صحف إيران:

"المفاوضات السرية" في دافوس.. و"ابتزاز" ترامب.. و"إقامة علاقات" مع إسرائيل

على الرغم من الضجة الحكومية في إيران حول التوقيع على الاتفاقية بين موسكو وطهران، فإن الكثير من الإيرانيين ينظرون بعين الريبة لهذه الاتفاقية، ويعتبرونها بلا جدوى وقيمة إذا لم تتم معالجة المشكلات الإيرانية الكبرى مع المجتمع الدولي.

صحيفة "جمهوري إسلامي" عكست هذا "الاستياء الشعبي" من الاتفاقية، وقالت إن هذه الاتفاقية بمثابة عمل "دعائي"، وليست ذات قيمة حقيقية، مشددة على ضرورة أن يتم التوقيع على اتفاقيات من هذا النوع مع الغرب أيضا للحفاظ على التوازن وضمان مصالح إيران الكبرى.

في شأن غير بعيد أشارت بعض الصحف مثل "سازندكي" الإصلاحية إلى مشاركة محمد جواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية ووزير خارجية إيران الأسبق في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025 في دافوس، وهو المنتدى المعروف بأنه محل للمفاوضات غير الرسمية بين الأطراف المتخاصمة، وقالت إن هذه المشاركة تعزز فرضية إجراء إيران "مفاوضات غير معلنة" مع الأطراف الغربية، وعنونت بخط عريض: "المفاوضات غير الرسمية في دافوس".

أما صحيفة "فرهيختكان" الأصولية فانتقدت مشاركة ظريف في هذا المنتدى، وقالت إن البعض يحاول أن يصور هذه المشاركة بأنها "مفاوضات سرية" مع أميركا، مؤكدة أن إجراء مفاوضات في الوقت الحالي يكشف أن طهران تريد المفاوضات في ظل أي ظرف كان، وهذا من شأنه أن يضعف القوة الدبلوماسية لإيران، ويضعها أمام الضغوط الأجنبية المتزايدة.

صحيفة "آرمان أمروز" نشرت مقالا للباحث السياسي مهدي تديني قال فيه إن كل المؤشرات تكشف عن توجه إدارة ترامب لمواجهة أكثر صرامة مع إيران، لافتا إلى تعيين دونالد ترامب شخصيات معروفة بمواقفها المتشددة تجاه طهران.

وتوقع كاتب الصحيفة أن تستخدم روسيا ورقة إيران للتخلص من الضغوط الأميركية عليها، كما أن الدول الأوروبية التي كانت ضد سياسات ترامب تجاه طهران في الجولة الأولى من رئاسته أصبحت اليوم متناغمة مع سياسات ترامب تجاه إيران.

صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، أشارت إلى انسحاب دونالد ترامب مجددا بعد حفل تنصيبه مباشرة من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وقالت إن هذا دليل يكشف عن نهج إدارة ترامب مع إيران وغيرها، إذ إنه "رجل يحاول الابتزاز وليس التفاوض كما يروج لذلك الموالون للغرب في إيران"، حسب الصحيفة.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"جمهوري إسلامي": إيران سلكت سياسة التوجه نحو الشرق منذ عقدين لكنها لم تحقق أيا من أهدافها

قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن إيران سلكت منذ عقدين سياسة التوجه نحو الشرق، وهي سياسة أحادية الاتجاه، وأظهرت التجربة العملية من هذا النهج والسلوك أن أيا من أهداف إيران لم تتحقق بفضل هذه السياسة.

وأوضحت الصحيفة أن على صناع القرار في طهران أن يدركوا بأن الشرق (روسيا والصين) أيضا غير موثوق الجانب، وعلى هذا الأساس فإذا كانت طهران تريد بناء علاقات وفقا للمصالح الوطنية فعليها أن تسلك سياسة متوازنة ومنفتحة على جميع الأطراف.

وذكرت "جمهوري إسلامي" أنه من الواضح أن مثل هذه الاتفاقيات التي تقوم بها إيران مع روسيا والصين تأتي بهدف خلق حس التنافس لدى الغربيين، لكن من الأفضل بالنسبة لطهران أن تعمل على سياسة التنافس الحقيقية، وليس فقط خلق هذا الحس والشعور الفارغ.

"هم ميهن": أغلبية الشعب الإيراني تريد المفاوضات والتوصل لاتفاق مع الغرب

صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية قالت إن الهروب من المفاوضات يعني في المحصلة إضاعة أي فرصة للتوافق مع الغرب، وهو الخيار المطلوب بالنسبة لإيران بسبب ما تمر به من ظروف على الصعيد الداخلي والدولي.

وأوضحت أن بعض الأطراف في إيران، ومن أجل إفساد المفاوضات وإفشالها، يطرحون مواقف وتبريرات غير منطقية، كأن يصرحون بأنه "لا جدوى من المفاوضات"، وأنها تعني "الانسحاب" والاستسلام أمام الضغوط الأميركية.

وشددت الصحيفة على أن الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني تدافع عن فكرة المفاوضات وترغب في الاتفاق، وتعتبر أن أي معارضة للاتفاق دليل على الضعف وفقدان الثقة بالنفس في التعامل والتفاوض مع الآخر.

"كيهان": ندعو أسرة رفسنجاني لتوضيح موقف والدهم من إقامة علاقة مع إسرائيل

هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فائزة رفسنجاني السياسية المعروفة وبنت الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني بسبب تصريحات لها ذكرت فيها أن والدها كان قد اقترح إقامة علاقات مع إسرائيل إذا كان من شأن ذلك أن يصب في المصلحة الوطنية الإيرانية.

الصحيفة قالت إنه لو كانت هذه التصريحات حقيقية فإن ذلك يخلق تصورات ذهنية سيئة لدى الإيرانيين تجاه الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، خصوصا إذا ما قارنوها مع تصريحاته العلنية خلال العقود الثلاثة من خطبه في صلاة الجمعة بطهران بعد الثورة.

ودعت الصحيفة أسرة هاشمي رفسنجاني إلى الرد على تصريحات فائزة رفسنجاني، وأن تبين ما هي الأسانيد والوثائق التي اعتمدت عليها رفسنجاني في ادعاءاتها التي تداولتها وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية.