارتي الطاقة والنفط حيث تتهم كل منهما الأخرى بالتقصير والمسؤولية في هذه الأزمة.
كما لفتت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان "الليالي المظلمة والأيام المعطلة" إلى كثرة العطلات التي يمر بها الإيرانيون بسبب مشكلة الطاقة، حيث تضطر الحكومة إلى إعلان عطلات في المدارس والدوائر الحكومية والبنوك بهدف التقليل من استخدام الكهرباء والغاز.
كما ذكرت الصحيفة أن المشكلة الأخرى المترتبة على هذه الأزمة أن المواطن لا يعرف بالتحديد كم هو وقت الانقطاع لكي يرتب أعماله وينظمها على هذا الأساس، حيث تنقطع الكهرباء وأحيانا الغاز فجأة وتبقى لساعات دون معرفة موعد عودتها.
وقد أجرت صحيفة "شرق" مقابلة مع الناشطة السياسية فاطمة هاشمي التي اتهمت فيها الإصلاحيين بالتخلي عن ملف قادة الحركة الخضراء وقالت إنهم لم يبذلوا الجهد الكافي في هذا الملف.
كما أشارت هاشمي إلى فرض الإقامة الجبرية على آيت الله حسين منتظري نائب المرشد الأول وأحد أبرز قادة الثورة الإيرانية عام 1979 مؤكدة أن الإقامة الجبرية التي فرضت على منتظري كانت في عهد رئاسة خاتمي الإصلاحي.
وختمت الكاتبة بالقول إن من يسمون اليوم بالإصلاحيين لم يكونوا إصلاحيين في بداية الثورة بل إنهم كانوا المجموعات الأكثر تطرفا في بداية الثورة الإيرانية.
وفي شأن آخر سلطت بعض الصحف الضوء على إلغاء رحلتين لشركة ماهان الإيرانية في مطار بيروت وأعمال الشغب التي قام بها أنصار حزب الله في لبنان من حرق للإطارات وإغلاق الطرق المؤدية للمطار.
وعنونت صحيفة "شرق" حول الموضوع وكتبت "طيران مثير للجدل"، فيما وصفت صحيفة "جوان" المقربة للحرس الثوري الحدث بأنه "مؤامرة أميركية إسرائيلية" في لبنان ضد إيران.
والآن إلى قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"هم ميهن": عجز حكومة بزشكيان في اتخاذ القرارات
قال الكاتب والخبير في الشؤون الاجتماعية، تقي آزادار مكي، في مقال نشرته صحيفة "هم ميهن" إن حكومة ما يسمى "الوفاق الوطني" في إيران لم تعمل شيئا حتى الآن، وتركت كل شيء مسكوتا عنه، فهي من جانب وعدت في البداية بمعالجة أزمة الطاقة في الداخل، ومن جانب آخر وعدت بالانفتاح على العالم في السياسات الخارجية.
وأوضح الكاتب أن مشكلة الحكومة هي عدم فاعليتها في اتخاذ القرار، فهي دائما ما تكون مترددة في القضايا المهمة وتركت البلد والمجتمع على حاله، مما ضاعف من حجم الاستياء وفقدان الثقة التي تحولت إلى حالة من عدم الرضا العام بين الإيرانيين.
ونوه الكاتب بأن الحكومة السابقة، على علاتها الكثيرة، فإنها كانت تتخذ القرارات وإن كانت خاطئة لكن الإيرانيين اليوم أمام حكومة عاجزة عن اتخاذ القرارات والعمل الفاعل في إدارة شؤون البلد.
"جمهوري إسلامي": شرط إيران للمفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقالها الافتتاحي إن هناك تصورا بات يسود، وهو تصور خاطئ مفاده أن إيران لا تريد المفاوضات مع أميركا في حين أن الحقيقة هي أن طهران تريد المفاوضات ومستعدة لها لكن ترفض الابتزاز ولغة الزور والتهديد.
وأضافت الصحيفة: "أول شرط لإيران لقبول المفاوضات مع أميركا هو أن يتخلى ترامب عن الابتزاز واستخدام لغة التهديد"، موضحة أن نهج ترامب في التعامل مع إيران يتسم بعدم الخبرة والحنكة الدبلوماسية.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن توضح إجابات وردود المسؤولين الإيرانيين أن لغة التهديد لن تجدي في التوصل لاتفاق حقيقي مع إيران.
"اعتماد": إيران لم تعد تثق في المفاوضات مع أميركا
قال الكاتب ووزير الثقافة الإيراني الأسبق عطاء الله مهاجراني في مقال له بصحيفة "اعتماد" إنه كان من أوائل المسؤولين الإيرانيين الذين دافعوا عن المفاوضات مع أميركا عام 1990 لكنه اليوم توصل إلى أن الحق في موضوع المفاوضات بجانب المرشد الإيراني والرئيس بزشكيان الرافض لها.
وأوضح الكاتب: "إيران وثقت في المفاوضات وتوصلت لاتفاق مع أميركا عام 2015 لكن ترامب انسحب من الاتفاق وجعل المفاوضات بلا معنى بعد ذلك"، متسائلا: "كيف يريدون الآن من إيران أن تثق في المفاوضات وتخوضها من جديد مع أميركا؟".
كما أشاد الكاتب المقيم في لندن بموقف الرئيس مسعود بزشكيان من المفاوضات، حيث دعم موقف خامنئي الذي رفض إجراء مفاوضات مع الإدارة الأميركية الحالية بقيادة دونالد ترامب.