الصحافية الإيطالية: كان يتم استجوابي في سجون إيران لمدة 10 ساعات متواصلة

تحدثت تشیشيلیا سالا، الصحافية الإيطالية التي قضت فترة في سجون النظام الإيراني، خلال مقابلة مع برنامج تلفزيوني في إيطاليا، عن تفاصيل مراحل استجوابها، وقالت إنها كانت تُستجوب أحيانًا لمدة 10 ساعات متواصلة.

وأضافت سالا في المقابلة أنه أثناء الاستجواب، كانوا يغطون رأسها ويجعلونها تواجه الحائط.
وتابعت الصحافية: "في إحدى جلسات الاستجواب، فقدت الوعي وأعطوني حبة لتهدئتي...في بعض الأحيان يحاولون تهدئتك بمكافآت مثل التمر أو السجائر، وفي أحيان أخرى يحاولون كسرك بإخبارك أخبارًا سيئة".

ووفقًا لقول هذه السجينة السابقة في إيران، كان المحققون يستخدمون "تقنيات نفسية" بهدف "سحقها".

وقد أُطلق سراح سالا بعد قضائها 20 يومًا في سجون إيران، وبعد أربعة أيام من ذلك، أصدر كارلو نورديو، وزير العدل الإيطالي، أمرًا بالإفراج الفوري عن محمد عابديني نجف آبادي، الإيراني المحتجز في إيطاليا.

وكان عابديني البالغ من العمر 38 عامًا قد اعتُقل في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2024 في مطار ميلانو بناءً على طلب الولايات المتحدة بتهمة التعاون العسكري مع الحرس الثوري، وكان من المقرر تسليمه إلى الولايات المتحدة بعد استكمال الإجراءات القانونية.

وكان موقع "إيران إنترناشيونال" قد أفاد بشكل حصري في 6 أكتوبر (تشرين الأول) بأن إيران ربطت إطلاق سراح سالا بالإفراج عن عابديني.

ويتهم عابديني بالضلوع في نقل تكنولوجيا طائرات مسيرة إلى إيران، والتي استُخدمت خلال الهجوم المميت الذي شنته قوات تابعة للنظام الإيراني على جنود أميركيين متمركزين على الحدود بين الأردن وسوريا في فبراير (شباط) 2024.

فقدان الإحساس بالزمن في الزنزانة الانفرادية

وتحدثت سالا في مقابلة مع التلفزيون الإيطالي عن فترة احتجازها في سجن إيفين، حيث كانت محتجزة في زنزانة انفرادية صغيرة دون فراش، وكانت إضاءة بيضاء دائمة تُضاء فيها.

وأضافت: "في هذه الظروف، يكون النوم صعبًا للغاية، ويفقد عقلك الإحساس بالزمن".

وقالت الصحافية إنها في أول ليلة لها في سجن إيفين، طلبت من المسؤولين الحصول على نسخة من القرآن باللغة الإنجليزية، لكنهم رفضوا تلبية طلبها: "في هذه الظروف، ولقتل الوقت، بدأت بعَدِّ أصابعي وقراءة التركيبات الموجودة على علبة الخبز وتكرار جدول الضرب".

وأشارت إلى أن "العزلة لا تعني فقط أن تكون وحيدًا في زنزانة، بل تعني أيضًا أنك لا تملك شيئًا لصرف انتباهك. أنت دائمًا وحيد، حتى عندما لا تكون وحيدًا، لأنك حتى أثناء الاستجواب، يكون وجهك مغطى وأنت تواجه الحائط. حتى وجوه الحراس تكون مغطاة".

جدير بالذكر أن إيران اعتقلت خلال السنوات الأخيرة عشرات الأجانب أو مزدوجي الجنسية، غالبًا بتهمة التجسس أو ارتكاب جرائم أمنية.

ويرى نشطاء حقوق الإنسان أن اعتقال النظام الإيراني لمواطنين من الدول الغربية هو بمثابة "اختطاف حكومي"، ويقولون إن طهران تستخدم هذه الورقة للضغط على الغرب والحصول على امتيازات.

سماع أصوات مؤلمة من زنازين أخرى

وتابعت سالا في المقابلة أنها كانت تسمع أحيانًا من زنزانتها في سجن إيفين أصوات سجناء في زنازين أخرى يحاولون إيذاء أنفسهم: "كانت هناك فتاة تقفز في تلك الزنزانة الصغيرة ثم تصدم رأسها بقوة في الباب... الأصوات التي كانت تأتي من الممر كانت غالبًا مؤلمة؛ أحيانًا بكاء، وأحيانًا قيء، وأحيانًا محاولات لإيذاء النفس".

وكانت الصحافية الإيطالية خلال فترة احتجازها في إيران قلقة من أن تؤدي عودة دونالد ترامب إلى السلطة في البيت الأبيض إلى تعقيد قضيتها.

وقالت سالا: "كنت أعلم أن العد التنازلي لتنصيب ترامب قد بدأ، وهذا كان يخيفني بشدة... لو أعلن ترامب علنًا نيته اتخاذ إجراءات انتقامية ضد بعض الإيرانيين، لكان وضعي قد أصبح معقدًا للغاية".

وكانت صحيفة "إيل جورناله"، المقربة من الحكومة الإيطالية، قد أفادت في 6 يناير أن جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، حصلت خلال لقائها الأخير مع ترامب على موافقته "تعليق" عملية تسليم عابديني إلى الولايات المتحدة.

وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية قد التقت ترامب في 4 يناير بمقر إقامته الشخصي في مارالاغو بفلوريدا.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تجبر فيها إيران إحدى الدول الغربية على تبادل السجناء عبر سياسة الاختطاف.

فخلال عملية تبادل السجناء بين طهران وستوكهولم، سُمح ليوهان فلودروس وسعيد عزيزي، المواطنين السويديين المحتجزين في إيران، بمغادرة الأراضي الإيرانية والعودة إلى السويد في 15 يونيو (حزيران) 2024 مقابل الإفراج عن حميد نوري.

وكان نوري، المدعي العام السابق في سجن كوهردشت، قد اعتُقل في أكتوبر 2019 في السويد بتهمة الضلوع في إعدام سجناء سياسيين في1988، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. وكانت المحكمة العليا السويدية قد رفضت طعنه في 6 مارس (آذار) 2024.

وكان فلودروس قد تحدث في 25 أكتوبر 2024 مع موقع "بوليتيكو" عن فترة احتجازه في سجن إيفين، مؤكدًا أنه كان ضحية لسياسة الاختطاف التي تنتهجها إيران.