المطالبات بـ"اعتقال ظريف".. وتهديدات ترامب.. والمفاوضات مع أميركا
لا تزال تصريحات وزير الخارجية الأسبق ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، خلال مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، وتأكيده انفتاح طهران على المفاوضات مع أميركا محط جدل واهتمام في تغطية صحف إيران الصادرة يوم السبت 25 يناير (كانون الثاني).
وقد انتقدت صحيفة "كيهان" الأصولية والمعارضة لفكرة المفاوضات مع أميركا ظريف وتصريحاته، ودعت الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى عزله واستبداله بشخصيات أكثر جدارة وأهلية.
وأشارت صحیفة "سازندكي" الإصلاحية إلى هذه الضجة، التي افتعلها التيار الأصولي في إيران ضد ظريف، ومطالبة بعض الأطراف في إيران باعتقال ظريف فور عودته إلى طهران من سويسرا، بعد مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.
وكان الأصولي المتشدد وأمين عام لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طهران، روح الله مؤمني نسب، قد دعا قوات "مكافحة الانقلاب" إلى "اعتقال ظريف واستجوابه فور وصوله إلى إيران، وإلا فإن البلاد سوف تواجه أزمات خطيرة ومعقدة ونشهد مقدمات الانقلاب"، حسب تصريحات مؤمني نسب.
وفي شأن غير بعيد سلطت بعض الصحف الضوء على خبر أورده موقع "أكسيوس" الإخباري حول اجتماعات بين دبلوماسيين إيرانيين مع مسؤولين أميركيين قبيل مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية واقتراحهم "المفاوضات" مع أميركا من أجل التوصل لاتفاق جديد حول برنامج إيران النووي.
كما لفتت الصحيفة إلى ما ذكرته قناة "فوكس نيوز" الأميركية من تصريحات لدونالد ترامب حول الموقف من إيران والصين وروسيا؛ حيث قال ترامب، حسب القناة الأميركية، إن روسيا والصين وإيران هم أعداء أميركا الجيوسياسيون، لكن التوصل إلى اتفاق مع الصين، وحتى كوريا الشمالية، أسهل من التوصل لاتفاق مع إيران كونها بلدًا ثيروقراطيًا وله حالة "خطيرة للغاية" وقد يخلق ذلك "مشكلة كبيرة".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": على بزشكيان تغيير الوزراء والمستشارين الذين يؤيدون المفاوضات مع أميركا
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن على الرئيس مسعود بزشكيان تغيير الشخصيات، التي تحيط به، مثل المساعد والمستشار والوزير ممن يعتقدون بضرورة المفاوضات مع أميركا كطريق وحيد للخروج من المشكلات التي تحيط بإيران وأن يستبدلهم بغيرهم ممن كان لهم سجل إيجابي في العمل والأداء المهني .
وأضافت الصحيفة أن محاولة التيار الإصلاحي "المتطرف" إجبار البلد على المفاوضات مع أميركا كطريق وحيد لحل مشاكل البلد يتعارض مع منهج الرئيس مسعود بزشكيان.
ونوهت "كيهان" إلى أن هؤلاء الإصلاحيين "المتطرفين" الذين يعتبرون المفاوضات مع أميركا مفتاح حل المشكلات في إيران يتزامن مع اعتقاد الأوروبيين أنفسهم بأن منهج التفاوض لم يعد "مثمرًا" في التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية.
" آرمان امروز": من الضروري التفاوض مع أميركا قبل فوات الأوان
شدد الكاتب والخبير في العلاقات الدولية، نصرت الله تاجيك، في تصريحات لصحيفة "آرمان أمروز"، على ضرورة أن تدخل إيران في مفاوضات جادة وحقيقية مع الولايات المتحدة الأميركية، قبل شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2025، موعد انتهاء صلاحية الاتفاق النووي.
ولفت الكاتب إلى أن التخوف المستمر من المفاوضات بسبب أزمة غياب الثقة تجاه أميركا في عهد الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، قاد إيران إلى وادٍ خطير، هو وادي الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وما نجم عن ذلك من عقوبات أممية على إيران.
كما ذكر الكاتب تاجيك أن عهد روحاني، الذي شهد ارتفاعًا في منسوب الثقة بالمفاوضات وفاعليتها، قاد إلى الاتفاق النووي، الذي بث أملاً وحياة في المشهد السياسي الإيراني، وجعل الإيرانيين يتطلعون إلى مستقبل واعد ومشرق.
ويستدرك الكاتب أن السنوات الثلاث الأخيرة أبرزت صعود الاتجاه المعارض لفكرة المفاوضات والاعتقاد بعدم فاعليتها، وهو ما ترتب عليه انهيار اجتماعي وشرخ طبقي وفقر مدقع وتدمير للاقتصاد وغيرها من المشاكل الكبرى على صعيد البلد.
وحذر الكاتب من أن إيران الآن على شفا المنزلق الخطير، ولم يعد هناك فاصل زمني كبير للوقوع في هذا المنزلق سوى الفترة المتبقية حتى أكتوبر المقبل، الذي سيتزامن مع انتهاء موعد الاتفاق النووي واحتمالية عودة العقوبات الأممية وانسحاب إيران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والصراع الإقليمي.
"أکاه": ترامب يستخدم سياسة العصا والجزرة تجاه إيران
ذكرت صحیفة "آكاه" الأصولية أن تصريحات ترامب الأخيرة، وإن كانت تتضمن كلمة "الاتفاق" مع إيران، إلا أنها تبطن تهديدًا واستخدامًا لنهج "العصا والجزرة"، الذي تعود عليه الرئيس الأميركي.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات لترامب قال فيها: "من الجيد أن يتم حل المشكلات مع إيران دون هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية. آمل أن تتوصل إيران إلى اتفاق".
وعلقت الصحيفة على هذا الكلام بالقول: "هذا الحديث وإن تضمن كلمة الاتفاق، إلا أن بين سطوره يكمن تهديد ضد إيران وهي الاستراتيجية التي دأب عليها ترامب في التعامل مع إيران أو ما يُعرف بسياسة العصا والجزرة".
كما لفتت الصحيفة إلى التعيينات، التي قام بها ترامب في رئاسته الثانية للولايات المتحدة، وقالت إن عدم تعيين شخصيات متطرفة تجاه إيران، مثل مايك بومبيو وجون بولتون، جعل البعض يتوهم بأن ترامب يرغب حقيقة في التوصل لاتفاق مع إيران، لكن وعند النظر إلى المسؤولين الجدد في إدارة ترامب نجد أغلبيتهم أصحاب مواقف متشددة تجاه طهران، وكثيرًا ما دعوا إلى شن هجمات عسكرية على إيران وتدمير منشآتها النووية وقتل علمائها النوويين، ومِن ثمّ فإن ترامب هو نفسه ولم يتغير، ولو وجد الإمكانية لشن هجوم عسكري على إيران لفعل، "لكن الاقتدار العسكري لإيران لا يسمح له بذلك".