ممثل خامنئي في محافظة قزوين يستقيل بعد هجومه على رئيس أذربيجان

استقال ممثل علي خامنئي في محافظة قزوين وخطيب جمعتها، عبدالكريم عابديني، بعد أن نشر رسالة أعلن فيها اعتزاله من منصبه دون ذكر الأسباب. وقد جاءت هذه الخطوة بعد أيام من تصريحاته ضد رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف.

وكتب عابديني في رسالته: "أطلب الحِلّ من الناس والمغفرة من الله عن أي تقصير أو إهمال".

وكان عابديني يشغل منصب ممثل المرشد في محافظة قزوين منذ عام 2014.

وقد واجهت تصريحاته السابقة ضد علييف ردود فعل واحتجاجات من جمهورية أذربيجان. حيث قال عابديني دفاعًا عن خطيب جمعة أردبيل، مخاطبًا رئيس أذربيجان: "ليس من الضروري أن يجيبك عاملي خطيب جمعة أردبيل، بل يكفي أن يجيبك أحد أئمة مساجد محافظة أردبيل".

وقبل عدة أسابيع، في حفل بعنوان "إحياء ذكرى شهداء معركة جالديران وجبهة المقاومة" الذي أقيم في أردبيل، تمت الإساءة إلى علييف ورجب طيب أردوغان. حيث أهان أحد المداحين المحليين في الحفل، الذي بُث عبر قناة "إيران" الإخبارية، كلاً من أردوغان وعلييف بألفاظ بذيئة، وادعى أن علييف قد رهن عائلته في "مقامرة بمليارات الدولارات مع الإسرائيليين".

وردًا على ذلك، استدعت وزارة الخارجية الأذربيجانية القائم بالأعمال الإيراني في باكو 1 يناير (كانون الثاني) وأعربت عن احتجاجها الشديد على هذه الحادثة. كما قال علييف إنه يعرف جيدًا من عين "ذلك الملا" (خطيب جمعة أردبيل) وأن المسؤولية تقع على عاتقه.

وأضاف علييف: "لقد استخدم ذلك الملا من مدينة أردبيل عبارات مهينة ضد أذربيجان وشعب أذربيجان، بما في ذلك أنا شخصيًا. السؤال هو ما موقف الشخص الذي عينه في هذا المنصب؟".

جدير بالذكر أن حسن عاملي، خطيب جمعة أردبيل، هو ممثل خامنئي في محافظة أردبيل. ويتم تعيين ممثلي المرشد في مراكز المحافظات كأئمة جمعة من خلال مجلس سياسة أئمة الجمعة.

وأشار علييف، دون ذكر اسم خامنئي صراحة، إلى أن من عين عاملي معروف، وتساءل: "ما رد فعله؟ هل يدعم هذا أم لا؟ ومن سيعتذر لأذربيجان؟ هل سيعتذرون أم لا؟".

وقد شهدت العلاقات بين طهران وباكو توترات في السنوات الأخيرة، حيث اتهمت إيران أذربيجان مرارًا بالتقارب مع إسرائيل والتعاون معها ضد طهران. وقد زاد الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران من هذه التوترات.

وفي يناير 2023، تدهورت العلاقات بين البلدين بشكل حاد بعد هجوم مسلح شنّه مواطن إيراني على سفارة أذربيجان في طهران، ما أدى إلى مقتل ضابط أمني في السفارة. وتحسنت العلاقات جزئيًا بعد تعهد إيران بمعاقبة الجاني.

وأشار رئيس أذربيجان إلى أن إيران قد وعدت بإعدام الجاني، لكن علييف قال إن طهران خدعت باكو في هذا الشأن. ووصف الهجوم بأنه عمل "منظم"، مشيرًا إلى أن أحكام الإعدام في إيران تُنفذ عادة بسرعة، لكن في هذه القضية، بعد مرور عامين، لم يُنفذ الحكم بل أُعيدت القضية لمزيد من التحقيق.

وقبل أيام، اعترض مجتبى دميرجيلو، المدير العام لشؤون أوراسيا في وزارة الخارجية الإيرانية، خلال لقائه مع سفير أذربيجان في طهران، على ما وصفه بـ"التحركات السلبية من قبل بعض الأوساط أو الشخصيات في أذربيجان".

وقال دميرجيلو إن "التحركات السلبية من قبل بعض الأوساط أو الشخصيات في أذربيجان، بما في ذلك الحادثة غير الأخلاقية الأخيرة المتعلقة بعدد من الطلاب الإيرانيين الدارسين في أذربيجان، تضر بعلاقات الشعبين". وطالب بـ"معاقبة المسؤولين عن هذه التحركات السلبية" و"التصدي الحازم لأي إساءة أو أعمال تفرقة".

وقبل أسبوع من ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن مصادر أذربيجانية بأن أذربيجان قد أخرجت أو منعت دخول 16 طالبة إيرانية بتهمة تعاونهن مع جهات إيرانية. ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية هذا الإجراء بأنه "متوافق مع سياسات إسرائيل".

وجاء طرد هؤلاء الطالبات بعد أن أفادت أجهزة الأمن الأذربيجانية بإحباط مؤامرة لقتل شخصية يهودية بارزة في البلاد مقابل 200 ألف دولار، واعتقال المشتبه بهم. كما أعلنت الأجهزة الأمنية الأذربيجانية عن اعتقال شخصين آخرين يشتبه بتورطهما في التخطيط لاغتيال شخصية يهودية بارزة.

وأضافت السلطات الأذربيجانية، دون ذكر اسم دولة معينة، أن المشتبه بهم كانوا يعملون "بتوجيه من دولة أجنبية". وأفادت مصادر في المجتمع اليهودي الأذربيجاني أن هذه الدولة هي إيران.