صحف إيران:

الواقع المعيشي الرهيب.. والفرص المحدودة أمام طهران.. و"عبادة الظلام"

تستمر أسعار العُملات الأجنبية في الارتفاع على حساب التومان الإيراني، الذي يعيش أسوأ أوضاعه في التاريخ الحديث؛ حيث لا يتوقف تراجعه منذ أسابيع، خصوصًا بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض وصعوبة التوصل لاتفاق مع إيران حول ملفها النووي وغيرها من القضايا المختلف عليها.

وتناولت الصحف الإيرانية الصادرة يوم الأحد 2 فبراير (شباط)، هذا الموضوع وتساءل بعضها، مثل "مردم سالاري"، عن سبب استمرار تراجع قيمة التومان الإيراني مقابل الدولار الأميركي والعملات الصعبة الأخرى، مؤكدة أن محاولة بعض الأطراف المتشددة في إيران إجبار الحكومة على سياسات معينة ستعود بالضرر على الاقتصاد الإيراني وحياة الشعب، الذي بات يُسحق أمام هذا الواقع المعيشي الرهيب.

ورأت صحف أخرى أن المفاوضات والدخول في طريق الاتفاق الحقيقي مع إدارة ترامب هو النهج الأسلم أمام إيران في المرحلة المقبلة.

وفي شأن متصل أشارت صحيفة "عصر قانون" إلى تصريحات محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، الذي دعا إلى تفاوض طهران مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبر شخصيات من داخل الولايات المتحدة، بدلاً من اللجوء إلى دول وسيطة.

وقال واعظي، في مقابلة مع شبكة "إيران 24" الإخبارية، إن "الدول الوسيطة تسعى إلى حل مشكلاتها الخاصة من خلال الوساطة، وقد لا تنقل آراء الطرفين بدقة".

وذكرت صحيفة "هم ميهن" أن الفرص أمام إيران باتت محدودة، ويجب عليها أن تبادر، وبسرعة، باتخاذ القرارات المهمة والفاعلة في سبيل خلق واقع جديد وظروف أفضل.

وأشارت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري والمنتقدة لدعوات التفاوض، إلى تحمس الإصلاحيين لشخصية ترامب؛ حيث يذكر بعضهم بإعجاب الصلاحيات الواسعة، التي يخولها النظام السياسي الأميركي للرئيس المنتخب من قِبل الشعب، ويقولون يا ليت للرئيس الإيراني صلاحيات مثل الرئيس الأميركي بحيث يصبح قادرًا على إصدار قرارات تنفيذية فور وصوله إلى الحكم.

وقالت الصحيفة إن ترامب أصبح كالسراج الذي ينير درب الإصلاحيين، وإنهم معجبون به للغاية وهذا هو عين "عبادة الظلام"، حسب تعبير الصحيفة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"ستاره صبح": لماذا يستمر التومان الإيراني بالانهيار رغم أخبار المفاوضات؟
لفتت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية إلى أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب والعملات الصعبة في إيران دليل على أن الأسواق غير متفائلة، إزاء التقارير والأخبار التي تتحدث عن احتمالية المفاوضات بين إيران والقوى الغربية، وما يترتب على ذلك من رفع للعقوبات.

وذكرت الصحيفة، نقلاً عن الخبير في الشؤون الاقتصادية، وحيد شقاقي، أن السبب وراء عدم تأثير هذه الأخبار الإيجابية على سوق العملة والذهب في إيران يعود إلى وجود ترامب في البيت الأبيض، وسيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين؛ حيث جعل ذلك من أمر المفاوضات موضوعًا صعبًا وشائكًا، معتقدًا أن المفاوضات مع أميركا في عهد بايدن كانت أسهل، لكن إيران أضاعت تلك الفرصة.

"اطلاعات": المتطرفون في إيران يتناغمون في مواقفهم مع إسرائيل
قالت صحيفة "اطلاعات"، المقربة من الحكومة، إن المتطرفين الذين نظموا وقفات احتجاجية قبل أيام، طالبوا فيها بإعدام بعض أعضاء حكومة بزشكيان، بسبب مواقفهم من المفاوضات والاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، يتناغمون في مواقفهم مع إسرائيل، مؤكدة أن هذا التيار هو الذي عرقل المفاوضات، التي كانت مقررة في عهد الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي.

وأوضحت الصحيفة أنه كانت هناك فرص كثيرة للتفاوض بين إيران والغرب، خلال السنوات الماضية، خصوصًا في عهد حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، لكن المستفيدين من العقوبات في الداخل الإيراني عرقلوا هذه المفاوضات، بزعم أن شتاء قارسًا سيحل بالدول الأوروبية بسبب أزمة الطاقة لديها، ما يجبرها على تقديم امتيازات لإيران، التي تمتلك الطاقة، لكن تبين في المحصلة أن لا شيء من ذلك تحقق، ولم تنجح توقعات هؤلاء المتطرفين ووعودهم الفارغة.

"آرمان امروز": لا أفق إيجابية للاتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأميركية
قال رئيس الغرفة التجارية الإيرانية السابق، حسن سلاح ورزي، في تصريحات نقلتها صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية، إنه على الرغم من الأخبار الإيجابية والمتفائلة حول موضوع المفاوضات النووية، فإنه لا يرى أي أفق إيجابية من إمكانية التوصل لاتفاق على المدى القريب.

وشدد سلاح ورزي على أن أي تحسن في الوضع الراهن بإيران مشروط بحصول اتفاق كبير يساهم في عودة الاستثمارات الأجنبية إلى الداخل الإيراني، لافتًا إلى أن معظم المستثمرين الأجانب هربوا خلال الفترة الأولى من رئاسة ترامب، ولم يبق منهم إلا القليل، الذين خاطروا وغامروا ليبقوا في أعمالهم ومشاريعهم بإيران، ولكن هؤلاء الباقين أيضًا يواجهون مشاكل أخرى تفرضها العراقيل الداخلية، التي تضعها إيران أمامهم.

وأشار الكاتب إلى خروج المستثمرين السعوديين والإماراتيين من إيران في الفترة الأخيرة، وقال إن هؤلاء المستثمرين لم يخرجوا من إيران خلال السنوات الماضية، رغم الكثير من المشاكل التي كانت موجودة، مثل التوتر في العلاقات والهجوم على السفارة السعودية في إيران، لكن خروجهم الآن وبهذا الشكل، وفي ظل العلاقات السياسية الجيدة مقارنة مع السابق، يوحي بأن لديهم أخبارًا خاصة لم تسمع بها الأطراف الأخرى بعد، تجعلهم يقررون الانسحاب من إيران وإنهاء استثماراتهم.