في الجولة الثانية من المواجهة.. الإيرانيون ينحازون لترامب أملا في إسقاط خامنئي ونظامه

تدعي السلطات الإيرانية أنها مستعدة لعودة دونالد ترامب إلى السلطة ولا تشعر بقلق خاص حيال ذلك. ومع ذلك، فإن سوق الصرف والذهب، تسير في اتجاه آخر، ولا تأبه بتصريحات هذه السلطات.

وتشير الأدلة إلى أن السوق، بدلًا من الاهتمام بهذه الادعاءات، تنتظر الإجراءات والسياسات التي سيتبعها ترامب ضد النظام الإيراني، وتعدل ردود أفعالها بناءً عليها.

ومع عودة ترامب إلى السلطة وبدء سياسة الضغط الأقصى، ارتفعت أسعار الدولار والذهب على الفور، ففي اليوم الأول من عودة ترامب، تجاوز سعر الدولار 82 ألف تومان، والآن يقترب من 83 ألفا. كما تجاوز سعر العملة الذهبية 58 مليون تومان.

هذا الاتجاه يُظهر أن السوق الإيرانية لا تأبه بادعاءات مسؤولي النظام الإيراني، بل تسير في طريقها الخاص.

وإذا استمرت سياسات ترامب ضد إيران وأصدر أوامر جديدة لزيادة الضغوط، فمن المحتمل أن ترتفع أسعار الدولار والذهب أكثر. وأي تأخير في المفاوضات أو التوصل إلى اتفاق مع ترامب سيزيد من حدة هذا الاتجاه.

إن زيادة أسعار الصرف والذهب ستؤثر مباشرة على جميع الأسعار في البلاد، وستواجه الأسواق الاقتصادية الإيرانية مزيدًا من التوتر. وفي حال استمرار سياسات ترامب، يمكن أن تصل الحالة الاقتصادية في إيران خلال فترة رئاسته التي تستمر أربع سنوات إلى أزمة غير مسبوقة.

يذكر أن هذه التجربة حدثت أيضًا في الفترة الأولى لرئاسة ترامب. ففي عام 2018، عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي ارتفع سعر الدولار من حوالي 3800 تومان إلى 10 آلاف تومان بسرعة، ثم استمر في الارتفاع.

والآن أيضًا، إذا تم اتباع سياسات مماثلة ولم تستسلم إيران للضغوط، فمن المحتمل أن يرتفع سعر الدولار مرة أخرى إلى مستويات أعلى بكثير. وتشير التوقعات إلى أن الدولار قد يصل إلى 100 ألف تومان أو حتى أكثر.

وقد حذر محمد حسين عادلي، الرئيس السابق للبنك المركزي، من أن تقييد ترامب لصادرات النفط الإيراني إلى الصين سيؤدي إلى تضاعف التضخم في إيران، كما أن العجز الحالي في الميزانية الذي يبلغ حوالي 850 ألف مليار تومان سيتضاعف أيضًا.

وقد يصبح هذا الوضع نقطة ضعف خطيرة للنظام الإيراني. وتُظهر تصريحات عادلي بوضوح أن الوضع أكثر خطورة من ادعاءات المسؤولين الحاليين في إيران الذين يقولون إنه "لن يحدث شيء خاص".

وعلى الرغم من إدراك الكثير من الناس للآثار السلبية المحتملة لسياسات ترامب على معيشتهم، إلا أنهم سعداء بعودته إلى السلطة. فقد تعزز الأمل في إضعاف أو حتى الإطاحة بنظام طهران من قبل ترامب بين شريحة كبيرة من الناس. هذا الموقف يعكس عمق السخط من أداء النظام وعدم الثقة في مسؤوليه.

ومن الجدير بالذكر أن الناس يدركون جيدًا العواقب الاقتصادية للضغوط الخارجية، لكنهم يفضلون تحمل الصعوبات الناتجة عنها على أمل أن تؤدي هذه الضغوط إلى تغييرات جذرية في النظام الحاكم. هذا الوضع يعكس الفجوة العميقة بين الشعب والسلطات في نظام طهران.

إن عودة ترامب إلى السلطة تمثل جرس إنذار خطير للنظام الإيراني. من ناحية أخرى، فإن دعم الناس لترامب، وإن بدا غريبًا، إلا أنه يعكس السخط العميق من النظام.

وبدلًا من تقديم تحليلات سطحية ومكررة، يجب على مسؤولي النظام الإيراني معالجة الأسباب الجذرية لهذا السخط والفجوات الاجتماعية.

إن الشعب الإيراني يرغب في تجاوز النظام الحالي وينتظر أي فرصة لتحقيق هذا الهدف.