مذكرين إياه بوعده السابق بالتنحي حال فشله..إيرانيون يطالبون بزشكيان بالاستقالة
![](https://i.iranintl.com/images/rdk9umy0/production/9dedaa03e65370d5ff932761ace87934553f6115-992x558.webp?w=992&h=558&fit=crop&auto=format)
دعا العديد من الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى استقالة الرئيس مسعود بزشكيان، مذكرين إياه بوعده السابق بالتنحي إذا فشل في حل مشكلة العقوبات الأميركية.
وتصاعدت المطالبات باستقالته بعد خطاب المرشد علي خامنئي يوم الجمعة، حيث رفض بشكل قاطع أي مفاوضات مع الولايات المتحدة، وهو ما بدا متناقضًا مع تصريحاته السابقة في 28 يناير (كانون الثاني)، حين تحدث عن "إبرام صفقة"، ما فُسِّر آنذاك على أنه إشارة ضمنية للانفتاح على الحوار.
جدير بالذكر أن الإيرانيين، الذين يندمون الآن على التصويت لصالح مسعود بزشكيان أو يدعون لاستقالته، باتوا يعتقدون أنه يفتقر إلى القوة لتغيير المسار الاقتصادي المتدهور في البلاد. وقد ذكروه بوعوده في حملة الانتخابات بأنه سيتنحى إذا فشل في الوفاء بتعهداته.
وشملت هذه الوعود رفع العقوبات الأميركية من خلال المفاوضات، ورفع فلترة الإنترنت، ووقف العنف ضد النساء بسبب الحجاب.
وكتب الصحفي مصطفى دانداه في تغريدة: "كنت سأستقيل في نفس اليوم إذا كنت مكان بزشكيان… كنت سأقول [للذين يتخذون القرارات]: تحملوا مسؤولية البلاد بأنفسكم، وداعًا".
وخلال حملته الانتخابية، انتقد بزشكيان سياسة اقتصار علاقات إيران الخارجية على دول الكتلة الشرقية—الصين وروسيا—مؤكدًا الحاجة إلى توسيع العلاقات، بما في ذلك مع الولايات المتحدة.
كما جادل بأن التعامل مع التحديات العالمية، وخاصة العقوبات الأميركية القاسية على التجارة الدولية لإيران، يتطلب نهجًا دبلوماسيًا أكثر شمولًا.
وفي مقابلة منتصف يناير مع NBC، قبل أن يتولى دونالد ترامب منصبه رسميًا، قال الرئيس الإيراني إن طهران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن إيران ملتزمة بالسلام وتخفيف التوترات في المنطقة وعلى الصعيد العالمي، لكنه أصر على أن طهران لن تخضع للقوة بأي شكل من الأشكال.
تجمّع مستخدمو (إكس) حول هاشتاغ #استقالة_بزشكيان، مُنتقدين الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. وأشار العديد منهم إلى تأثير العقوبات الأميركية الصارمة التي تم إعادة فرضها الأسبوع الماضي، ما تسبب في مزيد من انخفاض العملة الوطنية وارتفاع التضخم.
وقال جواد آقائي، وهو أخصائي نفسي ويملك حوالي 1300 متابع على إكس: "ألم تكن سنتان من التضخم أحادي الرقم بعد الاتفاق النووي في 2015 إنجازًا؟ التضخم هو القضية الرئيسية في البلاد. إذا كان التعامل مع التضخم، والعقوبات، والفلترة، والمفاوضات—وهي الوعود الأربعة الرئيسية التي قدمها بزشكيان—قد وصل إلى هذا المأزق، فإن استقالته ستكون خطوة مشرفة".
من جهة أخرى، حثَّ البعض بزشكيان على الصبر، معتبرين أن استقالته قد تجعل الأمور أسوأ للشعب الإيراني.
وكتب غُرْبَنايِلي سَلَاوَتِيَان، وهو مُحارِب سابق في حرب إيران والعراق وشخصية ثقافية يمتلك أكثر من 50,000 متابع على إكس، في منشور يوم الأحد: "لو كنت لا أحب إيران، لكان من الممكن أن أطلب من بزشكيان الاستقالة ليحل مكانه خصمه المتشدد سعيد جليلي. لكن بما أننا نعرف الكارثة التي ستحدث، ولأننا نحب إيران وشعبها، أدعوك، سيد بزشكيان، للبقاء والقتال من أجل إيران وشعبها".
وفي يوم السبت، أول أيام الأسبوع في إيران، انخفضت العملة الإيرانية إلى ما يقرب من 90 ألف تومان مقابل الدولار الأميركي في رد فعل على رفض خامنئي للمفاوضات. وأشارت التقارير الأولية يوم الأحد إلى استمرار الانخفاض، حيث بلغ الدولار 91 ألف تومان. وعلى مدار العام الماضي، أدى انهيار العملة إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية بنحو 50 في المائة.
ويصر المتشددون والمتشددون للغاية على أن خطاب خامنئي يوم الجمعة، الذي ألقاه بعد أن أعاد ترامب فرض سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، على الرغم من قوله إنه يفضل صفقة مع طهران، كان "الكلمة الأخيرة" للمرشد.
من ناحية أخرى، يرى بعض المؤيدين للمفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران تصريحات خامنئي على أنها ليست رفضا للمفاوضات، بل باعتبارها "تكتيكًا" مع التركيز على ضرورة وجود نتائج واضحة، مثل رفع العقوبات، بدلاً من الدخول في مفاوضات غير مثمرة.