عصا ترامب.. والانقسام حول المفاوضات.. ومخاوف السقوط من الداخل
![](https://i.iranintl.com/images/rdk9umy0/production/c505cb33dee530d956271f5d200e75d256cf2a49-1200x862.jpg?rect=0,94,1200,675&w=992&h=558&fit=crop&auto=format)
يستمر غموض الموقف الأميركي وطريقة تعامله مع إيران في عهد ترامب إذ إن نهج الرئيس الأميركي الجديد لا يزال يتسم بعدم الوضوح في الطريقة التي سيعتمد عليها في التعامل مع الملف الإيراني.
وجميع الأطراف لا تزال تجد في مواقف ترامب زوايا تستطيع أن تبرر بها قراءاتها للموقف وانعكاساته، فالراغبون في الصدام والمواجهة يلتمسون في جوانب من تصريحات ترامب تلك التي تكشف عن عزم الإدارة الأميركية الجديدة استخدام القوة والعقوبات كردع أمام إيران.
في المقابل هناك أبعاد أخرى من كلام وتصريحات ترامب تعزز فرضية من يتوقعون اتفاقا وتفاهما بين طهران وواشنطن في العهد الجديد.
والصحف الإيرانية اليومية هي خير ما يعكس هذه الحالة؛ إذ إن الصحف الراغبة في تهدئة الأوضاع تحاول أن تركز على الجوانب الإيجابية في تصريحات ترامب تجاه إيران والاتفاق معها، فيما تبرز الصحف الرافضة لتطبيع العلاقات بين طهران وواشنطن ما يظهره ترامب من تصريحات هجومية وتصعيدية ضد إيران.
وقد استخدمت صحيفة "كيهان" الأصولية المعارضة للمفاوضات عنوانا عريضا في صفحتها الأولى وكتبت عن الموضوع: "ليستمع أنصار المفاوضات مع أميركا إلى الرد الوقح من ترامب".
وقالت صحف أصولية أخرى مثل "فرهيختكان" و"وطن امروز" إن ترامب بمواقفه وسياساته الأخيرة يكشف أنه يعمل على زيادة الخلافات بين المسؤولين الإيرانيين وإضعاف الجبهة الداخلية لخلق الفوضى والاضطرابات في الفترة المقبلة داخل إيران.
والآن إلى قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"سازندكي": ترامب يرفع عصا العقوبات على إيران
أجرت صحيفة "سازندكي" حوارا مع حسين مرعشي أمين عام حزب كوادر البناء الذي أشار إلى تصريحات ترامب حول إيران وتأكيده على عزم إدارته منع طهران من الوصول إلى السلاح النووي، وقال إن تأكيد ترامب على قضية متفق عليها من جانب إيران يكشف أن موقفه من طهران إيجابي وأن سلوكه تغير عن السابق.
ولفت هذا السياسي إلى أن أي شكل من المفاوضات الآن بين طهران وواشنطن ليس بإمكانها أن تفتح الطريق نحو مستقبل أفضل لكن المصالح الاقتصادية المشتركة بين طهران وواشنطن من شأنها أن تقلل من حجم التوتر بين البلدين وإنهاء الخصومة بينهما.
وذكر مرعشي أيضا أن خط إيران الأحمر في المفاوضات القادمة سيكون قضية الصواريخ، حيث لن تقبل التفاوض على هذا الموضوع.
من جانبه قال الكاتب والدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد في مقال له بالصحيفة أيضا، إن ترامب ترك الباب مفتوحا للتفاوض والتفاهم مع إيران لكنه رفع بجانبه عصا العقوبات، معتقدا أن العقوبات ضد طهران ستكون صعبة وأنه بحاجة لإظهار القوة وتخويف طهران من مغبة عدم التوصل لاتفاق مع إدارته.
"هم ميهن": غياب صوت موحد من إيران تجاه المفاوضات.. وظروف البلاد شبيهة بنهاية الحرب مع العراق
قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إنه وعلى الرغم من الظرف الحساس الذي تمر به إيران وتراكم المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها البلاد فإن النظام السياسي في إيران لم يصل بعد إلى إجماع حول الطريقة التي يتوجب اعتمادها في الفترة القادمة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يسمع صوت واحد من المسؤولين وصناع القرار في إيران حول ملف المفاوضات والحوار مع أميركا، فليس معلوما حتى الآن من هو الذي يقود ملف المفاوضات عن الجانب الإيراني، فمن جهة نجد علي شمخاني يعرف نفسه بأنه المسؤول عن هذا الملف، لكن من جهة أخرى تؤكد وزارة الخارجية بأن الملف بيد الخارجية ويقوده وزير الخارجية عباس عراقجي.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الظرف الذي تمر به إيران اليوم هو شبيه بواقعها في عام 1988 عندما كانت كل الطرق مغلقة أمام البلد وأن خطوة الرئيس هاشمي رفسنجاني في شرح واقع البلاد وما تمر به من صعوبات على كافة الأصعدة للمرشد السابق الخميني الذي اقتنع أخيرا بأن وضع إيران يتطلب قبول وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع العراق.
وأكدت على ضرورة أن تكرس طهران كافة إمكانياتها وخبراتها لتجاوز "عقبة ترامب" التي أصبحت تلقي بظلالها على كافة المشاكل والتحديات أمام البلد.
وقالت الصحيفة إنه من الأفضل أن يقوم الرئيس مسعود بزشكيان وحتى يوم الجمعة القادم بتوضيح وبيان موقف إيران من المفاوضات بعد أن يأخذ الموافقة والتأييد من خامنئي.
"وطن امروز": ترامب يريد خلق الفوضى وسقوط إيران من الداخل
أشارت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري إلى قرار ترامب التنفيذي لتصفير صادرات النفط الإيرانية وكتبت أن استعجال المسؤولين الإيرانيين في الرد على ترامب كشف مدى ضحالة ردهم وانفعالهم أمام الرئيس الأميركي الذي يحاول خلق الفرقة وتمزيق وحدة الصف بين المسؤولين الإيرانيين.
وزعمت الصحيفة أن قرار ترامب يراد منه مضاعفة الخلافات بين المسؤولين في إيران لإضعاف البلاد من الداخل والانتهاء بالفوضى و"السقوط الداخلي" حسب تعبير الصحيفة.