صحف إيران:

مطالب بعزل ظريف.. و"صفحة جديدة" مع طالبان.. و"عرقلة" المفاوضات مع الغرب

مواقف حادة وتصريحات مستمرة تطالب بإقالة محمد جواد ظريف من منصبه كمساعد للرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، بسبب تصريحاته في مؤتمر دافوس، وإقحامه للخلافات الإيرانية الداخلية في كلامه عن خطورة الوضع في المنطقة، حيث طالبت صحف أصولية من مسعود بزشكيان بعزل ظريف من منصبه.

صحف إصلاحية في المقابل دافعت عن ظريف وتصريحاته، وأكدت أنه لم يجانب الصواب عندما أكد أن مجيء بزشكيان ساعد في الحيلولة دون وقوع حرب في المنطقة، إذ إن التيار الآخر (التيار الأصولي بقيادة سعيد جليلي) كان له مواقف متصلبة حيال ما يجري في المنطقة، وكان من الممكن أن يورط إيران والمنطقة في حرب شاملة.

صحيفة "سازندكي" الإصلاحية أشارت إلى وقفة احتجاجية لمجموعة من المتشددين أمام البرلمان ومطالبتهم باستجواب ظريف وعزله من منصبه بعد تصريحاته في دافوس، وعنونت بالقول: "استراتيجية العزل.. من هي الأطراف التي تعمل على إقالة ظريف؟".

صحیفة "اعتماد" الإصلاحية قالت إن مناصري سعيد جليلي، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية السابقة، هم من يقفون وراء هذه الهجمة الشرسة على ظريف، وعنونت في مانشيت اليوم: "تهديد ظريف وتقييد المفاوضات".

صحيفة "كيهان" رحبت بمواقف وتصريحات نواب في البرلمان حول ظريف، وكتبت في صفحتها الأولى: "احتجاج ممثلي الشعب على رسالة ظريف الذليلة في دافوس"، وأوضحت أن "مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية بعث برسالة ضعف وهوان للأجانب خلال كلمته في دافوس".

من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام عدد غير قليل من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 27 يناير (كانون الثاني)، هي زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى كابول، ولقائه مسؤولي حركة طالبان.

صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، قالت إن هذه الزيارة تستهدف مناقشة ملفين رئيسين هما "أزمة المياه بين البلدين" و"قضية اللاجئين الأفغان في إيران"، أما صحيفة "روزكار" فكتبت: "فصل جديد في العلاقة مع الجارة الشرقية".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"هم میهن": الهجوم على ظريف يهدف إلى تشويه بزشكيان وحكومته

أشارت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى تصريحات مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف في المنتدى العالمي الاقتصادي في دافوس حول خطورة الوضع بالنسبة للمنطقة في حال فوز التيار الأصولي بقيادة سعيد جليلي، وهي تصريحات أثارت موجة من الانتقادات والهجوم الحاد على ظريف من قبل التيار المتشدد، بلغت درجة المطالبة باعتقاله ومساءلته فور عودته إلى إيران.

الصحيفة تساءلت هل كان من الضروري أن يتكلم ظريف في دافوس عن خطر سعيد جليلي المرشح الرئاسي الخاسر؟ وقالت إن ظريف أعطى ذريعة قوية لهذا التيار لتصعيد هجماته عليه وعلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وكامل الحكومة الإصلاحية.

وأوضحت الصحيفة أن ظريف يعتبر اسما مستعارا لبزشكيان، بمعنى أن الهدف من الهجمات على ظريف في الأصل يستهدف شخص بزشكيان الذي عين ظريف في هذا المنصب الهام.

وانتقدت "هم ميهن" هذه المواقف، وقالت إنها تستهدف القضاء على الفرص المحدودة، وإغلاق منافذ الأمل الصغيرة المتبقية أمام إيران لخلق انفراجة في علاقاتها مع دول العالم.

"كيهان": ظريف مهندس العقوبات الأميركية على إيران

صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، لا تزال تصعد من هجماتها على شخص ظريف، وقالت إن ظريف هو السبب الأصلي في تشديد العقوبات على طهران، وليس ريتشارد نفيو المعروف بأنه مصمم العقوبات الأميركية على إيران.

وأوضحت الصحيفة المتشددة إن نفيو كان عدوا صريحا لإيران، ولم يتردد في اتخاذ أي سياسات من شأنها زيادة الضغوط على طهران ومراكمة العقوبات، لكن هذا لا يدعو للعجب من عدو صريح ومجاهر.

وتابعت كيهان: "بمراجعة مواقف وتصرفات شخص ظريف سواء عندما كان وزيرا للخارجية ومسؤولا عن وفد إيران التفاوضي أو عندما أصبح مساعدا للرئيس بزشكيان للشؤون الاستراتيجية يبرز السؤال هل لقب مهندس العقوبات يليق بريتشارد نفيو أكثر أم بشخص محمد جواد ظريف؟ الشواهد والأدلة تظهر أنه ظريف"، حسب الصحيفة.

"آرمان أمروز": المتطرفون يعرقلون المفاوضات مع الغرب

أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى الأجواء الإيجابية عن احتمالية المفاوضات بين طهران وواشنطن، لكنها حذرت من خطورة عرقلة التيار المتطرف المسيطر على البرلمان لأي فرضية في هذا الاتجاه، لافتة إلى اجتماع للبرلمان الإيراني أمس الأحد تطرق فيه النواب إلى احتمالية تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، مؤكدين أن الرد الإيراني على مثل هذه الخطوة الغربية سيكون الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وأكد نواب البرلمان- وفقا لتصريحات إبراهيم رضائي النائب في البرلمان- إن طهران ستتخذ خطوة مقابل أي إجراء معاد من قبل الأطراف الغربية، ولن تخضع للضغوط التي تمارس عليها.

ونفى البرلماني الإيراني التقارير الغربية التي أوردت أن الدبلوماسيين الإيرانيين طلبوا من أوروبا نقل رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أن إيران لن تجري مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية، وأن المفاوضات المحتملة ستكون محصورة على التفاوض مع مجموعة "5 + 1"، وأن هدف المفاوضات سيكون هو رفع العقوبات عن طهران فقط.

كما نقلت الصحيفة تصريحات النائب السابق في البرلمان علي مطهري، الذي أشار إلى إقالة الرئيس الأميركي لبرايان هوك بعد الاستغناء عن بومبيو وبولتون المعروفين بمواقفهم المتطرفة تجاه إيران، وقال إن هذه التغييرات وتسليم الملف الإيراني إلى شخصية أكثر اعتدالا يكشف عن نية واشنطن التوصل لاتفاق مع طهران، وعلى المسؤولين الإيرانيين استغلال هذه الفرصة، والدخول في مفاوضات مباشرة مع أميركا للتوصل لاتفاق جديد يطمئن الغرب من ملف إيران النووي، قبل انتهاء موعد الاتفاق النووي في أكتوبر (تشرين الأول) القادم.