حملة "لا للإعدام" بعد عام.. كيف استغل النظام الإيراني مفهوم "البغي" للانتقام من معارضيه؟

مطهرة غونهئي
مطهرة غونهئي

ناشطة طلابية وسجينة سياسية

في الذكرى السنوية الأولى لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" الواسعة والشاملة، التي بدأها السجناء السياسيون في سجن قزل حصار بدعم من عنبر النساء بسجن إيفين، والتي انتشرت الآن في العديد من السجون بجميع أنحاء إيران، هناك العشرات من السجناء المعرضين لخطر تنفيذ أحكام الإعدام بتهمة "البغي".

مهدي حسني وبهروز إحساني، اثنان من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، تم نقلهما من سجن إيفين إلى سجن قزل حصار في كرج، ويواجهان ظروفًا غامضة.

بخشان عزيزي ووريشة مرادي أيضًا، رغم الإضرابات الواسعة والمشرفة في كردستان بهدف "إلغاء حكم الإعدام" وإنشاء حملة لإطلاق سراحهما، لا تزالان تحت تهديد تنفيذ حكم الإعدام، وحياتهما في خطر.

و"البغي" في الفقه الشيعي والقوانين القضائية للنظام الإيراني يُطلق على الفرد أو الأفراد الذين يثورون ضد "أساس" النظام، ويسببون "الخوف" و"الترهيب" للناس و"زعزعة أمنهم".

الاستنباط الرئيسي لتهمة "البغي" هذه مأخوذ من آية مشهورة في سورة الحجرات، بتفسير يحمل آراء مختلفة، بمعنى أن الخطاب في الآية موجه إلى "المؤمنين"، وثانيًا، لم يتم تقديم حكم قاطع أو تفسير واضح بشأن "البغي".

النقاش الفقهي حول حقوق المواطنة في بلد ما هو موضوع مهم يتطلب تعاون المجددين الدينيين ورجال الدين المعارضين للنظام.

لكن الاستناد إلى تفسير القاضي والفقهاء للآية القائم على قراءة النوايا واتهامات لم تراعِ حتى المبادئ القانونية الأساسية في إجراءات التحقيق، يتناقض بوضوح مع مفهوم "القسط" و"العدل".

كما أن الشعب الذي يعاني من القمع والعنف المنهجي المتزايد في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والذي يقف بغضب لا هوادة فيه ضد "أساس" النظام لم يرتكب "بغيًا".

وعندما انتشر خبر اغتيال القاضيين الشرعيين [علي رازيني ومحمد مقيسة]، تأسفت لأنهما كانا يجب أن يحاكما في محكمة عادلة ومنصفة، ولربما كان الموت أسهل عقاب لهما.

وهؤلاء الذين وقعوا بلا رحمة على أحكام إعدام المئات من البشر بفخر، يواجهون اليوم موجة من الغضب وتراكم العنف الذي أعاد نظام طهران إنتاجه عبر القمع والقتل والإعدام؛ غافلين عن أن يوم المحاكمة بإرادة الشعب سيأتي حتمًا.

في الواقع، "الباغي" هو هذا النظام الديني المستبد والظالم الذي، في مواجهة الاحتجاجات والمطالب المشروعة للشعب، يشعل نيران الغضب والكراهية والانتقام، ومن أجل بقائه السياسي، يصف قوات القمع ويخلق "جوًا من الرعب وعدم الأمان" في المجتمع، ولا يتردد في استخدام أي ذريعة غير إنسانية مستمدة من "الإسلام الفقهي الشيعي" وباسم "مصلحة الأمة الإسلامية".

لذلك، أصبح شعار "لا للإعدام" اليوم يعني المعارضة و"لا" لهيكل وأساس النظام بأكمله، ويجب أن يكون نقطة ارتكاز وتوحيد للمجموعات المختلفة والمجتمع المدني من أجل مزيد من التضامن.

الإضراب العام الواسع والمنسجم لشعب كردستان الأسبوع الماضي، كموقف مقاومة مشرف وشكل من أشكال العصيان المدني، يجب أن يكون نموذجًا لجميع المجموعات الحقوقية والسياسية المعارضة للإعدام.

الدعم الدولي أيضًا يمكن أن يعزز التضامن وروح الناشطين المدنيين، ولكن في النهاية، إرادة ومقاومة الشعب هي التي ستؤتي ثمارها.

على أمل إيران واعية.. حرة ومزدهرة.. وعلى أمل "المرأة، الحياة، الحرية"... .

من هي مطهرة غونه اى؟

مطهره غونه ‌إی، هي طالبة في طب الأسنان والرئيسة السياسية السابقة لاتحاد الطلاب الإسلامي في جامعة طهران وكلية علوم الطب في طهران، تم اعتقالها خلال انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" في عام 2022.

وتم اعتقال هذه الناشطة الطلابية مرة أخرى في 1 مايو (أيار) الماضي بعد استدعائها إلى استخبارات الحرس الثوري في طهران، وأُفرج عنها بعد أيام قليلة بعد دفع كفالة.

وفي النهاية، حُكم عليها في يوليو (تموز) الماضي من قبل الفرع 29 لمحكمة الثورة في طهران بالسجن لمدة عام، وبدأت تنفيذ عقوبتها في سجن إيفين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.