تحذير خامنئي من "ابتسامة الأميركيين".. و"فشل" زيارة عراقجي لأفغانستان.. وأزمة العملة
رحبت الصحف الإصلاحية في إيران، بتصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التي قال فيها إن طهران لن ترفض مقترحات ترامب المحتملة وإنما ستقوم بدراستها، لافتة إلى أن هذه التصريحات تتعارض مع التيار الذي يرفض أي اتفاق بين طهران وواشنطن.
وقد نقلت صحيفة "سازندكي" في نفس الوقت جزءا من حديث المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي حذر فيه من "الاغترار بابتسامة الدبلوماسيين الأميركيين"، مؤكدا أن "وراء هذه الضحكات يكمن حقد دفين تجاه إيران"، ولا ينبغي أن تخفى على المسؤولين الإيرانيين هذه الحقائق.
هذا التناقض والتردد في الموقف تجاه أميركا والتفاوض معها كانا أبرز عناوين الصحف بمختلف توجهاتها، حيث ركزت الإصلاحية منها على كلام وزير الخارجية عراقجي وضخمته، في حين أبرزت الأصولية كلام خامنئي التحذيري تجاه أميركا والمفاوضات.
صحيفة "هم ميهن" مثلا كتبت في عنوان بصفحتها الأولى: "وزير الخارجية يرسم سياسة إيران تجاه ترامب.. احتمالية التوصل لاتفاق جديد".
في شأن اقتصادي تناولت صحيفة "مردم سالاري" الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على الوضع المعيشي للإيرانيين، وأوضحت أنه خلال عقد واحد تراجعت قيمة الرواتب المقدمة للموظفين بنسبة 400 في المائة، وهي تعني في المحصلة سقوطا كبيرا في "وادي الفقر السحيق".
صحف أخرى تطرقت إلى قضية العملة الإيرانية، التي تستمر بالانهيار غير المسبوق، واختلفت هذه الصحف حول طبيعة الموقف الحكومي في هذه الأزمة بين من رأى ضرورة تدخلها لتحسين الوضع، وبين من رأى عدم التدخل في سوق العملات، لأن ذلك سيعني مزيدا من الاضطراب وعدم الاستقرار في قيمة التومان الإيراني.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان امروز": طهران والمفاوضات.. يجب عدم تكرار أخطاء الماضي
قال الكاتب والمحلل السياسي سيد محمود صدري إن ترامب ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض وقبل ذلك لم يتأخذ مواقف سيئة تجاه إيران في المجمل، وهذا يفسر عزمه التوصل لاتفاق مع طهران لاحتواء برنامجها النووي وخطر القنبلة الذرية، وعلى المسؤولين الإيرانيين عدم إضاعة هذه الفرصة وارتكاب نفس الأخطاء السابقة.
وشدد الكاتب أن على طهران أن تسعى لاتفاق مع أميركا لتحقيق هدفين كبيرين؛ الأول هو الخروج من الوضع الراهن والظروف الأمنية التي خلقها الغرب لإيران، علما أن بعض صناع القرار في طهران يرغبون في هذه الحالة الأمنية، وينسجمون في مواقفهم مع الدول الغربية.
أما الهدف الثاني فيتمثل في السعي لرفع العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض على إيران منذ سنوات، والتي أعاقت أي تطور وتحسن في الوضع المعيشي للمواطنين، الذين كانوا المتضرر الرئيسي في هذه الأزمة.
"كيهان": المفاوضات مع واشنطن يعني قبول "المطالب الأميركية غير المشروعة"
عارضت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فكرة المفاوضات مع أميركا والحديث عن اتفاق شامل وكبير، وقالت إن قبول هذه المفاوضات يعني الرضوخ لكافة المطالب الأميركية غير المشروعة من إيران.
وأوضحت الصحيفة أن مطالب أميركا من طهران جلية للعيان، فهم يريدون منا أن نوقف إنتاج الأسلحة المؤثرة، ونتوقف عن دعم "الشعوب التي تناضل من أجل استقلالها وحريتها".
وكتبت "كيهان" أن الاتفاق الشامل يعني كل هذه الملفات، ولذا يجب على طهران أن تحسم موقفها من هذه القضايا قبل التوجه للمفاوضات.
وشددت الصحيفة على أن أي دخول في المفاوضات دون أن تكون طهران حاسمة لأمرها في هذه القضايا وغيرها يعني تكرار التجربة السابقة أو الرضوخ لاتفاق لا توجد فيه أي ضمانات، وعودة الضغوط من جانب الدول الغربية.
"جمهوري إسلامي": زيارة عراقجي إلى أفغانستان لم تحقق أي مكتسبات
في شأن منفصل تطرقت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى كابل ولقائه بالمسؤولين في حركة طالبان، وقالت إن الزيارة كان ينقصها المعايير المعتبرة لاستقبال شخصية بوزن وزير خارجية إيران، حيث تم استقباله من قبل عدد من الموظفين الصغار وليس وزير خارجية طالبان، كما أنه لم يكن هناك وجود لعلم إيران خلال هذه الزيارة.
وأكدت الصحيفة أن هذه الزيارة لم يكن لها أي مكتسبات، وإنما حققت حركة طالبان امتيازات من هذه الزيارة ومن جهة واحدة دون أن تدفع أي مقابل، حسب تعبير الصحيفة.
كما لفتت الصحيفة إلى الوعود المكررة التي يقدمها قادة طالبان لإيران في العديد من القضايا العالقة، وقالت إن هذه الوعود "غير شرعية، كما هو الحال لحكومة طالبان نفسها.