نرجس محمدي: نظام طهران يستعرض سلطته الزائفة بالإعدامات الجماعية.. وسنمزّق المشنقة بأيدينا

قالت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، في اجتماع عُقد بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحملة "ثلاثاء لا للإعدام"، إن النظام الإيراني يستخدم عقوبة الإعدام أداةً لبثّ الرعب في المجتمع. ووصفت حملة "لا للإعدام" بأنها حركة مدنية قابلة للتوسع داخل البلاد.

وأضافت محمدي، أمس الثلاثاء، خلال اجتماع الذكرى السنوية لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" في غرفة "تذكَّر" على منصة "كلوب هاوس": "يسعى النظام الإيراني إلى بثّ الرعب في المجتمع من خلال الإعدامات الجماعية، بهدف إسكات صوت المحتجين واستعراض سلطته الزائفة".

وأكدت نرجس محمدي أن حملة "لا للإعدام" هي نشاط حقوقي إنساني، مؤكدة أن تحقيق حقوق الإنسان يمهّد الطريق نحو الديمقراطية والحرية والعدالة.

وأضافت محمدي، مشددةً على أن "مناهضة الإعدام قضية أخلاقية، حقوقية وسياسية": "آمل أن يؤدي تصاعد الجهود لإلغاء عقوبة الإعدام إلى إنهاء عمليات الشنق في إيران".

وتابعت قائلة: "سيتمزّق حبل المشنقة بأيدينا القوية جميعًا، وآمل أن يأتي يوم تصبح فيه غرف الإعدام وأعواد المشانق عبرةً للناس بشأن عواقب استبداد الشر، ودافعًا للتقدّم نحو الإنسانية والحرية والمساواة".

واعتبرت محمدي أن حملة "ثلاثاء لا للإعدام" حركة مدنية قابلة للتوسّع داخل البلاد، مشيرةً إلى أن مشاركة السجناء السياسيين من مختلف التوجهات والتيارات في هذه الحملة أسهمت في إيصال صوتها إلى مختلف أنحاء العالم.

وأضافت، وهي سجينة سياسية تقضي حاليًا إجازة طبية، أن "الحملة المناهضة لعقوبة الإعدام يمكن أن تلعب دورًا استراتيجيًا في توحيد الجماعات الداعمة للديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران، وتجمع معارضي النظام تحت راية واحدة".

وفي الأسبوع الماضي، خلال خطاب ألقته عبر الفيديو في اجتماع لمجلس الشيوخ الفرنسي، أعربت محمدي عن قلقها إزاء الارتفاع الحاد في تنفيذ أحكام الإعدام، كما وصفت أوضاع السجينات السياسيات في إيران بـ"المأساوية".

وقالت: "إنهم يسعون للانتقام من حركة "المرأة، الحياة، الحرية" عبر استهداف النساء. فهم يلوّحون بحبال المشانق فوق رؤوس بُخشان عزيزي ووريشه مرادي، السجينتين في عنبر النساء بسجن إيفين، في محاولة لإجبار النساء الإيرانيات الشجاعات والواعيات على التراجع".

في الوقت نفسه، وصفت وريشه مرادي، السجينة السياسية المحكوم عليها بالإعدام، حملة "ثلاثاء لا للإعدام" بأنها "كفاحٌ ثمين من أجل حياة إنسانية".

وكتبت مرادي في بيان بمناسبة الذكرى السنوية للحملة، يوم الثلاثاء: "إما ألا نحيا على الإطلاق، أو أن نحيا بكرامة ومعنى. كل خطوة نحو الحرية هي اختبار، ونحن، بالتضحية بأرواحنا في سبيل الحرية، سنجتاز هذا الاختبار بكرامة".

جدير بالذكر أن حملة "ثلاثاء لا للإعدام" أُطلقت احتجاجًا على الإعدامات الجماعية في إيران، وهي الآن تدخل أسبوعها الثالث والخمسين.

وفي إطار هذه الحملة، يخوض السجناء إضرابًا عن الطعام كل يوم ثلاثاء، بهدف إيصال صوتهم إلى الشعب الإيراني والمؤسسات الدولية، والمطالبة بوضع حد لعقوبة الإعدام.

وإلى جانب وریشه مرادي، نشرت سبيده قليان، السجينة السياسية، رسالة من سجن إيفين يوم الثلاثاء، تمّت قراءتها خلال اجتماع الذكرى السنوية لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" في غرفة "تذكَّر" على منصة "كلوب هاوس".

وكتبت قليان في رسالتها: "في بلد مثل إيران، حيث نشهد يوميًا ارتفاعًا في عدد الإعدامات، فإن هذه الحملة لا تهدف فقط إلى إلغاء عقوبة الإعدام، بل إلى تغيير نظرتنا إلى قيمة حياة الإنسان".

وأضافت: "في إيران، حيث يُعدم مئات الأشخاص سنويًا بتهم مختلفة، تستخدم الحكومة هذه العقوبة كأداة للتهرب من مسؤولياتها تجاه مشكلات المجتمع".

وجاء في جزء آخر من الرسالة: "العدد المرتفع للإعدامات في إيران لا يعكس فقط وحشية النظام وعنفه، بل يكشف أيضًا عن الفشل التام للنظام القضائي وعجز الحكومة عن حل القضايا الأساسية. فبدلًا من تحمّل مسؤولياتها تجاه الفقر، الفساد، انتهاكات حقوق الإنسان، والظلم الاجتماعي، تلجأ الحكومة إلى الإعدام لإسكات المعارضين وإبعاد نفسها عن المساءلة".

كما تم خلال الاجتماع قراءة رسالة أحمد رضا حائري، الذي بعث بها من سجن قزلحصار في كرج، حيث تحدّث عن الإعدامات المتزايدة وأهمية الحراك المناهض لهذه العقوبة.

وقد دخلت حملة "ثلاثاء لا للإعدام" أسبوعها الثالث والخمسين في وقت تم فيه إعدام 950 سجينًا في مختلف سجون إيران منذ بداية العام الإيراني الجاري.

وأصدر نشطاء الحملة بيانًا أكدوا فيه أن أكثر من 110 أشخاص أُعدموا في إيران بين شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني)، محذّرين من تصاعد الإعدامات وداعين إلى تكثيف الجهود لمناهضتها.