ردا على تصريحات ظريف.. رئيس القضاء الإيراني يطالب ممثلي النظام "بعدم إسعاد الأعداء"
بعد يوم واحد من هجوم رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، على تصريحات جواد ظريف في منتدى دافوس، علق غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية، أيضا على هذه التصريحات، قائلا إن "تصريحات ممثل النظام الإيراني يجب أن لا تكون بطريقة تسمح للأعداء باستغلالها".
يشار إلى أن إيجه إي، الذي كان يتحدث يوم الاثنين 27 يناير (كانون الثاني) في مؤتمر المدعين العامين في إيران، قال إن ممثل النظام لا ينبغي أن يناقش القضايا الداخلية في المحافل الدولية، وأن لا يتحدث بطريقة "تُسعد الأعداء وتُبهجهم".
وقال رئيس السلطة القضائية، الذي وصف الولايات المتحدة بأنها "تجسيد للطاغوت": "لا يمكننا أن نعول على حكومة ظالمة لحل مشكلاتنا".
وأكد قائلا: "لا ينبغي أن نتحدث في المحافل العالمية بطريقة توحي بوجود خلافات داخل بلدنا، ولا يجوز أن ننطق بكلام أمام الأجانب يُظهر ضعف البلاد".
كانت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني قد أصدرت بيانًا وصفَت فيه حضور ظريف في منتدى دافوس بأنه "مخالف للقانون"، وقالت: "في الظروف الحرجة الحالية، طرح القضايا الداخلية في المحافل الدولية يخدم مخططات العدو المثيرة للفرقة، والتي تهدف إلى تشويه الوحدة والتماسك الوطني، ولا يعبر هذا إلا عن جهل أو خيانة".
وقبل يوم من هذه التصريحات، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إن "ممثلي النظام" يجب أن يكونوا حذرين في تصريحاتهم حتى "لا يتم نقل رسالة إلى العدو ولا يتم تعريض المصالح الوطنية للخطر".
وبالإضافة إلى رئيسي السلطتين، اعترض عدد من نواب البرلمان وأئمة الجمعة على تصريحات ظريف في منتدى دافوس بشأن ترامب وجليلي، وطالب بعض الشخصيات المحافظة بمحاكمته.
تجمع ضد ظريف في ميدان "باستور"
محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، قال في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي خلال حواره مع فريد زكريا في دافوس: "لو أصبح سعيد جليلي رئيسًا للجمهورية بدلًا من مسعود بزشكيان اليوم، لربما كانت حرب كبيرة تدور في المنطقة. هناك وجهات نظر مختلفة في إيران، وأنا أحترم هذه الاختلافات".
ومع ذلك، كتبت صحيفة "هم ميهن" يوم الأحد إن سؤال فريد زكريا كان يستند إلى فكرة أن وجود أو عدم وجود قوى معتدلة في الهيكل السياسي لنظام الجمهورية الإسلامية لا يحدث فرقًا، وأن ظريف أراد أن ينفي هذا الأمر.
وفي نهاية المقال، قال الكاتب إن ظريف "في خضم شتاء 2024 القاسي" يمثل "واحدًا من القدرات القليلة والمحدودة المتاحة لإيران على المستوى العالمي".
كما قال ظريف إن إيران لا تشكل تهديدًا أمنيًا للعالم، وأعرب عن أمله في أن يكون "ترامب 2" (ترامب في ولايته الثانية) أكثر جدية وتركيزًا وواقعية".
وفي يوم السبت الموافق 25 يناير، تجمع عدد من الأشخاص في ميدان "باستور" للاحتجاج على تصريحات ظريف.
وقال كامران غضنفري، ممثل طهران في البرلمان الإيراني، خلال هذا التجمع إن ظريف "تم إرساله إلى أميركا بدعم من السافاك قبل الثورة".
وفي منتدى دافوس، نفى ظريف أيضًا المخاوف الدولية بشأن سعي إيران للحصول على أسلحة نووية، ودعم طهران للجماعات شبه العسكرية في المنطقة، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في إيران.
كما قال، ردًا على سؤال حول قمع النساء في إيران، إن طهران لم تعد تتشدد مع النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب.
وأثارت هذه التصريحات انتقادات واسعة، حيث تذكر البعض عبارة "المزيف الأكبر" التي أطلقت عليه سابقًا.
كما أصدرت منظمة "الاتحاد ضد إيران النووية" بيانًا ردًا على حضور جواد ظريف في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ووصفته بأنه "المسؤول الرئيسي عن دعاية نظام إيران الداعمة للعدوان والإرهاب".