صحافية سويدية تؤكد تقارير "إيران إنترناشيونال": لوبي سويدي يعمل لصالح إيران بإشراف ظريف

كتبت الصحافية المستقلة في صحيفة "إكسبريسن" السويدية، صوفي لوينمارك، تعليقًا على تقرير بثته قناة "تي في 4" حول انضمام روزبه بارسى، رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد الشؤون الدولية السويدي، إلى شبكة نفوذ تابعة للنظام الإيراني.

وفيما يلي نص التعليق:

روزبه بارسى، رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد الشؤون الدولية السويدي، وشقيق تريتا بارسى الرئيس السابق للمجلس الوطني الإيراني الأميركي (ناياك) الذي اتُهم بالضغط لصالح النظام الإيراني، لم يكن مفاجئًا الكشف عن ارتباطه بشبكة نفوذ تابعة للنظام الإيراني.

وفي الواقع، لم يفاجأ سوى عدد قليل من الإيرانيين المقيمين في السويد والمهتمين بالشأن الإيراني من الكشف الذي أجرته قناة "تي في 4". روزبه بارسى، رئيس قسم الشرق الأوسط في معهد السياسة الخارجية السويدي، كان عضوًا في شبكة نفوذ تابعة لنظام طهران الإسلامي.

وهذه الشبكة، التي تحمل اسم "مشروع خبراء إيران"، كانت تعمل تحت إشراف جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني الأسبق والمساعد الحالي للرئيس الإيراني.

وتم الكشف عن هذا الأمر بفضل جهود قناة "إيران إنترناشيونال" في لندن. وقد تمكنت هذه القناة من الوصول إلى آلاف الرسائل الإلكترونية المتبادلة والمكشوفة بين دبلوماسيين من إيران، ومحللين، وباحثين. وتُظهر هذه الرسائل أن أفرادًا مختارين وذوي نفوذ، بما في ذلك بارسى، حاولوا توجيه الخطاب السياسي في الغرب لصالح نظام طهران.

يذكر أن روزبه بارسى كان عضوًا في المجموعة الرئيسية للشبكة؛ وهي مجموعة تتكون من إيرانيين من الجيل الثاني، جميعهم شغلوا مناصب رفيعة المستوى في مراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية الدولية. وفي هذه الوثائق، وُصف بارسى بأنه شخص يجب أن يكون حاضرًا في هذه المجموعة. وكان حاضرًا في الاجتماع الأول للشبكة في فيينا إلى جانب وزير الخارجية الإيراني.

كان الهدف من هذه الشبكة تعزيز مصالح النظام الإيراني تحت غطاء دور خبير مستقل.

وبعد هذا الاجتماع، بدأت أنشطة الشبكة: أجرى أعضاؤها مقابلات، وكتبوا مقالات، وشاركوا في لجان متخصصة، وقدموا المشورة لحكوماتهم بشأن السياسات المتعلقة بإيران.

ووفقًا لتقرير "تي في 4"، تضاعف عدد المقالات التي نشرها بارسى في وسائل الإعلام السويدية بعد هذا الاجتماع. وكان يظهر بشكل متكرر في شبكتي "إس في تي" (SVT) و"إس آر" (SR) كخبير مستقل في الشأن الإيراني. لكن لم يكن هناك أي استقلالية في عمله.

وكان أحد أعضاء الشبكة ينسق مقالاته مباشرة مع وزارة الخارجية الإيرانية قبل نشرها. واقترح عضو آخر كتابة مقالات مخصصة (Ghostwriting). ووصف سعيد خطيب زاده، الدبلوماسي الإيراني البارز، بارسى بأنه "صديق"، ووصف ظهوره في الإعلام السويدي بأنه "خطوة مهمة".

ومنذ فترة طويلة، يشكك الإيرانيون في المنفى وخبراء آخرون في استقلالية روزبه بارسى، حيث إن تحليلاته غالبًا ما تتفق مع مصالح النظام الإيراني وتقلل من جرائم هذا النظام.

على سبيل المثال، بعد عام واحد من مقتل مهسا أميني، الذي أثار احتجاجات واسعة النطاق ضد النظام الإيراني في جميع أنحاء العالم، قال بارسى إن الوقت قد حان لتجنب "المبالغة في وصف ما يحدث في إيران".

كما قال مؤخرًا إن امتلاك إيران للأسلحة النووية يمكن أن يكون وسيلة لمنع الصراع مع إسرائيل: "دعوني أكن صريحًا، كان على إيران أن تصنع أسلحة نووية منذ ثلاث أو أربع سنوات".

وتتمحور أطروحة بارسى الرئيسية حول ضرورة بقاء النظام الإيراني، مع احتمال إجراء إصلاحات من داخله في حال انخفاض الضغوط الخارجية ورفع العقوبات. لكن هذه النظرية لا تتوافق مع الواقع. فالقمع في إيران لم ينخفض، بل ازداد.

على سبيل المثال، تحدث مسؤولو النظام الإيراني مؤخرًا عن احتمال إصدار أحكام إعدام ضد النساء اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب الإجباري.

لكن روزبه بارسى لم يتحدث أبدًا بشكل تلقائي عن الفصل الجنسي في إيران أو عمليات الإعدام الواسعة التي ينفذها النظام. بدلًا من ذلك، كان دائمًا ينتقد الغرب.

وقال أروين خشنود، محلل إيراني وخبير في العلوم السياسية، بشكل مختصر عن هذا الكشف: "لقد حاول أن يظهر صورة إيجابية عن النظام الإيراني ويبرر جميع جرائمه".

لكن بارسى لم يهتم بهذه الاتهامات. ووصف الكشف بأنه "قصة تافهة"، وكتب على منصة "إكس" أن الموضوع لا يحظى بأهمية كبيرة.

كما دافع عنه صاحب عمله، معهد السياسة الخارجية السويدي، بسرعة ووصف الادعاءات بأنها "غامضة".

لكن لا شيء من هذه التبريرات مقبول، فقد كان بارسى عضوًا في شبكة نفوذ تعمل لصالح ديكتاتورية قمعية؛ وهو نظام يشكل اليوم تهديدًا للسويد وللإيرانيين المقيمين فيها، وكذلك اليهود.

لا أحد يعرف كيف أو لماذا انجذب إلى هذه الشبكة، أو حتى إذا كان هو من بادر بالانضمام إليها، لكن ما هو واضح أنه فعل ذلك بشكل سري، ولم يكن أي من أصحاب عمله على علم بذلك.

هذا السلوك لا يليق بشخص يمكن الوثوق به "تمامًا". على العكس، يظهر بوضوح أنه لعب في السويد دور المتحدث غير الرسمي باسم ملالي طهران.

لقد حان الوقت الآن للاعتراف بأن منتقدي روزبه بارسى كانوا محقين منذ البداية.