"انقسام" حول التفاوض مع واشنطن.. و"التخلص" من ظريف.. و"تعثر" الوفاق الوطني
يكشف الجدل المستمر في الإعلام والصحف اليومية الإيرانية أن صناع القرار في إيران لم يحسموا ملف المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث تختلف مواقف هذه الصحف بشكل كبير.
صحف إصلاحية ترى أن التوصل إلى اتفاق مع واشنطن يصب في مصلحة إيران وشعبها، ويخرجها من حالة العزلة والقطيعة عن النظام المصرفي العالمي، التي فرضت عليها بسبب العقوبات الأميركية والغربية التي تتراكم بمرور الوقت، وتضاعف من حدة الأزمة والمشكلات.
صحيفة "اعتماد" قالت إن على إيران التوجه نحو اتفاق حتى لو كان محدودا، لأن ذلك من شأنه أن يخفض من حدة الأزمة بين طهران وواشنطن، ويمهد الطريق لتوصل لاتفاق بعيد المدى ومستدام.
فيما استخدمت صحيفة "مردم سالاري" عنوان: "إيران وأميركا في طريق الاتفاق".
أما صحيفة "كيهان" المتشددة فذكرت أن التقارير حول المفاوضات بين إيران وواشنطن هي "مجرد شائعات لا صحة لها"، وعنونت في مانشيتها ليوم الخميس 30 يناير (كانون الثاني): "لا يوجد أي قرار حول المفاوضات مع أميركا"، ونقلت عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله إن طهران لم تتخذ قرارا بعد حول ملف المفاوضات مع أميركا، وأن الأصل لديها هو "عدم الثقة بواشنطن".
في شأن غير بعيد أشارت صحيفة "كيهان" إلى الهجمات التي يشنها نواب وسياسيون على مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، بسبب تصريحاته الأخيرة، خلال مشاركته في أعمال المنتدى العالمي الاقتصادي، حول خطر التيار المتطرف في إيران، وزعمت أن الحكومة ترغب في "التخلص" من ظريف، وهي ترى أنه من الممكن أن يقوم المتشددون بهذه المهمة كي لا تتحمل هي عناء تهميشه وإبعاده عن المشهد.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": اتفاق محدود مع إيران يشبه اتفاق أميركا مع كوريا الشمالية
قالت صحيفة اعتماد إن استمرار صمت ترامب حيال إيران يكشف عن نهج غير صدامي قد تعتمده الإدارة الأميركية الجديدة حيال طهران، لافتة إلى أن ترامب قال في تصريحات له مؤخرا إن الشيء الوحيد الذي تؤكد عليه إدارته هو منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
ورأت الصحيفة أن تجاهل ترامب لدور إيران الإقليمي، وحتى الصراع مع إسرائيل يكشف أنه لا يرغب في استخدام الخيار العسكري في التعامل مع الملف الإيراني.
كما ذكرت الصحيفة أن ترامب يحاول الحصول على اتفاق سريع ليظهر بمظهر المصلح، بالتزامن مع تحركاته لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، ولهذا فمن الممكن أن يبرم اتفاقا مع طهران على غرار اتفاقه مع كوريا الشمالية، وقد يكون هذا الاتفاق محدودا ينتهي بمصافحة بين ترامب والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
ونوهت الصحيفة إلى أن اتفاقا- حتى وإن كان محدودا وشكليا- من شأنه أن يخفض حدة التوتر ويخلق الأرضية المناسبة للتفاوض والوصول إلى اتفاق مستدام وطويل الأمد.
"جمهوري إسلامي": المسؤولون في إيران يرغبون في المفاوضات مع أميركا أكثر من أي وقت مضى
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن مواقف وتصريحات المسؤولين الإيرانيين تكشف أنهم يرغبون في الدخول في مفاوضات مع أميركا أكثر من أي وقت مضى، لافتة إلى أن جدل المفاوضات يشهد هذه الأيام سخونة كبيرة في الأوساط الإيرانية.
وانتقدت الصحيفة توجهات التيار المعارض للمفاوضات، وقالت إن هذا التيار يعتقد أنه من الضروري أن يستمر قطع العلاقات أميركا إلى الأبد، وأنه لا يوجد طريق وإمكانية للتفاوض مع إدارة ترامب وإبرام اتفاق معها.
"هم ميهن": تعثر فكرة الوفاق الوطني بسبب تعنت التيار المتشدد ومطالباته المستمرة
انتقدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية تعثر فكرة "الوفاق الوطني" بسبب تعنت التيار المتشدد في إيران، وقالت إن الرئيس مسعود بزشكيان فعل كل شيء من أجل نجاح الوفاق الوطني، لكن مع ذلك فإن الطرف الآخر لم يرض، وهو ما يمكن اعتباره خداعا للحكومة ورئيسها وانقلابا على قضية الوفاق الوطني.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة بمحاولتها مشاركة التيار الأصولي والمتشددين ضمن الحكومة جعلت الموضوع يبدو وكأنها "شركة مساهمة"، لكنها كانت الطرف الوحيد المؤمن بهذه المساهمة والشراكة.
واستبعدت الصحيفة أن تؤدي هذه الجادة والطريق أحادي الجانب إلى منفعة للحكومة وتحقيق مصالح إيران الوطنية، مطالبة الحكومة بأن تعيد النظر في نهجها وسياساتها.