هجوم خامنئي على واشنطن.. و"سقوط" سوريا أضعف المقاومة.. ولقاء ترامب ونتانياهو
الوضع الاقتصادي المتردي، والخلافات الداخلية حول الموقف من العلاقة مع الغرب، هما الملفان الأكثر حضورا في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 3 فبراير (شباط).
الصحف أيضا أشارت إلى آخر المحاولات الرامية لتخفيف حدة العزلة الدولية التي تعيشها إيران، وقالت إن محاولات الحكومة والبرلمان لتمهيد الطريق لقبول انضمام إيران إلى منظمة "FATF" تعكس إدراك خطورة الوضع الراهن، وأهمية البحث عن سبيل للخروج منه.
صحيفة "جهان صنعت" أشارت إلى محاولات "عرقلة" بعض الأطراف والشخصيات هذه المساعي، والتي لا تريد أن تنضم طهران إلى "FATF" بحجة أنها "ستقيد" قدرتها على دعم حلفائها في المنطقة.
صحيفة "جمهوري إسلامي" شنت هجومها على البرلمان، الذي لم يحسم في اجتماعه أمس الموقف من "FATF"، وادعى المتحدث باسمه أن الانضمام إلى هذه المنظمة لن يساعد إيران على تحسن وضعها الحالي، إذ إن المشكلة الأساسية تكمن في العقوبات الأميركية.
صحيفة "هم ميهن" عنونت بخط عريض حول اجتماع البرلمان وكتبت: "اجتماع ضد FATF"، مشككة في أن يكون هذا البرلمان ممثلا لإرادة الشعب الإيراني، إذ إن معظم نوابه دخلوا البرلمان خلال انتخابات قاطعها أكثرية الإيرانيين.
من الملفات الأخرى التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم هي تصريحات المرشد علي خامنئي، التي هاجم فيها الولايات المتحدة الأميركية، ووصفها بـ"الكاذبة" و"المعتدية"، وهي تصريحات يستشف منها معارضة خامنئي لملف المفاوضات، الذي يحاول التيار الحكومي الترويج له وتمهيد الطريق في سبيله.
كما دافع خامنئي عن شعار "الموت لأميركا" في المظاهرات التي ينظمها أنصاره، وكذلك خلال صلاة الجمع، والفعاليات الأخرى، معتبرا ذلك دليلا على "شجاعة الشعب الإيراني".
في شأن آخر، اهتمت بعض الصحف بزيارة تفقدية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لمعرض عسكري تابع لوزارة الدفاع الإيرانية، وقال خلاله إن تقنيات الصواريخ الباليستية والأقمار الصناعية في إيران تهدف إلى تحقيق الردع، وليس الهجوم.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": لقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن سيركز على ملف إيران
في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي" قال الكاتب والمحلل السياسي علي بيكدلي إن ترامب حتى الآن التزم الصمت تجاه طريقة تعامله مع إيران، والسبب الرئيسي في ذلك يمكن أن يرجع إلى انتظار الرئيس الأميركي لقاء نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن.
وذكر الكاتب أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للولايات المتحدة تشكل أهمية، لأن نتنياهو سيركز فيها على إيران وطريقة التعامل معها، وسيتبلور موقف ترامب من الملف الإيراني بعد هذه الزيارة.
الكاتب قال إنه من المستبعد جدا أن تتم الموافقة بين ترامب ونتيناهو على شن هجمات عسكرية على إيران، بسبب موقف ترامب ومعارضته.
وأضاف علي بيكدلي: رغم أن نتنياهو قال إنه مستعد لشن هذه الهجمات بمفرده، فإن ذلك يأتي في إطار الدعاية الإعلامية، لأن إسرائيل غير قادرة على اتخاذ هذه الخطوة إذا عارضتها أميركا، خاصة إذا كانت المنطقة تسير نحو التهدئة والاستقرار.
"اعتماد": إضعاف محور المقاومة تعمق بعد "سقوط" سوريا
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية قال الخبير في الشؤون الإقليمية محسن جليلوند، إن محور المقاومة ضعف بشكل ملحوظ في العامين الأخيرين، لكن ضعفه وإضعافه تعمق أكثر بـ"سقوط" سوريا التي كانت تشكل أهمية كبرى بالنسبة للمحور واستمرار فاعليته.
الكاتب أشار إلى بعض القراءات والتحليلات في إيران، حيث يرى بعض المسؤولين- مثل وزير الخارجية عباس عراقجي- أن الهدف القادم هو إيران، فيما يرى مسؤولون آخرون أن الهدف القادم سيكون العراق وليس إيران.
الكاتب أشار إلى أبعاد تدخل النظام الإيراني في سوريا وبداية الأخطاء التي وقعت فيها طهران، لافتا إلى أن بعض المسؤولين الإيرانيين آنذاك وتحديدا في بداية الأزمة السورية عام 2011 كانوا يرفضون دخول طهران إلى جانب النظام السوري، ويؤكدون على ضرورة أن تقف إيران بجانب الشعوب وليس العكس، منوها إلى موقف الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني الذي شدد وقتها على ضرورة عدم الانخراط في دعم الأسد على حساب شعبه. وقال الكاتب إن هذه المواقف ظهرت منطقيتها وصوابها الآن.
"جمهوري إسلامي": المعارضون للانضمام إلى "FATF" هم سبب الخسائر التي حلت بإيران
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" المعارضين لانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، وأشارت إلى اجتماع البرلمان أمس الأحد لمناقشة هذا الملف الشائك، منتقدة تصريحات المتحدث باسم اللجنة الرئاسية في البرلمان، حيث قال إن مراجعة ملف "FATF" كشفت أن معظم التبادلات المصرفية الإيرانية متأثرة بالعقوبات الأميركية، ولا تأثير لانضمام إيران إلى "FATF" على واقع البلد وظروفه الاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى مواقف الخبراء الاقتصاديين، وعدد آخر من المسؤولين في الحكومة ومسؤولي الغرف التجارية والملفات المالية إلى أهمية انضمام إيران إلى هذه المنظمة الدولية، وتأكيد عدم إمكانية التبادل المالي السليم مع دول العالم ما لم يتم انضمام طهران إلى "FATF".
وأضافت: لا نعرف من أين خلص هذا الاجتماع للبرلمان إلى هذه النتيجة التي تتعارض مع كل ما يصرح به الخبراء المعنيون؟.
وختمت الصحيفة بالقول إن المعارضين لانضمام طهران إلى "FATF" هم أول من يتحمل المسؤولية في كل الخسائر التي لحقت بإيران والوضع المعيشي المتدهور للإيرانيين اليوم.