تعيين المخطط الرئيسي لعمليات نفوذ إيران في الغرب رئيساً لمركز الدراسات السياسية والدولية
أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بتعيين سعيد خطيب زاده، الدبلوماسي البارز ، الذي لعب دوراً رئيسياً في تصميم وتنفيذ عمليات نفوذ طهران في الغرب، رئيساً لمركز الدراسات السياسية والدولية التابع للخارجية الإيرانية.
في أكتوبر 2023، كشف تقرير استقصائي مشترك بين قناة “إيران إنترناشيونال” وموقع ”سمافور”، استناداً إلى آلاف الرسائل الإلكترونية لدبلوماسيين إيرانيين، عن شبكة من الأكاديميين والمحللين في مراكز الأبحاث، أنشأتها وزارة الخارجية الإيرانية لتعزيز القوة الناعمة لطهران.
وفقاً لهذه الرسائل الإلكترونية، كان سعيد خطيبزاده، الذي كان يشغل حينها منصب دبلوماسي مقيم في برلين، قد اقترح في عام 2014 إنشاء شبكة باسم “مشروع خبراء إيران”.
خطيبزاده، الذي كان حينها أحد الأعضاء البارزين في مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية، اقترح على رؤسائه أن تعمل إيران على تشكيل شبكة من المحللين الإيرانيين المرتبطين بـ”مراكز الأبحاث الأمريكية والأوروبية” وتقديم “دعم سياسي” لهم، بهدف تعزيز وجهة نظر طهران على الساحة الدولية.
في 5 مارس 2014، كتب خطيبزاده في رسالة إلكترونية إلى مجيد تختروانجي، أحد كبار المفاوضين النوويين الإيرانيين، ومصطفى زهراني، رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية آنذاك:
“هذه المبادرة، التي نسميها مشروع خبراء إيران، تتألف من مجموعة أساسية تتراوح بين ستة إلى عشرة إيرانيين بارزين من الجيل الثاني، الذين أسسوا علاقات مع مراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية الرائدة، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة”.
في 14 أبريل 2015، أرسل سعيد خطيبزاده قائمة بالمقالات والمقابلات التي نشرها أعضاء “مشروع خبراء إيران” لدعم مواقف طهران في المفاوضات النووية. تضمنت الأسماء شخصيات مثل علي واعظ، وآرين طباطبائي، ودينا أسفندياري، وإيلي جرنمايه، وعدنان طباطبائي، وروزبه بارسي. قام خطيبزاده بإرسال هذه القائمة إلى مصطفى زهراني.
في رسالة إلكترونية عام 2016، استعرض خطيبزاده إنجازاته، مشيراً إلى جهوده في “بناء شبكة والتفاعل مع مراكز الأبحاث، مع تركيز واضح على المفاوضات النووية لدفع السياسة الخارجية الإيرانية إلى أعلى المستويات”، بالإضافة إلى “نشر عشرات المقالات بما يتماشى مع السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية”.
وبحسب زهراني، فإن “مشروع خبراء إيران” كان واحداً من المبادرات الأساسية لمركز الدراسات السياسية والدولية. والآن، تحت إدارة خطيبزاده، الذي يُعتبر المهندس الرئيسي لمحاولات طهران التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية، سيستمر هذا المركز في عمله.
جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة “متحدون ضد إيران نووية”، علّق قائلاً: “تعيين خطيب زاده ربما يُشير إلى عودة جهود مماثلة لتلك التي حدثت خلال فترة ترامب”.
جدير بالذكر أن خطيبزاده شغل سابقاً منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، وعمل سفيراً لإيران في كرواتيا.
قضية آرين طباطبائي
تقرير “إيران إنترناشيونال” لعام 2024 أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بآرين طباطبائي، المستشارة الرئيسية السابقة لرابرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران. التحقيقات التي نُشرت في فبراير 2024 كشفت تفاصيل جديدة حول علاقة طباطبائي بالنظام الإيراني.
في عام 2023، كانت طباطبائي تعمل كرئيسة مكتب مساعد وزير الدفاع الأمريكي في البنتاغون. ورغم هذه الافصاحات، احتفظت بدورها وتصريحها الأمني عالي السرية. هذا التقرير أثار مخاوف الجمهوريين في الكونغرس، حيث طالبوا بالتحقيق في كيفية حصولها على تصريح أمني على هذا المستوى. ومع ذلك، أكدت وزارتا الدفاع والخارجية آنذاك أنه لا يوجد في سجلها ما يمنعها من الوصول إلى معلومات سرية.
في أكتوبر 2024، تم تكليف طباطبائي بدور جديد في وزارة الدفاع قلل من وصولها إلى المعلومات السرية. وكانت تشرف على تدريب وتأهيل القوات في مكتب وزير الدفاع السابق لويد أوستن.
ووفقاً لملفها الشخصي على منصة “لينكدإن”، غادرت طباطبائي هذا المنصب خلال الشهر الحالي (يناير 2025).