"الحرب الاقتصادية" مع أميركا.. وهجوم بزشكيان على ترامب.. والتراجع الحاد للعملة
![](https://i.iranintl.com/images/rdk9umy0/production/ff8c60c6730b1e4f446b9c241c86edbeacce967d-1200x930.jpg?rect=0,128,1200,675&w=992&h=558&fit=crop&auto=format)
ذكرى انتصار الثورة الإيرانية، والموقف من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، والارتفاع الكبير للدولار والذهب مقابل انهيار التومان الإيراني، هي الملفات الرئيسية التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 11 فبراير (شباط).
صحف موالية كثيرة سلطت الضوء على المسيرات والاحتفالات المناصرة للنظام بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإيرانية، واعتبرت أن هذا الحضور الشعبي هو رد على الضغوط والمواقف المناهضة للنظام داخليا وخارجيا، وأن النظام السياسي اليوم لم يفقد شعبيته كما يروج ذلك المعارضون له.
صحف عدة إصلاحية وأصولية أبرزت تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان خلال كلمته أثناء تجمعات احتفالية حضرها المسؤولون الحكوميون بمناسبة ذكرى انتصار الثورة، والتي هاجم فيها الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب، متفقا بذلك في موقفه مع موقف المرشد الذي أعلنه الجمعة الماضي، ورفض خلاله إجراء مفاوضات مع واشنطن، معتبرا المفاوضات "غير شريفة" و"غير ذكية".
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، والتي كانت قبل أيام من المتحمسين للدعوة إلى المفاوضات، عنونت اليوم في مانشيتها: "بزشكيان يتفق مع خامنئي في الموقف من ترامب"، فيما كتبت صحيفة "ستاره صبح": "حرب اقتصادية مكتملة الأركان"، وقالت إن إيران بعد هذا التصعيد تدخل عمليا في حرب اقتصادية شاملة ومكتملة الأركان مع الولايات المتحدة الأميركية.
صحف أخرى مثل "اطلاعات" نقلت عن خبراء اقتصاديين قولهم إن الدولار- الذي تجاوز 93 ألف تومان للمرة الأولى في تاريخ الاقتصاد الإيراني- من المتوقع أن يرتفع أكثر في ظل الأزمة الراهنة.
صحف أصولية ومتشددة باركت لبزشكيان موقفه الداعم لخطاب المرشد وتصريحاته، وقالت إن بزشكيان لم يتأثر بارتفاع سعر الدولار أو الضغوط التي يتعرض لها من قبل مساعديه "المرضى"، واعتبر كلام خامنئي بأنه "فصل الخطاب".
كما أشادت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، بموقف بزشكيان وهجومه على ترامب، وقالت إن هذه التصريحات الصريحة والحاسمة تحولت إلى خبر أول في وسائل الإعلام العالمية والمعارضة للنظام الإيراني.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جوان": خطاب بزشكيان "رائع" وتفوق على الرؤساء السابقين
أشادت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بخطاب الرئيس مسعود بزشكيان في احتفال انتصار الثورة الإيرانية أمس الاثنين، وقالت إن هذا الخطاب كان رائعا من عدة وجوه، منها أنه ذكر المرشد خامنئي أكثر من 20 مرة، واعتبر مواقفه بأنها "فصل الخطاب" في التعامل مع واشنطن.
وأضافت أنه "أكد حقيقة مقولة أن الولايات المتحدة الأميركية ليست راغبة أساسا في المفاوضات، حتى نختلف حول أن نتفاوض أو لا نتفاوض مع ترامب".
وقالت الصحيفة إن الرئيس بزشكيان قد تفوق على الرؤساء السابقين الذين كانت تصريحاتهم ومواقفهم تفاقم الشرخ والخلافات الضمنية بينهم وبين خامنئي، ويُفرحون أميركا بتصريحاتهم التي تخلق القطبية داخل إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "يجب أن نبارك لبزشكيان، لأن ارتفاع سعر الدولار والضغوط التي تمارس عليه من قبل المستشارين والمسؤولين المرضى الذين حوله لم ترهبه، وأشار إلى أن أميركا لو كانت تريد المفاوضات حقا لما ارتكبت هذه الحماقة"، في إشارة إلى "توقيع ترامب أمرا تنفيذيا يطالب طهران بالاستسلام الكامل"، حسب الصحيفة.
"اطلاعات": البنك المركزي الإيراني لا يبالي بالضغوط التي يتعرض لها الإيرانيون
أشار الخبير الاقتصادي آلبرت بغزيان إلى القفزة الكبيرة في أسعار العملات الأجنبية والذهب في إيران، والانهيار التاريخي في قيمة العملة الإيرانية، وقال: "هذا الوضع يحدث في ظل صمت للبنك المركزي ووزارة الاقتصاد، وهذا الصمت المستمر يدعو للاستغراب والأسف".
وأضاف بغزيان: "هذا الأمر يكشف أن البنك المركزي يرغب في أن يشهد ارتفاع سعر الدولار أكثر من ذلك. ويبدو أن البنك المركزي ووزارة الاقتصاد لم يعد يهمهما ما يتحمله المواطنون من ضغوط كبيرة".
ورأى الكاتب أنه في ظل التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة الأميركية فإن سعر الدولار سيرتفع بكل تأكيد في ظل هذا النهج الذي يعتمده الساسة وصناع القرار في طهران.
"هم ميهن": موقف خامنئي من المفاوضات "تكتيكي وليس استراتيجيا"
قالت صحيفة "هم ميهن" إنه لا ينبغي الإسراع في حسم موضوع المفاوضات مع أميركا، ونفي كل السيناريوهات القادمة، معتبرة أن كلام خامنئي الذي يستند إليه المعارضون للمفاوضات لم يكن "استراتيجيا وإنما كان تكتيكيا"، وعلى ذلك لا ينبغي أن يبالغ الأصوليون بالفرح والابتهاج، ولا ينبغي على الإصلاحيين أن يقنطوا وييأسوا من المستقبل.
"جمهوري إسلامي": تخوين أنصار المفاوضات وسيلة غير مناسبة لإقناع الرأي العام الإيراني
انتقد الكاتب مسيح مهاجري، مدير تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، الهجمة الشرسة التي يشنها الأصوليون على الداعين إلى المفاوضات، وقال إن وصف من يعتقدون بضرورة المفاوضات مع أميركا بأنهم مندسون وخونة ومجانين، والتهديد بمعاقبتهم من قبل بعض نواب البرلمان، لا ينسجم مع الدستور الإيراني.
كما لفت الكاتب إلى أن بعض الأصوليين يصف أنصار المفاوضات مع أميركا بأنهم "بلا إدراك وخونة"، وهذه الطريقة في التعامل والنقد لا تنطبق مع تعاليم الدين الإسلامي، وليست مجدية في إقناع الرأي العام الإيراني، ناهيك عن أنها تتعارض مع مواد الدستور الإيراني، حسب تعبير الكاتب.