الخارجية الإيرانية: لدينا أفكار للتعامل مع إدارة ترامب ويجب الاستعداد لـ"أسوأ الاحتمالات"

قال المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني مجيد تخت رواجي إن هناك "تفاعلا وتشاورا مع الأصدقاء" بشأن بدء عمل إدارة دونالد ترامب، وإن طهران لديها أفكار، لكن يجب الاستعداد لـ"أسوأ الاحتمالات".

وفي مقابلة مع وكالة أنباء" إيسنا"، نُشرت يوم الاثنين 27 يناير (كانون الثاني)، قال تخت روانچي: "عندما يتم الإعلان عن سياسات الطرف الآخر، سنعمل وفقًا لتلك السياسات".

وبعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تحدثت مصادر قريبة منه عن احتمال عودة سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران، بل وتم التطرق إلى احتمال شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.

كما تم نشر تقارير عن مخاوف مسؤولي النظام الإيراني من إجراءات ترامب. على سبيل المثال، نقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن مصادر مطلعة أن إيران، خوفًا من سياسات الإدارة الجديدة لترامب في" الولايات المتحدة، أمرت وكلاءها في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالتصرف بحذر.

وأوضح تخت روانجي أنه بعد تولي ترامب السلطة رسميًا، لم يتم تبادل أي رسائل بين إيران والولايات المتحدة.

وكان موقع" أكسيوس" الإخباري قد نقل عن دبلوماسيين أوروبيين أن إيران سعت لإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة لإبلاغها عن رغبة طهران في التفاوض للوصول إلى اتفاق جديد ومختلف عن الاتفاق النووي.

كما تم نشر أخبار عن مفاوضات محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، مع مسؤولين أميركيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، لكن مكتبه نفى هذه التقارير.

وأعرب ظريف في هذا المؤتمر عن أمله في أن يكون "ترامب-2 (ترامب في ولايته الثانية) أكثر جدية وتركيزًا وواقعية".

ومع ذلك، هاجمت صحيفة "كيهان" والمقربون من المرشد علي خامنئي، مرارًا تصريحات مسؤولي الحكومة حول التفاوض مع الولايات المتحدة.

روسيا وأوروبا غير متفقتين بشأن المفاوضات النووية

وقال المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني إن روسيا وأوروبا غير متفقتين بشأن شكل المفاوضات النووية الجديدة، ويجب حل هذا التحدي.

وأشار روانجي إلى أن قضيتي النزاع بين روسيا وأوروبا بسب حرب أوكرانيا وتطورات المنطقة لن تكونا ضمن هذه المفاوضات.

وأضاف: "النقاش النووي معقد للغاية لدرجة أن الوصول إلى اتفاق بشأنه سيستغرق وقتًا طويلاً؛ ناهيك عن إدخال قضايا أخرى".

واجتمع دبلوماسيون كبار من إيران وثلاث دول أوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب المنسق الأعلى للاتحاد الأوروبي، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في جنيف بسويسرا.

وذكرت وكالة" رويترز" للأنباء أن هذه المفاوضات بشأن بعض القضايا الخلافية، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، شهدت "تقدماً محدوداً".

وقال تخت روانجي إن موعد الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران وأوروبا لم يتم تحديده بعد، ولكن من المحتمل أن تعقد بعد حوالي شهر.

التواصل مع قادة سوريا الجدد

وحول الأوضاع في سوريا، قال المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني في مقابلته مع "إيسنا": "لقد نقلنا وجهات نظرنا فيما يتعلق بتطورات سوريا عبر وسيط إلى الحكام الجدد في دمشق".

وأضاف: "القول بأننا فقدنا سوريا أو لم نفقدها ليس كلامًا دقيقًا. كانت لدينا علاقة مع الحكومة السابقة في سوريا تختلف عن العلاقات الحالية، وهذا لا يعني أن البعض يقول إننا كنا نسيطر على سوريا سابقًا والآن لم نعد نسيطر عليها".

يذكر أن مسؤولي النظام الإيراني، على الرغم من تصريحاتهم السابقة حول دعم بشار الأسد، ينكرون وجود قوات إيرانية في سوريا بعد سقوطه. على سبيل المثال، قال علي أكبر أحمديان، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: "لم نكن أبدًا في سوريا حتى نضطر إلى مغادرتها".

في الوقت نفسه، هناك انتقادات واسعة للتكلفة الباهظة التي تحملتها إيران دون نتيجة، بالإضافة إلى مقتل وإصابة 7308 أشخاص، وآلاف المعاقين الذين يتلقون معاشات نتيجة تدخل إيران في الحرب الأهلية السورية تحت عنوان "الدفاع عن الحرم".

وقال أسعد حسن الشيباني، وزير الخارجية السوري، في مقابلة مع "فاينانشال تايمز" إن دمشق مدينة لروسيا وإيران، حليفي الأسد السابقين، بمبلغ 30 مليار دولار، ولكن لا توجد احتياطيات نقدية في الخزينة الحكومية.

وقال تخت روانجي أيضًا إنه "لا ينبغي استباق التطورات" فيما يتعلق بإعادة فتح سفارة إيران في سوريا.

وبعد سقوط الأسد، دخل مجموعة من المواطنين السوريين إلى سفارة إيران في دمشق، وكسروا نوافذ المبنى، ودُمرت المعدات والأثاث الداخلي.

وأعادت بعض الدول، بما في ذلك تركيا والمملكة العربية السعودية، فتح سفاراتها في دمشق بعد حوالي 13 عامًا.