ضغوط أميركية على حكومة لبنان لمنع اختيار وزير مالية يرشحه حزب الله التابع لإيران
كشفت وكالة "رويترز"، نقلاً عن خمسة مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع حزب الله أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم.
وقد تم نقل هذه الرسائل، من بين آخرين، عبر مسعد بولس، والد أحد أصهار ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط.
وأفاد تقرير "رويترز" الذي نُشر يوم الجمعة 31 يناير (كانون الثاني)، أن الحكومة الأميركية تهدف إلى تقليل نفوذ حزب الله وحلفائه في الحكومة اللبنانية التي يتم تشكيلها.
ومنذ عام 2014، تم ترشيح وزراء المالية اللبنانيين من قبل حزب الله وحلفائه، بما في ذلك حركة أمل.
وأشارت "رويترز" إلى أن الولايات المتحدة لا تعترض على منح هذا المنصب لشيعي مسلم، لكنها لا تريد أن يكون لحركة أمل أو حزب الله دور في هذا الاختيار.
وذكرت بعض وسائل الإعلام، ياسين جابر، النائب السابق في البرلمان، ووسيم منصوري، القائم بأعمال محافظ مصرف لبنان، كمرشحين محتملين من قبل حركة أمل لهذا المنصب.
وفي 9 يناير، وبعد عامين من شغور منصب الرئاسة في لبنان، انتخب البرلمان اللبناني الجنرال جوزيف عون، قائد الجيش والمدعوم من الولايات المتحدة، لهذا المنصب.
وبعد خمسة أيام، وعلى الرغم من معارضة نواب حزب الله المدعوم من إيران وحركة أمل، حليفة حماس، تمكن نواف سلام من حصد تأييد أغلبية النواب في البرلمان اللبناني ليصبح رئيسًا للوزراء.
الضغوط الأميركية للحد من نفوذ حزب الله
ونقلت "رويترز" عن مصدر مقرب من حزب الله أن هناك ضغوطًا كبيرة من الولايات المتحدة على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللبناني للحد من نفوذ حزب الله.
ووفقًا للتقرير، أرسلت الولايات المتحدة رسائل، من بينها عبر مسعد بولوس، رجل الأعمال اللبناني، إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللبناني، مؤكدة أن حزب الله يجب ألا يكون جزءًا من الحكومة القادمة.
ومع ذلك، دعا كريستوف لوموان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إلى مشاركة مجموعة متنوعة من الأطراف في الحكومة.
وقال مسؤولون فرنسيون إنه على الرغم من إضعاف حزب الله، لا ينبغي تجاهل مطالب المجتمع الشيعي في لبنان.
وفي 17 يناير، بالتزامن مع زيارة إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، إلى بيروت، ذكرت وسائل الإعلام أن ماكرون سيطلب من حزب الله التخلي عن السلاح والانخراط بشكل كامل في النشاط السياسي.
انخفاض فرص جذب التمويل لإعادة الإعمار في حال اختيار وزير مقرب من حزب الله
وقال مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأميركي الذي نقل رسائل الولايات المتحدة إلى المسؤولين اللبنانيين، لقناة "الجديد" اللبنانية إن الولايات المتحدة تتطلع إلى تشكيل حكومة دون مشاركة أولئك الذين كانوا جزءًا من النظام السابق، وذلك لاستعادة الثقة الدولية.
وقد عين دونالد ترامب مسعد بلوس كمستشاره الأول لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي.
ومسعد بولس هو والد أحد أصهار ترامب. حيث تزوج ابنه مايكل بولوس من تيفاني، ابنة ترامب من زوجته الثانية، في عام 2022.
وفي الوقت نفسه، نقلت "رويترز" أن فرنسا والولايات المتحدة، أبلغتا نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني وحليف حزب الله، أن المساعدات المالية الدولية، تعتمد على هذا الاختيار.
وقد تم تقدير تكاليف إعادة إعمار لبنان بـ 5 تريليونات دولار، وتتركز الأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية بشكل كبير في المناطق الشيعية في جنوب بيروت وجنوب لبنان، والتي تعد معاقل تقليدية لحزب الله.