الجيش الإسرائيلي: إيران نجحت في تهريب أموال لحزب الله عبر "رحلات غير رسمية"
![](https://i.iranintl.com/images/rdk9umy0/production/e7b8363998256cfabb14f3a2d418c523f89f11f5-611x611.jpg?rect=0,154,611,344&w=992&h=558&fit=crop&auto=format)
أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كان يقوم خلال الأسابيع الأخيرة بتهريب الأموال النقدية إلى حزب الله في لبنان عبر مطار بيروت الدولي، وحقق نجاحًا في بعض الحالات رغم كل الجهود المبذولة.
وفي منشور، أمس الأربعاء 12 فبراير (شباط)، على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس"، أكد أدرعي أن "هذه الأموال تم تهريبها عبر رحلات غير رسمية"، مشيرًا إلى أن "هذه الأموال تُستخدم لإعادة بناء حزب الله".
وأضاف أدرعي أن الجيش الإسرائيلي يتعاون مع لجنة دولية تقودها الولايات المتحدة وتشرف على تنفيذ اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحزب الله. وأوضح أن إسرائيل تقدم بشكل دوري معلومات ذات صلة لهذه اللجنة بهدف منع تدفق الأموال من إيران إلى حزب الله.
شكوى أمام لجنة الهدنة
وقبل أسبوعين، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول دفاعي يعمل ضمن لجنة الهدنة في لبنان، أن إسرائيل قدّمت شكوى للجنة بشأن استخدام الدبلوماسيين الإيرانيين لمبالغ كبيرة من المال النقدي لدعم إعادة بناء حزب الله.
وبحسب الصحيفة، التي استندت إلى معلومات من المسؤول الدفاعي (لم يتم الكشف عن هويته) ومن مصادر أخرى مطلعة، فإن الشكوى الإسرائيلية تشير إلى أن ممثلين إيرانيين يقومون بنقل حقائب مليئة بالدولارات الأميركية من طهران إلى مطار بيروت الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، اشتكت إسرائيل أيضًا من أن مواطنين أتراكًا يلعبون دورًا في نقل الأموال من إسطنبول إلى بيروت عبر الرحلات الجوية.
رد فعل لجنة الهدنة
لجنة الهدنة، التي تعمل تحت قيادة أميركية ولا تملك سلطة التحقيق في الانتهاكات، أحالت هذه الشكاوى إلى الحكومة اللبنانية. وتضم اللجنة ممثلين من إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة.
ووفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال"، قال بعض المسؤولين من الدول المشاركة في اللجنة إنهم على علم باستخدام إيران لمطار بيروت لتهريب الأموال أو يعتبرون المزاعم الإسرائيلية "موثوقة".
اتفاق الهدنة وموضوع نقل الأموال
ووفقًا لاتفاق الهدنة، يجب على لبنان ضمان السيطرة الكاملة على نقاط الدخول إلى البلاد، ومنع نقل الأسلحة والمعدات المتعلقة بالجماعات مثل حزب الله، الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية. ومع ذلك، لم يتطرق الاتفاق تحديدًا إلى نقل الأموال النقدية.
وفي تعليقه على الموضوع يوم الأربعاء، 12 فبراير (شباط)، قال أفيخاي أدرعي: "على الرغم من الجهود المبذولة، نعتقد أن عمليات نقل الأموال نجحت في بعض الحالات".
وأكد أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بتقوية حزب الل،ه وسيستخدم جميع الوسائل المتاحة له لتطبيق بنود اتفاق الهدنة بما يخدم أمن المواطنين والحكومة الإسرائيلية.
التحديات المالية لحزب الله بعد الحرب الأخيرة
ووفقًا لمصادر لبنانية وأشخاص مطلعين، يسعى حزب الله إلى استعادة قوته بعد الصراعات الأخيرة التي أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من عناصره، وتدمير واسع النطاق لقواعد الحزب في جنوب لبنان وضواحي بيروت الجنوبية.
ويحتاج الحزب، الذي يمتلك جناحًا عسكريًا بالإضافة إلى كونه حزبًا سياسيًا ومنظمة اجتماعية، إلى الأموال لدفع رواتب عناصره، ودعم العائلات المتضررة، وتعويض مؤيديه، وتنفيذ برامجه الاجتماعية. وقد استهدفت إسرائيل موارد الحزب المالية بهدف تقليل قدراته القتالية، ولتبطيء عملية إعادة الإعمار.
خلال العام الماضي، استهدفت إسرائيل شخصيات رئيسية في حزب الله وإيران المسؤولة عن تمويل الحزب. كما دمرت عدة مواقع خلال الغارات الجوية في الخريف الماضي، والتي قالت إنها كانت تستخدم لتخزين الأموال النقدية والذهب. كما تعرضت فروع بنك "القرض الحسن"، الذي يُعتبر مركزًا ماليًا لحزب الله ويخضع للعقوبات الأميركية، للتدمير الكامل.
جهود إيران لتمويل حزب الله
رغم الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إيران بسبب العقوبات الدولية، ترى طهران أن حزب الله هو حليف استراتيجي وأداة ردع ضد إسرائيل، لذلك لا ترغب في السماح له بالضعف.
وفقًا لتقارير، واجه حزب الله صعوبات في تلبية التزاماته المالية. وقال رئيس مؤسسة خيرية لبنانية تساعد اللاجئين في جنوب لبنان إن خبراء معينين من قبل الحزب لتقدير تكاليف إعادة الإعمار يقدمون تقديرات أقل من الواقع.
ومع ذلك، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع على وضع الحزب المالي أن الحزب لم يواجه أزمة سيولة ولم يتوقف عن دفع التعويضات السنوية لأصحاب المنازل المدمرة، والتي تتراوح بين 12,000 إلى 14,000 دولار سنويًا، بالإضافة إلى مبالغ إضافية لشراء مستلزمات المنزل.
بعد توقيع اتفاق الهدنة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أعاد بنك "القرض الحسن" فتح 28 فرعًا جديدًا، واستخدم الحزب هذا البنك لإصدار شيك بمبلغ 500 مليون دولار. ووفقًا للمصادر، يظهر ذلك أن الحزب لا يعاني من نقص في السيولة النقدية.
تعزيز السيطرة على طرق تمويل حزب الله
في السابق، كانت سوريا هي الطريق الأساسي لتهريب الأموال والسلاح الإيراني إلى حزب الله. لكن مع سقوط نظام الأسد في أواخر العام الماضي، أصبح هذا الطريق غير متاح بشكل كبير، مما زاد من أهمية مسار مطار بيروت.
وأكد المسؤولون اللبنانيون أن مطار بيروت يخضع لسيطرة صارمة من قبل الجيش اللبناني، وفقًا لاتفاق الهدنة لمنع دخول الأموال والسلاح إلى الحزب. ومع ذلك، اعترف مسؤول أمني لبناني رفيع بأن هناك احتمالًا لأن تمرّ مواد ذات قيمة مثل المجوهرات والألماس عبر التفتيش الأمني.
واختتمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن بعض المسؤولين الأميركيين السابقين أعربوا عن قلقهم من أن النفوذ الكبير لحزب الله داخل المؤسسات الأمنية اللبنانية قد يمنح إيران فرصة لإدخال شحناتها النقدية دون خضوعها لتفتيش صارم في مطار بيروت.