احتجاجات وهتافات ليلية.. غضب واسع بين الإيرانيين بسبب استمرار انقطاع الغاز والكهرباء
![](https://i.iranintl.com/images/rdk9umy0/production/f920ea11350b54cf9cef75ce02956c6a4bc959c9-3500x1965.jpg?rect=4,0,3493,1965&w=992&h=558&fit=crop&auto=format)
أظهرت مقاطع الفيديو والتقارير المرسلة من مختلف أنحاء إيران، عبر قناة "إيران إنترناشيونال"، غضبا وسخطا بين الإيرانيين بسبب انقطاع الغاز والكهرباء والإغلاقات المتواصلة للمصالح الحكومية والمدارس في مختلف المحافظات.
في الوقت نفسه، وعلى مدار ثلاث ليالٍ متتالية، خرج عدد من المحتجين في مدينة دهدشت إلى الشوارع، ورفعوا شعارات ضد الحكومة.
وبعد أيام قليلة من إقامة مراسم الثورة الحكومية الباهتة، أظهرت مقاطع الفيديو المرسلة من المواطنين في مختلف المدن مثل شيراز، يزد، طهران، برند، شازند، بوكان، هشتغرد وكامياران، احتجاجات العديد من الناس ضد الانقطاع المتكرر للكهرباء.
وفي مدينة أراك، خرج السكان مجددًا للاحتجاج على سوء إدارة قضية تلوث الهواء، وفي الوقت نفسه، شهدت دهدشت مظاهرات ليلية ضد الحكومة لليلة الثالثة على التوالي.
ومنذ بداية العام الإيراني (يبدأ في 20 مارس/آذار)، سواء في الصيف أو الشتاء، شهد العديد من المدن انقطاع الكهرباء بشكل متكرر. وقد تسببت هذه الانقطاعات في مشكلات متعددة للمواطنين.
هذه الانقطاعات لا تقتصر على تعطيل حياة المواطنين اليومية فقط، بل تسببت أيضًا في تحديات خطيرة للأعمال التجارية في البلاد.
المعاناة بسبب انقطع الكهرباء
وأرسل المواطنون مقاطع فيديو من مدن مختلفة إلى "إيران إنترناشيونال"، يعبرون فيها عن معاناتهم بسبب انقطاع الكهرباء.
في أحد الفيديوهات، أشار مواطن إلى انقطاع الكهرباء وقال: "هذه هي قمم التقدم التي قال السيد خامنئي بلا شرف إننا وصلنا إليها ولن نتفاوض".
ويعمل نظام التدفئة في العديد من المباني باستخدام أجهزة التدفئة المركزية، ومع انقطاع الكهرباء، تتعطل تدفئة المواطنين. كما أن انقطاع الكهرباء في المباني السكنية يؤدي إلى تعطيل المصاعد، وفي العديد من مواقف السيارات التي تعتمد على الكهرباء، يتسبب انقطاع الكهرباء في إرباك المواطنين.
هذه المشكلات أثرت أيضًا على أعمال الناس. العديد من المحلات التجارية تعتمد على الكهرباء لتشغيل الستائر الكهربائية، مما أدى إلى تعطل الأعمال التجارية للمواطنين.
مشكلات تبدو بسيطة، لكنها في الواقع عطلت حياة ملايين المواطنين في إيران بشكل كبير ومتسلسل.
وإطلاق الشعارات من النوافذ في المساء، كان من بين أشكال الاحتجاجات التي ظهرت في السنوات السابقة، مثل احتجاجات عام 2009، 2019 و2022.
في مدينة أراك، خرج الناس مجددًا للاحتجاج على تلوث الهواء. وتُعد أراك من المناطق التي تعاني من تلوث الهواء بسبب قربها من محطات توليد الطاقة والمرافق الصناعية، ومع ذلك، فقد تفاقم هذا التلوث هذا العام.
ورفع المحتجون في أراك شعارات مثل: "أراك.. اصرخ من أجل حقك" و"أراك في تدهور.. والمجلس لا يهتم".
ومن مدينة همدان، أرسل أحد المواطنين فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" حول حرق المازوت في محطة مفتح في مدينة "كبودر آهنغ"، وقال: "تشكّل سحابة من التلوث في هذه المنطقة".
مظاهرات احتجاجية
في الوقت نفسه، ووفقًا للتقارير الواردة إلى "إيران إنترناشيونال"، تظاهر المواطنون في ميدان المدينة في دهدشت بمحافظة كهكيلويه وبوير أحمد مساء الثلاثاء 11 فبراير (شباط)، لليلة الثالثة على التوالي.
ورفع المحتجون شعارات مثل "الموت للديكتاتور"، "هذا العام عام الدم، سيد علي في السقوط"، و"الموت للجمهورية الإسلامية".
ووفقًا للمعلومات الواردة، اعتقلت قوات الأمن والشرطة ما لا يقل عن ستة أشخاص من بينهم امرأتان خلال هذه التظاهرة. وفي التظاهرات التي جرت في الليالي السابقة، تم اعتقال ما لا يقل عن أربعة محتجين.
واليوم، الأربعاء 12 فبراير (شباط)، تم إغلاق المرافق الإدارية والمدارس والبنوك في 24 محافظة إيرانية بسبب ما قالت الحكومة إنه "إدارة استهلاك الطاقة".
في السابق، كان يتم الإعلان عن انقطاعات الكهرباء في طهران، لكن من ظهر الثلاثاء، تم نشر تقارير من المواطنين حول انقطاع الكهرباء غير المخطط له في مناطق مثل نارمك، طهران بارس، باسداران، شهرك غرب وبعض المناطق في وسط طهران.
ومنذ ساعات المساء الأولى، ترافق انقطاع الكهرباء في بعض المناطق مع إطلاق شعارات احتجاجية ليلية.
وأعلنت شركة "توانير" أن السبب في الانقطاعات غير المخطط لها هو عدم وصول الغاز إلى محطات توليد الكهرباء، وأشار محمد الله داد، نائب رئيس شركة "توانير"، إلى أن أزمة الكهرباء ستستمر قائلاً: "المشكلة لن تُحل فجأة، ولن يتم حل أزمة الكهرباء بشكل كامل حتى عام 2026".
أوضاع غير مقبولة
من جانبه، صرح محمد رضا عارف، نائب الرئيس الإيراني، بأن الأضرار التي لحقت بصناعة الكهرباء والغاز بسبب الانقطاعات بلغت 90 ألف مليار تومان، وأن هذا "غير مقبول" من قبل الحكومة.
ووعد عارف بالتخطيط لتوسيع قدرة الكهرباء بمقدار 10 آلاف ميغاوات من خلال تجديد محطات الطاقة واستخدام الطاقة الشمسية من أجل الصيف القادم.
وتواجه إيران مشكلات هيكلية متعددة الأبعاد. بالإضافة إلى تقادم شبكة إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز، هناك مشكلة أخرى تتعلق بثبات أسعار البنزين التي تشكلت في ظل العقوبات، مما جعل الحكومة تواجه صعوبة في توفير البنزين.
وفي وقتٍ متزامن مع خطة مشتركة بين الحكومة والبرلمان لتغيير نظام تخصيص البنزين، عبّر عبد الرضا رحماني فضلي، وزير الداخلية في حكومة حسن روحاني، عن قلقه من تراكم الغضب في المجتمع، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي أسوأ بكثير من أحداث نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.